تحت ستار إزالة الألغام والكشف عن "سوريا الجديدة"، يهدم نظام الأسد وقواته الأحياء التي كانت تسيطر عليها المعارضة في إحدى ضواحي دمشق، وأفسح المجال لتطوير المباني الجديدة وزراعة الحدائق.

وكشف تحقيق لصحيفة "الغارديان" البريطانية بالتعاون مع مؤسسات صحفية محلية وعالمية أخرى، عن الهدم شبه الكامل لإحدى ضواحي دمشق، واسمها "القابون"، وهي أحد الأحياء العديدة التي يتم "تطويرها"، وتغييرها بشكل لا يمكن التعرف عليه، بعدما نزح سكانها إلى مناطق غير خاضعة لسيطرة النظام، أو تحولوا إلى لاجئين في الخارج.

والقابون، هي إحدى ضواحي دمشق التي انخرطت في مقاومة نظام الأسد منذ سنوات، وقد استولت عليها قوات النظام عام 2017.

ومنذ ذلك الوقت، استخدم النظام أساليب بالغة التدمير لتسوية ما تبقى من المنازل السكنية بالأرض، مبرراً ذلك بأنها عملية تطهير للأرض وإزالة الألغام.

وقد جرى اختيار القابون كأحد المناطق التي حُددت للمصادرة الحكومية، في إطار مرحلة "بعد الحرب"، التي تأمل في تشجيع الاستثمار الأجنبي وانتعاش سوق العقارات.

وخلال الفترة بين سبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول 2018، أعلن النظام السوري عن 334 عملية تدمير، لعقارات ومحلات متروكة تابعة لمعارضين، تحت مسمى "عمليات التطهير ما بعد الاشتباكات".

فيما أكدت تقارير دولية، أن النظام يستخدم ذرائع مثل تطهير المباني المتضررة من القنابل، وإزالة الأنفاق والمتفجرات والذخائر التابعة لـ"المنظمات الإرهابية"، لكن الهدف الحقيقي وراء عمليات مماثلة، هو تعسير عودة المعارضين الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد، وتعزيز سيطرة النظام على المناطق كلها.

TRT عربي - وكالات