تقرير: تزايد العمليات الجوية الروسية رغم تدفق الأنظمة الدفاعية لأوكرانيا


يبدو أن الحرب الجوية على أوكرانيا قد دخلت مرحلة جديدة، حيث عزز سلاح الجو الروسي عدد العمليات التي يقوم بها يومياً بنسبة 50% ونشر مجموعة متزايدة من الطائرات من دون طيار والذخيرة الروسية في ساحة المعركة، وفقاً لما أكده مسؤولو الدفاع الأميركيين ومحللون عسكريون، حسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

يأتي التوسع بعد أن أسقطت أوكرانيا الكثير من الطائرات في وقت مبكر من الحرب وعلى الرغم من إرسال الولايات المتحدة وحلفائها الآلاف من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة إلى أوكرانيا.

وقال محللون إن الصواريخ أجبرت روسيا على تعديل عملياتها الجوية، لكنها لم توقفها. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير، يوم الاثنين، إن روسيا نفّذت نحو 300 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ارتفاعاً من متوسط نحو 200 طلعة جوية في الأيام السابقة.

وأفاد مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في «سي إن إيه»، وهي مؤسسة بحثية مقرها فرجينيا: «من المحتمل جداً أن تكون القوات الجوية الروسية قد عدّلت طريقة إجرائها للعمليات... هناك إما استنزاف في نسبة كبيرة من الدفاعات الجوية الأوكرانية، وإما أنهم أكثر حرصاً بشأن كيفية تنفيذ هذه الطلعات الجوية».

وأشار محللون إلى أن الزيادة في العمليات الجوية الروسية يمكن أن تُعزى على الأرجح إلى عدة عوامل.

وأوضح كوفمان أنه في حين أن هناك فجوات في المعلومات، يبدو أن أوكرانيا ركزت الدفاعات الجوية عالية القوة لديها في عدد قليل من المواقع، بما في ذلك العاصمة كييف، وخاركيف، ثاني أكبر مدينة. وقد ترك ذلك لروسيا حرية في تنفيذ عدد متزايد من الضربات الجوية حول مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث يستمر القتال، وتضع روسيا نصب عينيها ما قد يكون أول انتصار استراتيجي لها في الحرب.

وقال كوفمان: «لم ترَ الكثير من الطائرات الروسية تُسقَط حول ماريوبول، لكن يمكنك أن ترى أنها نفّذت الكثير من الضربات... تشعر أن الجيش الأوكراني قرر الدفاع عن مناطق معينة».



لقد خلقت الكميات الهائلة من منظومات الدفاع الجوي المحمولة التي تمتلكها أوكرانيا الآن تحديات لروسيا في طائرات الهليكوبتر والطائرات النفاثة التي تحلّق على ارتفاع منخفض، ولكن يبدو أن هذه الطائرات تأقلمت من خلال البقاء خارج النطاق في كثير من الأحيان.

وأشار مسؤول دفاعي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد التي حددها البنتاغون، إلى أن «عدداً كبيراً» من العمليات الجوية الروسية في الحرب لا تنفَّذ من خارج المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي.

وقال مسؤولو دفاع أميركيون إن روسيا شنت غارات جوية عدة مرات على أوكرانيا من خارج المجال الجوي الأوكراني، بما في ذلك صواريخ «كروز» من قاذفات بعيدة المدى على مركز تدريب عسكري في يافوريف غرب أوكرانيا. تغامر طائرات روسية أخرى بالمجال الجوي الأوكراني لفترات قصيرة فقط.

وواصل البنتاغون القول إن المجال الجوي فوق أوكرانيا محل نزاع، مما فاجأ المحللين الذين توقعوا أن روسيا ستسيطر بسرعة على السماء.

ويشكك بعض المشرعين في تقييم البنتاغون. ففي خطاب أرسلوه إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت سابق من هذا الشهر، كتبوا أن روسيا قد أثبتت بالفعل تفوقاً جوياً، وقالوا إنه إذا لم تتلقَّ أوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية، فإن ميزة روسيا «يمكن أن تتطور قريباً إلى هيمنة جوية».



وقال روب لي، ضابط سابق في مشاة البحرية الأميركية ويعمل الآن في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إنه يبدو أن روسيا تشغّل في الغالب طائرات هليكوبتر من طراز «إس يو - 25» فوق جنوب أوكرانيا. وقال لي إنهم يشغّلون طائرة «إس يو - 25» الأكثر تقدماً من بيلاروسيا، ومن المرجح أنها تُسقط الطائرات من دون طيار والطائرات الأوكرانية.



تعمل «إس يو - 25»، الملقبة بـ«فروغ فوت»، إلى حد ما مثل الطائرة الأميركية «إيه - 10»، حيث تهاجم الأهداف الأرضية بينما تحلق على ارتفاع منخفض نسبياً على الأرض. قال كوفمان إن كلاً من أوكرانيا وروسيا خسرت طائرات «إس يو - 25» في الحرب، ويرجع ذلك جزئياً إلى امتلاك تكنولوجيا «قديمة» تجعلها عُرضة للخطر. ويضيف أن أنظمة الأسلحة الأخرى التي كانت مفقودة إلى حد كبير في البداية من الحرب ظهرت على نطاق أوسع، بما في ذلك الطائرة الروسية «أورلان - 10» من دون طيار. مع جناح يبلغ نحو 10 أقدام، تستخدمها القوات الروسية لتوفير الاستطلاع الجوي للأهداف الأرضية المحتملة.

وأوضح كوفمان: «لقد بدأت حقاً في رؤية بعض القدرات التي كانت مفقودة جداً في بداية الغزو الروسي».



وبما أن الصور من ساحة المعركة تُظهر أن روسيا بدأت في استخدام «ذخائر متسكعة» فوق أوكرانيا، فمن المتوقع أن يسلم البنتاغون لأوكرانيا ذخائر خاصة به قريباً في شكل طائرات من دون طيار من طراز «سويتشبليد».

والأسلحة التي تُستخدم مرة واحدة أرخص من معظم الطائرات الأميركية من دون طيار وتأتي بحجمين. تزن «سويتشبليد 300» نحو خمسة أرطال، وهي مصمَّمة ليتم حملها في حقيبة ظهر لمساعدة وحدات المشاة الصغيرة. بينما تزن «سويتشبليد 600» نحو 50 رطلاً ويمكنها استهداف المركبات المدرعة. ولم يتضح ما هي النسخة التي سترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.

وسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أيضاً إلى الحصول على أنظمة دفاع جوي أكثر قوة والتي تعرف القوات الأوكرانية بالفعل كيفية استخدامها، مثل «إس - 300»، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن إدارة بايدن قادرة على التوسط في صفقة لإرسال أي منها.


تاريخ الخبر: 2022-03-23 12:23:47
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 76%
الأهمية: 100%

آخر الأخبار حول العالم

الفنان عاصي الحلاني يلتقي محبيه في لندن بهذا الموعد - Culturedumaroc

المصدر: Culturedumaroc - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 03:24:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

قافلة “GO سياحة” تحط الرحال بجهة العيون – الساقية الحمراء

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 03:24:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

«التجارة»: بعض أصوات ناخبي غرفة الرياض «غير نظامية» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 03:24:03
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

مرسيدس تظهر قوة سيارتها الكهربائية VISION EQXX - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 03:24:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تداولات بـ 7 مليارات للأسهم.. المؤشر يقفز 43 نقطة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 03:24:01
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية