شخصيات كرتونية
وقالت الكاتبة والباحثة في قضايا الطفل د. لمياء البراهيم: أصبح عالم التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يقتحمنا بشكل كبير، وانتشرت في الآونة الأخيرة التحديات الخطيرة بين الأطفال واليافعين، وكانت هذه التحديات موجودة في السابق ولكن بصورة مختلفة في التليفزيونات، وأصبح الأطفال يتقمصون شخصيات كرتونية، كتسلق الأماكن المرتفعة أو تقليد الطيران، وبالتالي أصبح هذا الفعل يمثل خطورة كبيرة عليهم.
خطر الوفاة
وأوضحت أن طبيعة الطفل والمراهق أنه يحب الاكتشاف، وعدم تقديره للخطر سواء في التحديات في مواقع التواصل الاجتماعي أو في وسائل أخرى، وأضافت: إذا رأينا أن الأبناء لديهم شغف التحديات، فلابد من إيجاد حل أو طرق أخرى لممارسة هذا الشغف، وإخبارهم بأن عند ممارسة هذه التحديات يمكن أن تؤدي إلى تعريض حياتهم للخطر وتؤدي إلى الوفاة، وعند اكتشاف الأهالي هذا الشأن لابد من البدء بالنصيحة والتحذير لعدم وقوع الأبناء في خطر، لأن بعض الأهالي لا يشعرون بعظم المصيبة إلا عند وقوعها، ولابد من جميع وسائل التواصل الاجتماعي أن تحذر من هذا الشأن، وأنه لابد أن تُعد مواد تثقيفية كي يخوض الأبناء تجربة مثل هذه التحديات، وتكون موثوقة ومصورة لتجذب الأطفال.
مراقبة الأبناء
وأوضح الأخصائي الاجتماعي بدر الحماد أن علاج هذه التحديات يعتمد اعتمادا كليا على تربية ومراقبة الأبناء، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الآن مفتوحة للجميع، ولا نستطيع السيطرة عليها، ولابد من مراقبة الأبناء بشكل مستمر، وأن يتم نصحهم بطرق مختلفة، ولا تكون بصيغة الأمر، بل بصيغة الحوار للابتعاد عن هذه التحديات الخطيرة التي تؤدي إلى مشكلات ومخاطر كثيرة.
شركاء التربية
أما الاستشاري الاجتماعي الأسري د. شجاع القحطاني، فقال إن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل خطرا كبيرا على الأطفال والمراهقين، وفي السابق كانت الأسرة هي المربي الوحيد، وهي التي تقدم التعليمات والقيم والمعايير والأخلاقيات والضوابط والحدود، أما الآن فأصبح الكل شريكا في تربية الأطفال، المدرسة شريك، والشارع شريك، ومواقع التواصل الاجتماعي شريك، وجميع وسائل الإعلام شريكة في التربية، ومهما حاول الوالدان أن يمنعا أبناءهما من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ربما لن يتمكنا، لأنه من الأمور الصعبة جدا بل والمستحيلة، وفي ظل هذه الظروف يجب على الوالدين المتابعة والمراقبة وإبداء النصائح والتوجيهات بلطف، ولابد من الوالدين الإجابة عن أسئلة الأبناء الغامضة التي تسأل من قبلهم، ومن المهم جدا أن يظهر الوالدان بصورة طيبة وراقية للاقتداء بهم، وذلك بالأخلاق وبالسلوكيات، وبالتعامل والانضباط، فالأبناء يتعلمون من والديهم ما يرونه وليس ما يسمعونه، فالمشاهدة هي أقرب الوسائل التي يتعلم بها الأبناء.