كيف يمكن للموقف الإسباني الجديد أن يسهم في مساعي دي ميستورا لحلحلة ملف الصحراء؟


بعد إعلان إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية، أثير سؤال جوهري حول كيف يمكن للموقف الاسباني الجديد أن يسهم في مساعي المبعوث الأممي الجديد للصحراء ستافان دي ميستورا لحلحلة ملف الصحراء؟

 

نبيل ادريوش متخصص في العلاقات المغربية – الاسبانية شدد في تصريح خاص لـ”الأيام24″ على أن “دعم مدريد لخطة الحكم الذاتي للمغرب في الصحراء التي اقترحها المغرب سنة 2007 سيكون لها بكل تأكيد تأثير آخر على المبعوث الأممي الجديد للصحراء ستافان دي ميستورا على اعتبار أن إسبانيا هي المستعمر القديم لمنطقة الصحراء، وعلى اعتبار أنها حاولت دائما ان تجد لها موطئ قدم في هذا الملف”.

 

وأشار ادريوش في حديثه إلى أن “من بين الأمور التي انتبه إليها الكثير من الملاحظين في الآونة الاخيرة هو أن وزارة الخارجية الإسبانية سعت إلى تخصيص طائرة خاصة بدي ميستورا خلال جولته في المنطقة والتي قادته إلى كل من الرباط والجزائر ومخيمات تندوف…”.

 

كما أكد أن “وجهت نظر الجانب الإسباني وانضمامه إلى صف المدافعين عن مقترح الحكم الذاتي سيعزز ويقوي الموقف المغربي وسيضعف التوجه الجزائري وجبهة البوليساريو الانفصالية الداعية الى اعتماد الحل القديم والغير واقعي والذي صار اليوم متجاوزا وهو حل الاستفتاء في الصحراء”.

 

وأبرز نبيل ادريوش أيضا، أن “المغرب صار في موقع أقوى اليوم بهذا الاعتراف، وبجدية ومصداقية الحكم الذاتي وهو ينضاف إلى الدول التي دعمت هذا المقترح داخل أوروبا وعلى رأسها ألمانيا التي تفهمت بدورها الموقف المغربي بعد الأزمة الدبلوماسية التي استمرت لشهور، اليوم نجد إسبانيا تدعم خطة الحكم الذاتي وبالتالي داخل الاتحاد الأوروبي ضعف الصوت المدافع عن أطروحة الجزائر والمدافع عن الأطروحة الانفصالية الداعمة لخيار الاستفتاء”.

 

وأوضح أن “الأصوات التي كانت تزعج المغرب داخل أروقة الاتحاد الاوروبي صارت اليوم في صفه، تحدث مظلة التغيرات الاقليمية والدولية الحاصلة في المنطقة وأساسا بعد إدراك الولايات المتحدة أن خطوة الاعتراف للمغرب بسيادته على الصحراء ستجعل من شريك استراتيجي للحلف الأطلسي وشريك تقليدي للأمم المتحدة الامريكية، وأحد الواقفين في صف الولايات المتحدة في عالم يعيش تحولات جدية في الخارطة الدولية جعلتنا أمام واقع إقليمي ودولي جديد وقربتنا أكثر لحل قضية الصحراء عن طريق مقترح الحكم الذاتي”.

ونبه ادريوش في تحليله إلى أن “المبعوث الأممي دي ميستورا يبحث بدوره عن إيجاد مخرج لملف دام حوالي نصف قرن، سيأخذ بعين الاعتبار. وجهة النظر الاسبانية الجديدة، سيأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر الألمانية الجديدة، كما سيأخذ بعين الاعتبار أيضا اعتراف الولايات المتحدة الامريكية وهي العضو في مجلس الأمن والقوة العالمية التي اعترفت بذلك، وأيضا سيأخذ بعين الاعتبار العشرات من البلدان الافريقية التي فتحت قنصليات لها في إقليمي الداخلة والعيون الساقية الحمراء كإشارة على دعمها لحل هذا النزاع الذي طال أمده”.

وخلص نبيل ادريوش المتخصص في العلاقات المغربية – الاسبانية أن “الموقف الاسباني كان مهما بالنسبة لكل ما سبق، لأن لدى المغرب الآن حلفاء داخل الاتحاد الأوروبي كانوا بالأمس خصوما وهما ألمانيا وإسبانيا سيعززان موقف فرنسا باعتبارها مدافع تقليدي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء”.

كما أن “من خارج الاتحاد الأوروبي لدى المغرب قوة كبرى تدعمه هي الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت باتت فيه البوليساريو تعيش عزلة دولية، وباتت فيه الجزائر تعيش على إيقاع اللا استقرار داخلي، وتعيش على ايقاع هزائم دبلوماسية متوالية حتى في بعض البلدان التقليدية التي كانت تعتقد أنها في صفها، وهذا انتصار كبير يحسب للدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس”.

تاريخ الخبر: 2022-03-22 00:17:12
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 71%

آخر الأخبار حول العالم

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية