رحّب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الأربعاء من دمشق، باتخاذ بعض الدول العربية "نهجاً جديداً في تطبيع" العلاقات مع سوريا، في موقف يأتي بعد خمسة أيام من زيارة مفاجئة من رئيس النظام السوري بشار الأسد لدولة الإمارات.

وقال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد في مقر وزارة الخارجية: "تطرقنا الى آخر التطورات الثنائية والإقليمية والدولية، ونحن نرحّب بسعي بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الجمهورية العربية السورية من خلال اعتماد نهج جديد. نحن مرتاحون لذلك".

وجاء تصريح عبد اللهيان بعد لقائه كلاً من المقداد والأسد ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، الذي زار طهران نهاية الشهر الماضي.

وتُعَدّ إيران حليفاً أساسياً للأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ عام 2011، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق.

وهذه الزيارة الثانية لوزير الخارجية الإيراني إلى دمشق منذ نهاية أغسطس/آب الماضي.

وقال المقداد من جهته إن الزيارة شكّلَت "فرصة طيبة لكي نراجع تطورات المنطقة كافة والعلاقات الثنائية وما يجري من أحداث هامة على الساحتين الإقليمية والدولية".

وجاءت زيارة المسؤول الإيراني الرفيع لدمشق بعد أيام من زيارة أجراها الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة الجمعة الماضية، كانت الأولى منه لدولة عربية منذ بدء النزاع.

وشكّلَت الزيارة التي ندّدت بها واشنطن أحدث مؤشّر على عودة دفء العلاقات بين سوريا والإمارات التي قطعت علاقتها مع دمشق في فبراير/شباط 2012.

والتقى الأسد وليَّ عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، الذي نقلت عنه وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) قوله إنه يأمل أن تكون "فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء".

وذكرت الوكالة أن اللقاء تناول "مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي لا سيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري".

كانت جامعة الدول العربية علّقَت عضوية سوريا بعد اندلاع النزاع، لكن الموضوع لم يعُد يلقى إجماعاً. ولا تزال قطر، الدولة الخليجية المؤثّرة، تعارض عودة دمشق إلى الحاضنة العربية.

الاتفاق النووي

وفي شأن آخر قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده والقوى العالمية أقرب من أي وقت مضى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضاف: "إذا تصرفت الولايات المتحدة عملياً، فنحن على استعداد لأن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية.

وتابع: "نعتقد أننا اليوم أقرب إلى اتفاق في فيينا من أي وقت مضى".

وبعد 11 شهراً من المفاوضات، يقول كل من إيران والولايات المتحدة حالياً إن الكرة في ملعب الطرف الآخر لإحياء الاتفاق، الذي من شأنه كبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الصارمة عن الاقتصاد الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء إن العودة إلى الاتفاق ليست مؤكدة ولا وشيكة.

TRT عربي - وكالات