موسكو تواصل «حرب أوكرانيا» وعينها على تحركات «ناتو»


تواصل روسيا حربها في أوكرانيا وعينها على تحركات لقادة دول «ناتو» والدعم العسكري الأمريكي المستمر للرئيس فولوديمير زيلينسكي، ما دعاها للتحذير من أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في العلاقات، وذلك قبيل اجتماعات رفيعة المستوى للحلف المقررة اليوم الأربعاء في بروكسل بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما لفت مستشار للرئيس الأوكراني إلى أن أولوية موسكو هي السيطرة على العاصمة كييف، مشددا على أن محاولة القيام بذلك في الوقت الحالي تعد «انتحارا».

وفي سياق العملية العسكرية الروسية التي تصفها موسكو بـ«الخاصة»، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الثلاثاء: إن عدد الأوكرانيين الذين لاذوا بالفرار إلى الخارج بلغ الآن ثلاثة ملايين و528.346 شخصا، وإن أكثر من مليونين عبروا إلى بولندا.


وقال الكرملين: «إنه يرغب في أن تكون المحادثات الجارية بين روسيا وأوكرانيا أكثر نشاطا وواقعية»، مع استمرار القتال بين قوات الدولتين.

أولويات موسكو

من جهته، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء: إن السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف من الأولويات الرئيسية لروسيا، ولكن محاولة القيام بذلك في الوقت الحالي تعد «انتحارا».

وأضاف: «إن الأعمال العدائية الفعلية بين أوكرانيا وروسيا يمكن أن تنتهي في غضون ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع».

في غضون هذا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس: إنه تحدث مع البابا فرنسيس، ويرحب بأن يلعب دور وساطة مع روسيا.

وانتقد البابا روسيا ضمنيا ووصف الصراع في أوكرانيا بأنه «مذبحة لا معنى لها» وغير مبررة.

وكتب زيلينسكي في تغريدة على تويتر «أخبرته بالوضع الإنساني الصعب، وبغلق القوات الروسية ممرات الإنقاذ. نقدر دور الوساطة الذي سيلعبه البابا لإنهاء المعاناة الإنسانية». حسب ما جاء بالتغريدة.

إلى ذلك، وفي حديث عبر التلفزيون الوطني، قال وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو أمس الثلاثاء: إن عشرة مستشفيات دُمرت بالكامل منذ بداية الحرب، فيما أصبح من المستحيل تزويد مستشفيات أخرى بالأدوية والإمدادات بسبب القتال في أماكن قريبة.

وعلى الصعيد ذاته، نصح رئيس بلدية بوريسبيل الأوكرانية القريبة من مطار بوريسبيل الدولي المدنيين أمس الثلاثاء بمغادرة المدينة حال استطاعتهم بسبب قتال في مناطق مجاورة.

وقال رئيس البلدية فولوديمير بوريشينكو في خطاب مصور: إن القتال دائر في منطقة كييف حيث تقع بوريسبيل.

ويحاول المسؤولون في المدينة جنوب شرقي كييف، تهدئة السكان وسط مخاوف من هجوم وشيك للقوات الروسية في إطار حملتها العسكرية باتجاه العاصمة.

ودعا بوريشينكو السكان على مدار الليل إلى مغادرة المدينة، وقال: إنه إذا غادرت النساء والأطفال، فسوف يكون من الأسهل على الرجال حماية برويسبيل.



مساندة اللاجئين

وقالت بالوما كاتشي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في بولندا أمس: إن زهاء نصف مليون لاجئ فروا من أوكرانيا إلى بولندا يحتاجون إلى الدعم والمساندة بعد إصابتهم باضطرابات تتعلق بالصحة النفسية، وإن 30 ألفا يعانون من مشاكل حادة تتعلق بصحتهم العقلية.

في حين قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء: إن رئيس اللجنة بيتر ماورير في طريقه إلى موسكو لإجراء محادثات حول النزاع في أوكرانيا.

وأضاف المتحدث جيسون سترازيوسو، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز»، دون الخوض في تفاصيل «لديه اجتماعات مقررة يومي الأربعاء والخميس في إطار الحوار الجاري المتعلق بالنزاع في أوكرانيا».

من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك في مقطع فيديو على تطبيق «تليجرام»: إن القوات الأوكرانية سوف تحاول فتح ثلاثة ممرات إنسانية للأشخاص الراغبين في الفرار من المناطق حول مدينة ماريوبول المحاصرة.

وسوف ينتقل المواطنون عبر الممرات من مناطق بيرديانسك ويوريفكا ونيكولسكي إلى مدينة زابوريزكا.

وأضاف «إنه من الواضح أن وسائل النقل لن تكون بها مساحة كافية، لذلك طالبت المواطنين بالاستماع للمنظمين»، وأوضحت أنه لن يتم ترك أحد، مشيرا إلى أنه سوف يتم تنظيم عمليات إجلاء يومية لحين إخراج الجميع من المدينة.

وتقول وزارة الدفاع الروسية: إن نحو 130 ألفا من بين سكان المدينة الـ 440 ألفا ما زالوا في ماريوبول. وبدأت روسيا حربها على أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، وقال الرئيس فلاديمير بوتين: إن الهدف مما أطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» هو وقف ما تردد أنه أعمال إبادة جماعية ضد الروس في شرق أوكرانيا.

وتقول روسيا: إنها تحقق تقدما كل يوم، لكن أوكرانيا تقول: إن المواجهة قائمة بين الجانبين.

تحذير روسي

ومن موسكو، حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قادة دول الناتو: «نحذر الحلفاء في حلف شمال الأطلسي من الخطوات المتهورة التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد، ونكرر أن الخطوة الصحيحة الوحيدة، وطريقة العمل من جانب أعضاء الحلف الآن هي المساعدة في وقف المسار المدمر وغير المسؤول على الإطلاق الذي تتبعه سلطات كييف». وفق حديثه.

وقال ريابكوف: إنه يتعين على واشنطن التوقف عن التصعيد في العلاقات مع موسكو، وعن توجيه التهديدات لها وضخ الأسلحة إلى كييف والتأثير عليها لحل الأزمة.

وأضاف ريابكوف: «حول ما يجب القيام به للحفاظ على العلاقات هو أنه يتوجب على الولايات المتحدة وقف تصعيدها شفهيا، ويجب أن يتوقفوا عن إرسال التهديدات لروسيا، ويتوجب عليهم وقف ضخ الأسلحة لنظام كييف».

كما لفت ريابكوف إلى أن العلاقات الروسية الأمريكية على وشك الانهيار، وأن آفاق تطورها لاحقا تعتمد على الخط الذي تختاره واشنطن.

وأضاف: إن تصرفات الولايات المتحدة لا تؤثر على عزم موسكو ولن تثنيها عن التحرك نحو تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

ولفت ريابكوف إلى أنه لا توجد حاليا علاقات بين روسيا والناتو، وأن مستقبلها يعتمد على الخطوات اللاحقة لحلف شمال الأطلسي.

من ناحيته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الثلاثاء إلى إنهاء «الحرب العبثية» التي شنتها روسيا على أوكرانيا قبل شهر، محذرا من أن الصراع «لن يصل إلى نتيجة سريعة» وأن الشعب الأوكراني «يعيش جحيما».

وقال غوتيريش للصحفيين في نيويورك «استمرار الحرب في أوكرانيا أمر غير مقبول أخلاقيا، ولا يمكن الدفاع عنه سياسيا، ولا معنى له عسكريا».

فتاة فرت من الحرب تجلس بجانب متعلقات عائلتها في محطة قطار «لفيف» (رويترز)


قصف ماريوبول

وقال المجلس المحلي لمدينة ماريوبول الأوكرانية الثلاثاء: إن روسيا تواصل قصف المدينة الساحلية المحاصرة، بينما قال أنطونيو غوتيريش «حتى لو سقطت ماريوبول، لا يمكن غزو أوكرانيا مدينة مدينة، شارعا شارعا، وبيتا بيتا... هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها، عاجلا أو آجلا، سيتعين الانتقال من ساحة المعركة إلى طاولة السلام».

