المؤرخ أشرف صبرى: مليون و200 ألف مصرى شاركوا فى الحرب العالمية الأولى.. وقروضنا أنقذت بلجيكا وبريطانيا من الجوع

مع تركيز معظم المؤرخين على تاريخ الحرب العالمية الثانية، أخذ الدكتور أشرف صبرى، استشارى طب الأعماق الباحث فى التاريخ، على عاتقه مهمة تأريخ الحرب العالمية الأولى، مع التركيز على تضحيات الجنود المصريين خلالها، عاكفًا، منذ العام ١٩٨٤.

وعكف «صبرى»، طيلة العقود الماضية، على جمع المواد المتعلقة بالحرب العالمية الأولى من أرشيفات دول الحلفاء والمحور، ما أسفر عن كتابين حولها، أحدهما يحمل عنوان «مصر فى الحرب العالمية الأولى»، ويتناول التضحيات المصرية فى تلك الحرب العظمى، ويكشف عن حقائق تاريخية مجهولة، استحقت أن تتناولها «الدستور» فى حوار خاص مع المؤرخ المتخصص فى التاريخ العسكرى، الذى يعكف حاليًا على إعداد موسوعة شاملة بعنوان «مصر فى ١٠٠٠ حرب»، ترصد بطولات العسكرية المصرية عبر التاريخ.

■ بداية.. ما الذى دفعك للتخصص فى التأريخ العسكرى على نحو عام وتاريخ الحرب العالمية الأولى على نحو خاص؟

- ما دفعنى للتخصص فى التأريخ العسكرى هو أننى أنتسب لأسرة عسكرية؛ فوالد جدى كان لواءً بسلاح الفرسان، واستُشهد فى حرب دارفور عام ١٩١٥، قبيل الحرب العظمى، وهو الاسم القديم للحرب العالمية الأولى، وكان جدى قائمقام وقائد حرس حدود الصحراء الغربية، وصديقًا شخصيًا لشيخ المجاهدين الليبيين عمر المختار، وكان يُهرِّب إليه السلاح من مصر لمقاومة الإيطاليين، أما والدى فهو اللواء مدحت صبرى، بالقوات البحرية، وعمى هو اللواء عادل صبرى وكان قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية.

ورغم تحوّلى إلى دراسة الطب؛ فإن التيار أخذنى معه إلى التأريخ العسكرى، خاصة عند دراستى فى فرنسا، ووقتها اكتشفت اهتمام الفرنسيين بتاريخنا المصرى، الأمر الذى دفعنى للبحث فى تاريخنا، وتأريخ الحرب العظمى.

أما سبب اهتمامى بتأريخ الحرب العالمية الأولى، على نحو خاص، فهو أن أغلب المؤرخين ركزوا على الحرب العالمية الثانية؛ وأن الأولى لم تحلل وتوثق بالقدر الكافى.

لذلك، ألفت كتابين عنها؛ أحدهما باللغة العربية بعنوان «مصر فى الحرب العالمية الأولى»، والثانى باللغة الإنجليزية بعنوان «الجيش الأسترالى النيوزيلاندى ومصر»، ويعود ذلك إلى عدة أسباب؛ أبرزها أن أستراليا ونيوزيلندا كانتا دولتين منفصلتين قبل الحرب العظمى، لكن تم ضمهما وتوحيدهما فى جيش واحد أثناء الحرب بعد وصولهما مصر، تحت اسم «ANZAC»، وهو ما أُعلن عنه، فى فندق شبرد، فى فرمان بقيادة الحلفاء. 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن فندق شبرد فى مصر يحمل تاريخًا عظيمًا للحرب العالمية الأولى، لأنه كان مركزًا لغرفة العمليات الرئيسية لقوات الحلفاء، وهذه الغرفة تساوى مليارات إذا استثمرناها الآن، خاصة لما شهدته من اجتماعات قادة الحلفاء، بما فيها ملك إنجلترا خلال الحرب العالمية، وهى فى ظنى تعادل قصر الملكة فى إنجلترا، وإن كان عدم استغلالها يوضح عدم اهتمامنا بالتاريخ.

■ كيف بدأت رحلة بحثك عن المشاركة المصرية فى الحرب العظمى؟

- فى إحدى زياراتى لإنجلترا ذهبت إلى هيئة الكومنولث لمقابر الحرب، وقلت لهم إننى حفيد أحد شهداء الحرب العالمية الأولى وأرغب فى البحث عن مقبرته، ووقتها قالوا لى إن لديهم فى الأرشيف قائمة بكل الشهداء المصريين ممن استُشهدوا فى الحرب ودفنوا فى مقابر «الكومنولث العسكرية».

