منذ أكثر من 50 عاما، بنى جيمس ونورما مكارثي منزلهما "على الشاطئ" المطل على شاطئ ماكماسترز، على بعد 90 كيلومترا شمال سيدني، على الرغم من تحذير الأصدقاء والعائلة من أنهم كانوا مجانين للاستثمار في مثل هذا الموقع غير العصري.
"كان المال شحيحا جدا. كانوا مقتصدين". أوضحت كاثرين مكارثي، وهي تفكر في رهان والديها على بناء منزل في نهاية طريق غير معبد.
منذ ذلك الحين، تمتعت ثلاثة أجيال من عائلة مكارثي بعطلات صيفية لا حصر لها في منزل الشاطئ. لكن الازدهار في سوق العقارات الأسترالي حول المدن التي كانت مملة سابقا مثل شاطئ ماكماسترز إلى مناطق مرغوبة، ولا سيما منذ أن شجعت الجائحة المشترين الذين يريدون منازل ذات مساحات كبيرة أن يبحثوا عنها خارج المدينة.
جذبت أسعار العقارات المتصاعدة عائلة مكارثي وعرضوا منزل العطلات للبيع لأول مرة بعد أن تجاوزت قيمة منزلهم الشاطئي ثلاثة ملايين دولار أسترالي "2.2 مليون دولار". قالت مكارثي، التي تعيش في سيدني الآن، السوق جذابة للغاية في الوقت الحالي. قال العملاء إنهم لم يروا شيئا كهذا من قبل، خاصة هنا. نحن جميعا ممتنون للغاية لتمسكهم به".
على الرغم من بعض الضعف بعد الأزمات المصرفية في 2008 والانهيار قبل خمسة أعوام، إلا أن السوق الأسترالية تحدت في الأغلب التوقعات بأن فقاعة الإسكان ستنفجر. على مدار العقدين الماضيين، ارتفع متوسط سعر المنزل 192 في المائة، وفقا لشركة كور لوجيك للأبحاث، ما يجعل العقارات الأسترالية واحدة من أقوى الأسواق أداء في العالم إلى جانب نيوزيلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
على خلفية عمليات الإغلاق الصارمة وإغلاق الحدود لإبقاء كوفيد- 19 بعيدا، كان 2021 أفضل عام لامتلاك منزل منذ منتصف الثمانينيات حيث ارتفعت الأسعار 22 في المائة.
مع ذلك، فإن احتمال ارتفاع أسعار الفائدة هذا العام يهدد بعكس هذا الاتجاه، لأنه من المتوقع أن تتباطأ سوق الإسكان بشكل مفاجئ في النصف الثاني من هذا العام والعام المقبل.
توقع خبراء اقتصاديون انخفاضا في أسعار المنازل يصل إلى 8 في المائة العام المقبل، مع توقع بنك أستراليا الوطني انخفاضا حادا يبلغ 10 في المائة - سيكون أحد أكبر تصحيحات السوق "من الذروة إلى أدنى مستوى" في التاريخ الحديث - مع انخفاض حاد 12 في المائة تقريبا في سيدني وملبورن.
قال تيم لوليس، رئيس قسم الأبحاث في "كور لوجيك"، كان هناك بالفعل انخفاضات بسيطة حينما انخفضت سوق سيدني 0.1 في المائة في شباط (فبراير)، وهي الحركة السلبية الأولى في 18 شهرا. قال، "في النصف الثاني من هذا العام، هناك إجماع على أن السوق ستبدأ في الانتقال إلى المرحلة التالية".
يمكن أن يساعد انخفاض الأسعار على تقليص التفاوت عند مستوى دخول السوق. أشار لوليس إلى أن مؤشر أسعار الأجور ارتفع 2.3 في المائة في 2021، مقارنة بارتفاع 22 في المائة في قيمة المساكن، ما جعل شراء العقار أمرا لا يمكن تحمله بالنسبة إلى كثير من الأستراليين. قال، "لا يمكن للمشترين لأول مرة الدخول إلى السوق".
وفقا لدراسة ديموغرافيا القدرة على تحمل تكاليف الإسكان الدولية في 2022، جاءت سيدني في المرتبة الثانية بعد هونج كونج باعتبارها المدينة الأقل تكلفة لشراء منزل. احتلت ملبورن المركز الخامس في القائمة وظهرت كل من أديلايد وبريسبان وبيرث في أغلى 20 مدينة من حيث أسعار المنازل.
الارتفاع السريع في قيمة المساكن - مع شعور كثير من الأستراليين بالذعر من شراء منازل رديئة، المعروفة بالعامية باسم "العقارات المغشوشة" خوفا من ضياع الفرصة - سلط الضوء على المستوى المرتفع لديون الأسر المعيشية في الدولة. تبلغ ديون الأسر المعيشية، باعتبارها نسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، نحو 120 في المائة، وتحتل المرتبة الثانية بعد سويسرا.
قد يترك ذلك كثيرا من المقترضين العقاريين في خطر التعرض للضغط بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم. سئل فيليب لوي، محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي، الشهر الماضي عما يجب على المقترضين العقاريين فعله للاستعداد، حيث لم يشهد مليون فرد منهم أي ارتفاع في أسعار الفائدة. حث لوي على "ضمان وجود احتياطيات".
قال سول إسليك، مؤسس "كورينا إيكونميك أدفيسوري"، بدا الأستراليون للوهلة الأولى "معرضين بشكل كبير لخطر" ارتفاع أسعار الفائدة. مع ذلك، عدد الرهون العقارية الأكثر عرضة للخطر - تلك التي تكون نسبة الدين عالية جدا بالنسبة إلى الراتب - ظل منخفضا نسبيا.
أضاف إسليك أن معدلات التخلف عن سداد الرهون العقارية في أستراليا كانت منخفضة للغاية مقارنة بالدول الأخرى، والأمر الذي ينبغي أن يحمي من انهيار سوق الإسكان.
قال، "الأستراليون لا يخجلون كثيرا فيما يتعلق بأشياء كثيرة لكن الشيء الوحيد الذي يحمل قدرا كبيرا من الشعور بوصمة العار الاجتماعية في هذه الثقافة هو وجود علامة العقار المرتهن في حيازة الدولة توضع خارج منزلك".
استشهد إسليك بمحافظ بنك الاحتياطي الأسترالي السابق الذي أصر في السر على أن "الأستراليين سيستفيدون من ممتلكاتهم قبل التخلف عن سداد قروضهم العقارية".
أجبرت الأمطار الغزيرة في نيو ساوث ويلز عائلة مكارثي على تأجيل المزاد على منزل العطلات العائلي إلى أوائل نيسان (أبريل). قالت مكارثي إنهم "سيفكرون من جديد" إذا اتضح أن العروض مخيبة للآمال. قالت، "ما كنا لنحقق العدالة الأسرية ونقسم الميراث لولا ذلك".