تحدث ناجون من "مجزرة المسرح" في مدينة ماريوبول الأوكرانية إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن تفاصيل قصف القوات الروسية مدرسة الفنون بتلك المدينة التي كانت ملجأً للهاربين من القصف الروسي.

وقال أليكسي، 34 عاماً، الذي غادر مع زوجته وابنه البالغ من العمر 7 سنوات قبل وقوع الغارة الروسية على المسرح، غالباً يوم 16 مارس/آذار الجاري، إن أجزاء من المبنى كانت أصيبت في أوقات سابقة، مما تسبب في عديد من الإصابات.

وأوضح: "لقد وضع المدنيون علماً أبيض أعلى المبنى".

القوات الروسية تقصف مدرسة الفنون في مدينة ماريوبول الأوكرانية (AFP)

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين قال إن موسكو "ارتكبت جريمة حرب"، مشيراً إلى كلمة "أطفال" التي كُتبت باللغة الروسية خارج المسرح لمنع استهدافه وقصفه.

وقال اثنان من الأشخاص الثلاثة الذين كانوا حاضرين وقت الانفجار، إن الطابق السفلي الذي كان مكتظاً بعديد من النساء والأطفال الصغار لم يتعرض للدمار، وإن عديداً من الناس تمكنوا من الفرار بعد ذلك.

وأدى نقص الاتصالات في ماريوبول إلى منع تدفق المعلومات، كما فقدت القوات الأوكرانية السيطرة على المنطقة المحيطة بالمسرح، مما منع أي جهود إنقاذ أو جمع أدلة يمكن أن تساعد على التحقيق في جرائم حرب محتمَلة.

وقالت مفوضة حقوق الإنسان في أوكرانيا ليودميلا دينيسوفا، إن سجلات الشرطة تُظهِر أن 1300 شخص كانوا مسجلين في المبنى، مشيرة إلى أن عمليات إجلاء من المسرح كانت بدأت في غضون 48 ساعة قبل الغارة.

ويوم الجمعة، مع ظهور أول مقاطع الفيديو في أعقاب الغارة، قال مجلس مدينة ماريوبول نقلاً عن شهود عيان، إنه يعتقد أن ما يصل إلى 300 شخص لقوا مصرعهم.

ويقول شهود العيان إنهم لا يستطيعون إعطاء أرقام دقيقة لأعداد الضحايا.

ويصف المقيمون في المسرح مشهداً فوضوياً في الأيام التي سبقت الهجوم، إذ كان الناس يخاطرون بالفرار واضعين الرايات البيضاء على مركبات مكتظة بالناس.

وأوضحت مقاطع مصورة أن القاعة الرئيسية للمسرح التي دُمّرَت كانت تُعتبر مكاناً خطيراً على الأشخاص النائمين فيها بسبب سقفها المكشوف ووجود ثريات (مصابيح) ضخمة.

وقال مصور الفيديو: "قد يكون كثير من الناس تحت هذه الأنقاض"، فيما ذكرت إحدى الناجين، تُدعى ماريا روديونوفا، 27 عاماً، التي كانت تنام في تلك القاعة، إن نحو 50 شخصاً كانوا في ذلك الجزء من المبنى.

وأشارت إلى أنها كانت خرجت لجلب الماء لكلابها قبل لحظات من الغارة، مضيفة أنها سمعت صوت صفير قوي قبل أن يرتمي عليها رجل ويدفعها نحو أحد جدران المدخل الأمامي للمسرح لحمايتها.

وقالت في مقابلة بعد فرارها إلى زاباروجيا، على بعد نحو 135 ميلاً شمال غرب ماريوبول: "كانت الأنقاض فوقنا"، وإنها ظنت أن طبلة أذنها تمزقت بسبب الصوت الذي يُصِمّ الآذان.

وأضافت: "كان هناك رجل وجهه متدلٍّ في بركة من الدماء وبجانبه امرأة تحاول إيقاظه".

ولفتت إلى أنها حاولت يائسة إيجاد طريقة للدخول إلى القاعة للوصول إلى كلابها ومجموعة الإسعافات الأولية الخاصة بها، دون جدوى، لتسير بعدها نحو 12 ميلاً قبل أن تجد حافلة تُقِلّها إلى خارج المدينة.

كان المسرح واحداً من ثلاثة مواقع طُلب من الناس التجمع فيها، وقال المسؤولون إنهم من هناك سيغادرون المدينة عبر "ممرات إنسانية " متفَق عليها مع الروس، وذكر ناجون آخرون أنه لم يكن في المسرح مكان للاستلقاء مع توافد الناس عليه.

ولكن لم تأتِ أي مساعدة، وبعد انهيار الخطوط الأمامية الأوكرانية بدأ الناس التنظيم الذاتي للخروج بأنفسهم، وكان بعض الناجين الذين ليس لديهم سيارات يائسين من الحصول على توصيلة.

TRT عربي - وكالات