وبالفعل، حصلت منهم على قائمة كبيرة بالشهداء المصريين المدفونين فى أوروبا، وتحديدًا فى ١٢ مقبرة كبيرة فى كل من شمال ووسط وجنوب فرنسا وبلجيكا ومالطا واليونان وإيطاليا والأناضول وسيبيريا، بخلاف المدفونين فى الشرق الأوسط.

واكتشفت، خلال قراءة القائمة، أن معظم شهدائنا فى الحرب العظمى كانوا من مديرية جرجا، وعندما دخلت إحدى المقابر الكبرى فى مارسيليا وجدت مقابر للجندى المصرى المجهول، وعندما زرت باقى المقابر وجدت حوالى ٢٠٠ مقبرة أخرى؛ رغم أن عددها فى الحقيقة يتراوح بين ٢٠٠٠ و٣٠٠٠ مقبرة، لأن الحرب العظمى كانت حرب خنادق، والمصريون ممن شاركوا فيها حفروا خنادق، ابتداءً من شمال بلجيكا، مرورًا بفرنسا وإيطاليا واليونان ومالطا، وهى خنادق امتدت لآلاف الكيلومترات.

■ ما أسباب مشاركة المصريين فى هذه الحرب التى قامت بين قوى عالمية على أرض أوروبية؟

- اختيار المصريين من فيلق العمال للمشاركة فى الحرب العظمى بأوروبا يعود إلى اللورد «كتشنر»، الذى كان القائد العسكرى لأوروبا آنذاك؛ هو من طلب إحضار ١٠٠ ألف جندى مصرى من فيالق العمال، أى «سلاح المهندسين» للمشاركة فى حفر الخنادق.

و«كتشنر» هذا شارك فى الحرب مع القوات المهدية بدارفور بالسودان مع الجيش الإنجليزى، ووقتها شاهد بنفسه ما فعله الجيش المصرى فى هذه الحرب، خاصة أن الجيش الإنجليزى كان محملًا على المراكب، بينما يسير أبناء الجيش المصرى على أقدامهم كل هذه المسافات الطويلة حول ضفاف النيل، ويسحبون هذه المراكب، وهو ما لاحظته فى وثائق الجيش الخاصة بالحرب المهدية، خاصة أن الجنود الإنجليز لم يكونوا مخاطرين بأرواحهم، بل يدفعون بالجيوش المساندة لهم إلى المواجهة، ولدىّ أفلام وثائقية من إنتاج أستراليا عن تلك الحرب تثبت ذلك، ولنا أن نتخيل قوة وعقيدة الجيش المصرى، والمدى الذى وصل إليه حول العالم.

■ كم بلغ عدد المصريين المشاركين فى تلك الحرب؟

- كان العدد الإجمالى المشارك فى الحرب العالمية الأولى من المصريين هو مليون و٢٠٠ ألف جندى، لكن من أرسلوا كفيلق عمال إلى أوروبا هم ١٠٠ ألف عامل؛ كما أن جميع الشهداء المصريين ممن حصلت على أسمائهم من أرشيفاتهم كانوا من مديرية جرجا بصعيد مصر، التى أسس فيها الملك أحمس أول مدرسة عسكرية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المطرب سيد درويش نجا فى اللحظات الأخيرة من إرساله للمشاركة فى الحرب بعد تدخل مباشر من الزعيم سعد زغلول.

■ فى تقييمك.. لماذا وافقت مصر على الانضمام إلى قوات الحلفاء خلال الحرب العظمى رغم حيادنا فى الحرب العالمية الثانية؟

- لأن مصر وقتها كانت تحت الاحتلال البريطانى، بالإضافة إلى اختفاء الدولة العثمانية وعزل الخديو عباس حلمى الثانى؛ فوقتها كنا فى طور الاستقلال، ولم يكن السلطان حسين كامل قد تولى حكم مصر بعد.

وقد ذكر محضر اجتماع قائمقام الخديو لإقرار المشاركة فى الحرب الأولى، بعد عزل عباس حلمى وهروبه من مصر، أن مصر أمام حل من اثنين؛ الأول هو أن نحمل علم مصر فى الحرب العالمية الأولى نظرًا لكوننا دولة مستقلة ذات سيادة، وكانت بريطانيا وقتها قد طلبت من مصر، بشكل رسمى، أن تحارب إلى جوار الحلفاء وكانت مصر مركز تجمع لجيوش الحلفاء من ١٨ دولة، والثانى أن نسمح للغرباء بتدمير بلدنا، وهو ما لا يصح، وفقًا لمحضر الاجتماع، لأن علينا أن ندافع عن أرضنا وأهالينا، وهو ما يعطينا فرصة للمطالبة بالاستقلال.

