وصلت مصر للنهضة السياحية والأثرية التي تجعلها تروج لهما في شتى دول العالم.

وخلال زيارة الدكتور خالد العناني وزير السياحية والآثار، للعاصمة الألمانية برلين سلط الضوء على أبرز المستجدات التي يشهدها قطاع السياحة المصري على كافة المستويات، وتطورات حركة السياحة الوافدة إلى مصر، وكذلك الترويج السياحي للأنماط والمنتجات السياحية المختلفة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، والدمج بين هذه الأنماط وبعضها في برنامج سياحي متكامل.

ورغم أزمة فيروس كورونا المستجد إلا أن مصر ظلت تسير على نفس خطاها في مشاريعها السياحية وإقامة المشروعات الجديدة التي تخدم القطاع السياحي، ليكون فرصة جيدة ومتصبح مصر المقصد الأول امام العالم عقب انتهاء هذه الأزمة بشكل كامل وعودة حركة السياحة إلى وضعها الطبيعي من جديد.

وكان آخر هذه المشروعات هو تطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا بمحافظة الأقصر للأهمية التاريخية والسياحية للمدينة، لتكون من ضمن المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة بالمناطق الأثرية، خاصة أنها تضم معالم من حقب تاريخية مختلفة، ما يؤهلها إلى أن تصبح متحفا مفتوحا للزائرين.

وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هذا القرار جاء لما تتمتع به مدينة إسنا من آثار اسلامية ومسيحية ومن حقب زمنية مختلفة تجعلها الاهم على الإطلاق، حيث تعد إضافة جديدة للسياحة في مصر ودافع رئيسي لمزيد من الاستثمارات وتنشيط لكل مقومات السياحة بها.

وأشار إلى أن من أبرز الآثار الإسلامية التي تضمها المدينة الجامع العتيق الذي يقع شرق معبد إسنا ولا يفصله عن نهر النيل غير شارع الكورنيش، ويرجع تاريخه إلى ما هو أقدم من هذا التاريخ بتسعمائة وعشرين عامًا، ومن أبرز الآثار المسيحية مغارات المتوحدين بأصف وهي عبارة عن أماكن لسكني الرهبان تحت مستوى الأرض، ودير الرومانية بقرية الدير على الجانب الشرقي من النيل وآثار الكنيسة أمام معبد إسنا.

مشروع التجلي الأعظم في سيناء 
ثم جاء مشروع التجلي الاعظم ليمثل المشروع الأكبر الذي يرسخ للسياحة الدينية والروحانية في مصر والذي وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي كي يتناسب مع مكانة تلك البقعة المقدسة الفريدة من أرض مصر، وتقديرًا لقيمتها الروحية العظيمة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية. 
يهدف المشروع إلى إحياء المدينة الروحية، وجذب السياح من مختلف دول العالم، باعتبارها شاهدة على قصص وحكايات دينية موثقة، وشهدت الديانات السماوية الثلاث "اليهودية، المسيحية، الإسلامية"، والتي تزال آثار هذه الديانات بها حتى الآن، وتمثل أحد الركائز الأساسية للجذب السياحي بها.
وعلق الخبير السياحي مجدي سليم على هذا المشروع قائلًا إن توجه مشروعات الدولة لهذه المنطقة لما عليها إقبال كثيف من مختلف السياح باعتبارها أفضل أماكن السياحة الروحانية والدينية، مضيفًا انه كلما زاد الاستثمار في هذه المنطقة كلما زاد الإقبال عليها واستقبلت ملايين الافواج السياحية. 
وأضاف أن توفير الخدمات المختلفة التي تحتاجها هذه المنطقة تخدمها بشكل جيد لتلبية احتياجات السياح من منتجعات وأماكن إقامة وطرق جيدة وتنشيط السياحة الدينية.

تعاون كافة الجهات لاستمرار مشروعات المجال السياحي والأثري

وتتوالى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة العمل في المشروعات الخاصة بالمجال السياحي والأثري على مستوى الجمهورية، بالتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة المعنية، في إطار استراتيجية الدولة لاستعادة الرونق التاريخي للمواقع الأثرية المصرية، ولإبراز ما تذخر به مصر من إرث ثقافي وحضاري عبر العصور المختلفة، من خلال أعمال الترميم الشاملة للمواقع الأثرية، خاصةً في القاهرة الكبرى ذات الإمكانات التاريخية العريقة والمتنوعة، لتكون بمثابة متحف مفتوح بطابع جمالي ومنظم على غرار العواصم العالمية الكبرى.