• الجهات الوصية والمنتخبين المحليين غائبون تماما عن هذه الفئة
إهتز الرأي العام المحلي بولاية تبسة على وقع نبأ صادم إثر وفاة إمرأة تبلغ من العمر 44 سنة في بيتها الكائن بحي طريق المطار بسبب الجوع مع العلم أنها مختلة عقليا وتقطن مع أخويها اللذان يعانان أيضا من نفس الحالة الصحية، حيث تداولت قضية وفاتها على مواقع التواصل الإجتماعي على نطاق واسع وهي الحادثة التي أظهرت تفاعلات في قمة التأثر بأحد الحالات الإنسانية التي غابت عنها الضمائر، يومية ٱخر ساعة تنقلت إلى مسكن المتوفاة حيث تظهر الصور صدمة حقيقية لعائلة تتكون من 3 أفراد مختلين عقليا يعيشون وسط القذارة والنفايات والكل غائب عن ذلك إلى وقت إكتشاف وفاتها بالصدفة، ويروي السكان القاطنون بجوارها قصتها بحزن شديد فقالوا لقد غادرت شقيقتها الاصغر منها سنا البيت متجهة زاحفة إلى أحد المحلات للمواد الغذائية القريبة من بيتها تطلب الإستغاثة واعراض الجوع بادية على جسدها الذي أصبح لا يقوى على الوقوف!! فسرعان ما تدخل شباب الحي لتزويدها بالمؤونة والغذاء وسألوها عن حالة شقيقتها الكبرى كونها لا تغادر البيت ومن النوع الذي لا يود مقابلة الناس حسب رواية الجيران غير أن الحالة التي بدت على شقيقتها إستدعى الاتصال بالشرطة للإطمئنان على سلامتهم جميعا.. وهنا صعق الجميع عند تفقد غرفتها أين عثر عليها جثة هامدة وفي درجة متقدمة من التعفن وعلى ما يبدو أنها توفيت قبل عدة أيام بسبب الجوع في ظل غياب مراكز ومصحات إستشفائية عمومية تتكفل بهكذا فئات التي لطالما تموت بصمت، وبالعودة لتفاصيل الحادثة أفادتنا مصالح الحماية المدنية بولاية تبسة أنه تم نقل جثتها مساء الإربعاء الفارط إلى قسم حفظ الجثث بالمؤسسة الإستشفائية عاليا صالح كما تم التكفل بشقيقيها بذات المستشفى اللذان وجدا في حالة غثيان شديدة وجسدهما منهكان بسبب الجوع فيما تنقل شباب الحي إلى المستشفى للإحتجاج ومطالبة المسؤولين بتحويلهما على قسم خاص بالأمراض العقلية طالما أن حالاتهم تستدعي تدخل أطباء مختصين، وأجابنا نهار الخميس بالخصوص مدير المؤسسة الإستشفائية عاليا صالح يزيد عريف أن أخوي المتوفاة تم التكفل بهما بالعلاج على مستوى قسم الاستعجالات يوسف بوطرفة في انتظار تحويلهما إلى مستشفى الأمراض العقلية بولاية عنابة  بالتنسيق مع مصالح البلدية والدائرة على التحويل والنقل، ثم علمنا أنه الإجراءات تمت في غضون ذاك اليوم وتم تحويلهما غير أنه تقرر إعادتهما من ولاية عنابة نحو تبسة لأسباب لم نعلمها بالضبط، وفي هذا السياق يتسائل الرأي العام المحلي عن عدم فتح أبواب مستشفى الأمراض العقلية 120 سرير بحي جبل أنوال بعاصمة الولاية تبسة المبرمج لإنجازه منذ سنة 2009 وانتهت به الأشغال من سنوات واستهلك من الخزينة العمومية حوالي 86 مليار سنتيم وهو لليوم هيكل بلا روح، وهذا ما يضع المسؤوليين المحليين وعلى رأسهم والي تبسة محمد البركة دحاج أمام الأمر الواقع للتدخل لفتح أبواب هذا المرفق الصحي الذي يساهم بشكل كبير في التكفل بالمرضى عقليا في ولاية تتجاوز كثافتها السكانية 700 ألف نسمة ناهيك عن توفر المورد البشري من أطباء مختصين في الأمراض العقلية وليس هناك حجة تمنع من إستقبال الكثير من المرضى الذين يعاني أهاليهم الأمرين بين تكاليف العلاج والتنقل بين الولايات، هذا وتصب مطالب شريحة واسعة في المجتمع التبسي بتحرك المنتخبين المحلين ونواب البرلمان لطرح ومناقشة الموضوع على مستوى دورات المجالس البلدية والولائية والوطنية ودعوة السلطات بالعمل على التوصيات لتدارك حالة الركود والتخلف التي تعرفها تبسة في القطاع الصحي على العموم، وتجدر الإشارة في الختام إلى أن واقعة الأمس تكررت بعد حادثة وفاة أم الضحية المدعوة حنان مرامرية مطلع 2004 ثم والدها سنة 2013 بذات المسكن وهو يعاني من مرض نفسي وعصبي ولم يتبقى من العائلة إلا شقيقتها خليدة وعامر اللذان يبدو أن مصيرهما في الحياة متعلق بروح المسؤولية لدى كل الجهات الوصية.
الحمزة سفيان