ووقتها تحملت مصر تكاليف الحرب، سواء بأموال عينية أو تكاليف لوجستية؛ ومنها مذبحة للأشجار فى صعيد مصر، من أجل إعداد شبكات السكك الحديدية فى سيناء وتمهيد الطرق، وكان قوام الجيش الرئيسى ٢٦٠ ألف جندى، وهو الجيش المدرب النظامى، وكان لا بد من تجنيد مليون و٢٠٠ ألف جندى مصرى من ١٤ مليون نسمة تعداد الشعب المصرى وقتها.

وتجدر هنا الإشارة إلى أن جميع البيوت فى مصر فقدت عزيزًا لديها، وما من بيت فى مصر إلا والتحف بالسواد، وهو ما ذكره الجنرال البريطانى إدموند ألنبى، الذى شغل بعدها منصب المندوب السامى البريطانى، قائلًا: «لقد فقد الجيش المصرى أكثر من نصفه، وتساقط الجنود المصريون فى المعركة مثل تساقط الذباب».

وأشار «ألنبى» إلى الدور المهم الذى لعبته فيالق الهجانة المصرية فى إرسال الأسلحة والذخيرة لمقدمة الجيوش والعودة بالجرحى، مع إعداد المستشفيات الميدانية فى الخلفية، ولولا فيالق العمال لاختفى نصف عدد الموجودين الآن فى البرلمان الأسترالى، وهو ما قلته بالمناسبة فى لقاءاتى مع المسئولين هناك.

وقد ذهبت، من ٣ سنوات، إلى صعيد مصر، وتواصلت مع العمد فى عدة محافظات، للتعرف على أهالى شهداء مصر فى الحرب العالمية الأولى، وذلك بمساعدة المنطقة الجنوبية بالقوات المسلحة المصرية، خاصة أن لدىّ قائمة بأسماء هؤلاء الشهداء وقراهم، وأرى أن من حق أهالى هؤلاء الذين دفنوا فى مقابر «الكومنولث»، استرداد مستحقاتهم المالية، خاصة أن لكل شهيد منهم راتبًا شهريًا يورث منذ الحرب العالمية الأولى، لكن للأسف لم نستدل على أسر هؤلاء الشهداء فى صعيد مصر، لغياب التوثيق وعدم القدرة على إثبات الصلة، وآمل أن يتواصل ذوو هؤلاء مع القوات المسلحة فى الفترة المقبلة حتى نسترد مستحقاتهم.

■ أشرت إلى تحمل مصر تكاليف المشاركة فى الحرب.. فكيف كانت أوضاع الاقتصاد المصرى حينها؟

- مصر وقتها كانت فى أقوى أوضاعها الاقتصادية، من حيث ثروة الغلال الرئيسية، مثل القطن ومناجم الذهب، كما كانت ثانى دولة فى العالم تملك شبكة سكك حديدية، وكتبت بريطانيا، فى وثائقها بالأرشيف الإنجليزى وقتها، أن مصر ستتحمل تكاليف الحرب كاملة، وكانت قد أرسلت لبلجيكا قبل الحرب حوالى ٣ ملايين فرانك، لإنقاذ الشعب البلجيكى من الجوع ومرض السل. وتجدر هنا الإشارة إلى أن تلك الأموال لم تُسترد حتى الآن، وقد ذهبت، فى عام ٢٠١٢، للقاء سفير بلجيكا فى القاهرة لمخاطبته بالمبلغ، الذى طلبته بلجيكا من اللورد ألفريد ملنر، وزير المستعمرات البريطانى، وكان المسئول المالى البريطانى فى مصر وقتها، مع مطالبته بأن يحذف من توثيق كل ديون مصر «صفرًا»، بمعنى تسجيل ١٠ آلاف مثلًا بدلًا من ١٠٠ ألف، أى أن الأموال التى تم إرسالها حقًا كانت أكثر من ذلك.

وقد أثبت الأمر بالوثائق التى حصلت عليها من أرشيف بلجيكا، الذى يتضمن الشيكات التى حصلت بها على الأموال من مصر، وخطابات إنفاقها على الدواء والألبان للشعب البلجيكى، والوثائق تثبت أن «ملنر» أكد أن لمصر الحق فى المطالبة برد القرض فى أى وقت، والمبلغ يعادل الآن ٣٠ مليون جنيه إسترلينى سلفة رسمية، وبحساب ما حذف من المبلغ يصبح المستحق لنا حاليًا حوالى ٢٨ مليار جنيه إسترلينى.