وأضاف «حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية».

وعقد وزراء شؤون الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء بالتكتل اجتماعا، أمس الثلاثاء، لمناقشة خيارات فرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، وأيضا وضع خطط لإنهاء اعتماد الاتحاد على موسكو في مجال الطاقة.

وقال وزير الدولة السلوفاكي للشؤون الأوروبية، مارتن كلوس، في بروكسل قبيل الاجتماع: إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يوافق على خطط «للتأكد من أننا لن نمول العمليات العسكرية الروسية بعد الآن».

وحاول التكتل شل اقتصاد الكرملين ووقف الغزو الروسي لأوكرانيا بأربع جولات غير مسبوقة من العقوبات تستهدف الشركات والأثرياء والبنوك الروسية.

وتريد ألمانيا التركيز على سد الثغرات في العقوبات الحالية التي تم تبنيها بالفعل ضد موسكو.

ويتجه الاهتمام أيضا إلى التمويل المتدفق من الاتحاد الأوروبي للكرملين من خلال واردات الطاقة الروسية، والذي أصبح أكثر أهمية بسبب الإحجام عن معاقبة قطاع الطاقة الروسي.

ومن أجل وقف هذا، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الاستثمارات في الطاقات المتجددة بالإضافة إلى الحصول على إمدادات جديدة من الطاقة. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبرلمان الإيطالي أمس الثلاثاء: إن الهجوم الروسي على أوكرانيا يهدد بالتسبب في مجاعات في دول أخرى وطالب بمزيد من المساعدات.

اقتراب المجاعة

وفي أحدث كلمة يلقيها أمام مشرعين غربيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن شعبه متشبث بالنجاة، وتابع أن عواقب الحرب يشعر بها الناس بالفعل في مختلف أرجاء العالم.

ومضى يقول: «أسوأ شيء سيكون المجاعة التي تقترب من بعض الدول، أوكرانيا كانت دائما واحدة من أكبر مصدري الغذاء، لكن كيف لنا أن نزرع (المحاصيل) تحت قصف المدفعية الروسية».

وكانت دول مثل لبنان ومصر واليمن وغيرها تعتمد في السنوات الأخيرة على القمح الأوكراني وتسببت الحرب في رفع أسعار القمح لعنان السماء فزادت بنسبة 50 % في الشهر الماضي.

ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب، وهي أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، بأنها «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من «النازيين». ويقول الغرب: إن هذه ذريعة كاذبة لشن حرب عدوانية غير مبررة.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي ردا على زيلينسكي: إن أوكرانيا أظهرت مقاومة «بطولية» أمام الروس، ووعد بمواصلة دعم اللاجئين الفارين من القتال وتقديم المساعدات العسكرية.

وتقول أوكرانيا منذ فترة طويلة: إنها ترغب في الانضمام للاتحاد الأوروبي في إشارة إلى رغبتها في تعزيز علاقاتها مع الغرب.

وقال دراجي للبرلمان: إن هذه عملية طويلة الأمد بسبب ما تتطلبه من العديد من الإصلاحات للاندماج بشكل كامل مع دول الاتحاد البالغ عددهم 27 دولة.

وقال دراجي: «أريد أن أقول للرئيس زيلينسكي: إن إيطاليا تقف بجانب أوكرانيا في هذه العملية، إيطاليا تريد دخول أوكرانيا الاتحاد الأوروبي».
تاريخ الخبر: 2022-03-23 03:23:27
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

تأجيل أولى جلسات محاكمة "مومو" استئنافيا بسبب إضراب كتاب الضبط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

رسميا.. فيفا يعلن استضافة قطر ثلاث نسخ من كأس العرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

رسميا.. فيفا يعلن استضافة قطر ثلاث نسخ من كأس العرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية