في أجواء علمية بامتياز، التأم نخبة من الأكاديميين والباحثين في علم الاجتماع مساء الجمعة، بدار الثقافة حسان بالرباط، للاحتفاء بالإصدار الجديد لعالم الاجتماع المغربي محمد المرجان الذي حمل عنوان “مسار الأنتروبولوجيا الاستعمارية بالمغرب” عن منشورات “مقاربات”، والذي رصد تطور المعرفة الإنتروبولوجية الإسبانية.
وخلال حفل توقيع الكتاب الذي نظمته كل من الجمعية المغربية لعلم الاجتماع وجمعية الشعلة للتربية والثقافة، حرص الدكتور المرجان على تقديم عصارة الأفكار الواردة في مولوده العلمي الجديد والذي انطلق من فكرة رئيسية وهي أن “المعرفة الأنتروبولوجيا ارتبطت عادة بالسياقات التي أفرزتها الوضعية الاستعمارية والإمبريالية كظاهرة شمولية، حرمت العديد من الشعوب تحقيق حريتها ونموها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حتى اعتبرت كمسوغ فكري ومبرر إيديولوجي لمثل هذا الحرمات الذي مارسته الدول الاستعمارية”.
وبالرجوع إلى مقدمة الكتاب، اعترف المرجان بصعوبة اعتبار علاقة الاستعمار بالأنتروبولوجيا كنتاج للحظة تاريخية معينة مفصولة تماما عن اللحظات السابقة، حيث يقول إنها “صيرورة طويلة وممتدة من التفاعلات المختلفة التي تنتهي في الأخير بالترابط المتين بين النظام الاستعماري وبين الثقافة التي أنتجها كوسيلة فعالة لشرعنة احتلاله وتسويغه”، قبل أن يلفت إلى أن “الأنتروبولوجيا تكلفت بهدفين اثنين: أولهما وصف شروط الوجود البدائي في المرحلة السابقة عن دخول الاستعمار، وثانيهما وصف شروط هذا الوجود كما خلقه الاستعمار”.
ومحمد المرجان من علماء الاجتماع المغاربة البارزين، حيث راكم تجربة أكاديمية مميزة انطلاقا من عمله أستاذا بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، ورئاسته سابقا الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، وقسم العلوم الإنسانية بمركز تكوين أطر المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، وأيضا من خلال مؤلفاته المنشورة سواء على شكل دراسات أو كتب، من بينها: “مقاربة سوسيولوجية لآليات التغيير الاجتماعي بشمال المغرب”، و”مقاربة سوسيولوجية لآليات التفسير الاجتماعي بشمال المغرب” (2004)، و”الرحلة والمعرفة الكولونيالية: المغرب بعيون الرحالة الإسبان خلال القرن التاسع عشر الميلادي” (2016).
ولم يكن اهتمام المرجان بدراسة الحالة الإسبانية وليد اليوم، فقد حملت أطروحته للدكتوراه في جامعة محمد الخامس بالرباط عنوان: “مقاربة سوسيولوجية للمعرفة الكولونيالية الإسبانية شمال المغرب: 1860-2002″، وكانت تحت إشراف محمد جسوس.