وليس ذلك فقط، بل قال «ملنر»، المندوب البريطانى المستشار المالى والقانونى، وفقًا للوثائق: «إننى بعد أن تأكدت من ولاء عبدالخالق ثروت باشا إلى التاج البريطانى وجدت أن ٢ من وزرائه يطالبان بالدين المعلق، أى الثلاثة ملايين جنيه إسترلينى التى أقرضتها مصر لبريطانيا، لكنى تدخلت وكلمت عبدالخالق ثروت لإقالة الوزيرين فأقالهما؛ وهذا فيما يتعلق بما أقرضته مصر لبريطانيا وقت الحرب أيضًا»، وهو أمر يوضح من كان وطنيًا ومن كان غير وطنى فى تلك الفترة.

■ ذكرت أنك خاطبت السفير البلجيكى بالقاهرة حول أموال «السلفة المصرية».. فماذا كان رده؟

- جاء الرد من بلجيكا بعد فترة من التواصل مع سفيرها بالقاهرة؛ وقالوا: «إن مصر ليس لها أى دور فى الحرب العالمية الأولى»، وهو ما دفعنى لإجراء محاولة جديدة تمثلت فى مخاطبة القصر الملكى البلجيكى بنفسى، ومن واقع الوثائق والخطابات التى فى حوزتى، حول الأمر. 

وقد كتبت لملك بلجيكا قائلًا: «سأعلمك التاريخ، خاصة أن الدم المصرى سال على أرضك، وهو تاريخ لم تتعلمه من جدتك الملكة، حيث أرسلنا إليها أموالًا لإنقاذ الشعب البلجيكى من الفقر ومرض السل وقت الحرب الأولى»، وأعطيته مهلة ٣ أسابيع للرد، لكن للأسف لم يرد علىَّ، لكنى أرسلت إلى منظمات حقوق الإنسان والصحافة البلجيكية عن رد فعل القصر، وقامت القيامة هناك.

وتجدر الإشارة هنا إلى دور القوات المسلحة المصرية فى العمل على إعداد نصب تذكارى لشهداء مصر فى احتفالات الحرب العالمية الأولى فى دول الحلفاء، وبالفعل وافق عدد كبير من الحلفاء، مثل اليونان وفرنسا وإيطاليا، على ذلك، واعترف بالأمر برفع علم مصر على مقابر الجندى المصرى المشارك فى الحرب العظمى، ومنذ ٣ أشهر تم الإعلان عن نصب تذكارى للشهداء المصريين فى إحدى حدائق العاصمة البريطانية لندن.

■ بعد رحلتك بين الأرشيف التاريخى فى دول مختلفة.. كيف ترى الفارق بين الأرشيفات المصرية والأجنبية؟

- سأروى واقعة تكشف عن رؤيتى لهذا الأمر، فقد شاركت سابقًا فى أحد اجتماعات لجنة الثقافة بجامعة الدول العربية، وكانت معنا المؤرخة الدكتورة لطيفة محمد سالم، ووجدت بعض المشاركين من أصحاب التوجهات الدينية يقولون إن المشاركين فى الحرب العالمية الأولى من المصريين ليسوا جنودًا، لكنهم عمال أخذوهم للعمل بالأجرة، وذلك لنفى صفة الشهادة عنهم، خاصة أن مصر حاربت إلى جانب الحلفاء، فيما حاربت الدولة العثمانية إلى جانب المحور. 

ووقتها عرضت بحثًا للمقابر التى تحمل أسماء شهدائنا فى مقابر الكومنولث ومقابر الجندى المجهول، وقلت لهم: «يؤسفنى أنكم تبخسون هذا الحق على أبناء مصر؛ لأن نزعاتكم عثمانية، رغم أن هؤلاء العثمانيين لغّموا قبر الرسول وهددوا بنسفه، واحتلوا مصر، ومع ذلك، فإن كان من فى أوروبا هم فيلق عمال فإن من كانوا فى حيفا ويافا ورام الله وغزة هم ضباط من الجيش المصرى».

وأحب أن أوضح هنا أن ما يهمنى فى سرد التاريخ ليس إدانة أشخاص بعينهم، لأن ذلك يعطلنى عن شرح تاريخ مصر العظيم، لكنى أهدف لتسليط الضوء على التاريخ المجهول، ومنه مثلًا كيفية إنقاذ الجيش المصرى الشعب السورى من القائد العثمانى السفاح جمال باشا، وكذلك إيقاف محاولته لاحتلال مصر، بالإضافة إلى الدور المصرى لوقف الاحتلال العثمانى لمكة، وإرسال السلطان حسين كامل فرقة من الجيش المصرى إلى الحجاز بقيادة قائمقام نافع بك لتدريب أهل الحجاز على القتال وتحرير مكة، بعد ضربها بمدافع العثمانيين فى عام ١٩١٥، وهو ما يكشف عن حقيقة من يحمى المقدسات الإسلامية والمسيحية.

■ ما أغرب الوثائق التى عثرت عليها خلال بحثك فى الأرشيف الأجنبى؟

- على سبيل المثال لا الحصر، فوجئت بحصول مصريين على أنواط الشجاعة، وهى موضوعة فى قصر عابدين، بعدما وجدت أن أحد جنودنا من صعيد مصر، وتحديدًا من جرجا، قد حصل على نوط الشجاعة، نظرًا لدوره كأحد المشاركين فى فيالق الهجانة فى سيناء وقت الحرب الأولى؛ وكانت مهمته إرسال السلاح إلى المقدمة والعودة بالجرحى، ووقتها، اكتشف الطبيب المعالج للمصابين أن هذا الجندى مصاب فى عينه، لكنه أصر على إحضار الجرحى، حتى نجح الطبيب بصعوبة فى إقناعه بضرورة علاج جرحه الغائر.

كما وجدت أن اثنين من الضباط المصريين فى معركة قناة السويس عام ١٩١٥، حصلا على أعلى وسام عسكرى، باسم «فيكتوريا كروس»، لبسالتهما وقت محاولة احتلال سيناء من قِبل العثمانيين والألمان، وكان تمركز الجيش المصرى فى المنطقة نمرة ٦ بالإسماعيلية، وكان إلى يمينه الجيش الهندى، فيما كان الجيش الأسترالى فى منطقة الفردان.

وقد اختار العثمانيون عند مجيئهم إلى سيناء أن يمروا من منطقة «أصحاب الطرابيش الحمر»، أى من منطقة الجيش المصرى، ووقت مرورهم قوبلوا بـ«نار حامية لا يقف أمامها إنسان فى الأرض أو طائر فى السماء»، كما ورد فى خطاب أرسله أحد الأسرى العثمانيين إلى أهله.

وبالفعل تم أسر المجموعة التى مرت، وتراجعت البقية، واستُشهد اثنان من الضباط المصريين مع مجموعات القتال، ونال اثنان وسام «فيكتوريا كروس»، وهو وسام لا يُمنح إلا فى معارك غيّرت مجرى التاريخ.

■ بعد كتابين عن الحرب العالمية الأولى.. ما الجديد الذى تعمل حاليًا على إنجازه؟

- أعكف حاليًا على إنجاز كتاب عن الإنجليز فى الحرب العالمية الأولى، إضافة إلى إنجاز موسوعة بعنوان «مصر فى ١٠٠٠ حرب»، خاصة أن مصر دخلت ٩٩٦ حربًا بمفهومها الحديث، وبالحرب الحالية ضد الإرهاب نكون قد خضنا عمليًا ٩٩٧ حربًا، وجميعها مسجلة بالتاريخ والقادة، ومن المفارقات أن مصر فى عهد الرومان وفى تاريخها الإسلامى لم تدخل أى حرب، لأن هؤلاء منعوا المصريين من حمل السلاح واستعانوا برجالهم فقط.

ما قصة نجاة سيد درويش من التجنيد فى الحرب العظمى؟

- تم القبض على سيد درويش وقت اندلاع الحرب العالمية الأولى، ووقتها كان قد تم تطبيق التجنيد الإجبارى، الذى كان يُطلق عليه «السخرة»، وتم بالفعل تسليمه ملابسه العسكرية حتى يتوجه إلى مالطا مع الفرق الذاهبة للحرب هناك من المصريين.

وما حدث هو أن عددًا من المصريين عندما علموا بذلك توجهوا إلى الزعيم سعد زغلول لكى يتدخل؛ وبالفعل ذهب «سعد» إلى مأمور القسم كى يمنع سفر سيد درويش، لكونه مغنى مصر الوطنى الأول آنذاك.

وبالفعل، تم الإفراج عن سيد درويش كى يستمر فى تقديم أغنياته المحفزة للشعب المصرى، واستمر ذلك بالفعل حتى إنه قدّم أغنيات ضد الحرب ذاتها، مثل أغنية «وينجت»، التى كانت من بين أغنياته الممنوعة، وكان يغنيها فى حفلاته السرية وقتها.

تاريخ الخبر: 2022-03-24 00:21:01
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية