بعد مباحثات بوريطة مع لافروف وكوليبا..هل يمكن أن يلعب المغرب دورا في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا؟


 

في سياق التطورات التي تشهدها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مباحثات هاتفية مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا.

 

وأفاد بوريطة، عبر حساب وزارة الخارجية على تويتر، بأنه أجرى اتصالين هاتفيين مع لافروف، وكوليبا، دون أي تفاصيل عن المباحثات التي جرت خلال الاتصالين.

 

وفي أول موقف له حيال الأزمة بين موسكو وكييف، كان المغرب أعلن تشبثه بمبدأ “عدم اللجوء إلى القوة”، حيث لم يشارك في التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال جلسة 2 مارس الجاري، على قرار يطالب روسيا “بالانسحاب الفوري” من أوكرانيا.

 

واعتبر البعض أن عدم مشاركة المغرب في التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة لا يمكن تحليله إلا في إطار جامع يشمل بلاغي وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الصادرين على التوالي.

 

وكانت الوزارة قد شددت، في هذين البلاغين، على أن المغرب يتابع بقلق تطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا، ويجدد دعمه للوحدة الترابية والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ويتشبت بمبدأ عدم استخدام القوة لتسوية الخلافات بين الدول، ويشجع جميع المبادرات والإجراءات الرامية إلى تعزيز التسوية السلمية للنزاعات.

 

ويعتبر مراقبون، أن الدبلوماسية المغربية تحاول إمساك العصا من الوسط حيال العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير الماضي، كما أن موقف الرباط من الأزمة بين موسكو وكييف، ينسجم مع المبادئ التي تشتغل عليها دبلوماسية المملكة ألا وهي الحياد، كما أن هذا الأمر يمكن أن يساهم في إمكانية أن يجعل المملكة تلعب دورا لحل أزمة روسيا أوكرانيا.

 

وفي الصدد، يرى عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أنه تقديرا لتداعيات الوضع بين روسيا وأوكرانيا واعتبارا لمسؤوليته كفاعل دولي فاعل وموثوق فيه، فإن المغرب يمكنه أن يقود حوارا دبلوماسيا بين الأطراف للوصول إلى تسوية سياسي توقف الحرب ومآسيها على العالم.

 

وأضاف المحلل السياسي، في تصريح لـ”الأيام24″، إن المغرب واعتبارا لموقف المحايد يعتبر البلد الأكثر أهلية لقيادة حوار متوازن بين البلدين، فضلا عن الضمانات الفريدة التي سيوفرها للأطراف إلى حين الوصول إلى تفاهمات تفوت على البلدين والعالم الكثير من التصعيد الذي لا يمكن التنبؤ بنهايته.

 

وأعرب الفاتحي، عن “اعتقاده أن هذه هي أبرز المؤشرات التي تشجع المغرب عبر وزير خارجيته ناصر بوريطة لفتح حوار أولي مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف ووزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا. وحيث إن العقيدة السياسة للمغرب تقوم أساس على التفاوض والحوار للوصول إلى حلول سياسية واقعية، ولأن المغرب مافتئ يدعو إلى عدم اللجوء إلى القوة لحل النزاعات الدولية، فإنه لن يتوانى في فتح قنوات التواصل الدبلوماسية مع أصحاب المصلحة”.

 

بدروه، محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، سجل أن الاتصال بين وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، طلب فيها الرباط بالدعم الإنساني لكييف، حيث يعرف أن المغرب كان دائما الوقوف مع الحالات الإنسانية الدولية بريادة الملك محمد السادس، ومن أمثلة ذلك تضامن المغرب مع فلسطين ولبنان وسوريا ودول أفريقية وغيرها”.

 

وأعلن المغرب، في 2 مارس الجاري، استجابته للنداء الإنساني الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

 

وقالت الخارجية المغربية في بيان،، إن المملكة “قررت الاستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم مساهمة مالية (لم تحددها) للجهود الإنسانية للأمم المتحدة والبلدان المجاورة”.

 

وأضاف أكضيض، في تصريح لـ”الأيام24″، “أنه بشأن القراءة السياسية لأزمة روسيا أوكرانيا، فإن المغرب لا يخوض الحروب ولا يشغل نفسه بها، وليس له نزعة إلى الحروب بل له نزعة إلى السلام، وهذه تعتبر أولى اللبنات الأولى لهذه المباحثات الهاتفية لناصر بوريطة مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والأوكراني دميترو كوليبا، وهناك معايير وبنية للمغرب”.

 

وأوضح الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أنه “بالنسبة المغرب فهو قطب وبنية لالتقاء الحضارات والأديان كيفما كانت، وهذا واضح أمام العيان من خلال السياسة الرشيدة للملك محمد السادس، وباعتباره أولا أمير للمؤمنين وثانيا مجال السياسية الخارجية بقوة الدستور هو محفوظ لعاهل البلاد، كما أن الأمر الأخر، أن طبيعة المغاربة تروم دائما في اتجاه السلام ومن بينها المبادرات التي قامت بها الرباط تجاه الجزائر في خطابات ومناسبات رسمية”.

 

وسجل أكضيض، أن “التجربة السياسية جعلت أرض المغرب قبلة للقاءات واجتماعات ومؤتمرات سواء على الصعيد الإفريقي أو العربي أو الدولي، كما أن المملكة تتوفر على معايير بنية لعقد اجتماع أو مؤتمر سلم بين روسيا وأوكرانيا وحفظ ماء الوجه لكل طرف من الأطراف”.

 

 

ولفت أكضيض، أن “الحياد المغربي، سواء في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أو من خلاله توجهاته الرسمية فقد ظل دائما بلد الحياد والسلم ولا يسعى إلى العنف أو صب الزيت في النزاعات المسلحة أو في التوترات السياسية أو غيرها بين كثير من الدول، كما ظل دائما له هذه الدبلوماسية الناعمة في فك كثير من النزاعات وما يظهر لنا من بلاغات وزارة الخارجية المغربية، فله دينامية في هذا الباب ودهاء سياسي وتراكم التجربة في الدعوة إلى السلام بين الدول، لحل الأزمات عبر الحوار وتجنب العنف، ودعم الوحدة الوطنية للدول”.

 

وأشار إلى أن “الأمر الأخر إنه في حالة لعب المغرب دورا مهما واستطاع أن يجتمع على أرضه أطراف الأزمة الروسية-الأوكرانية، فإنه سيترك حل الخلاف إلى الدولتين ووفديهما التي ستمثل موسكو وكييف على الأرض المغربية، وسيترك المفاوضات تتم بين هؤلاء الفرقاء لحل الأزمة دون تدخلات أجنبية، وسيكون ربح المغرب هو أن تنجح هاته المفاوضات ومن أجل وقف هذه المآسي الإنسانية التي تخلفها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا”.

 

وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

 

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.

تاريخ الخبر: 2022-03-27 00:18:14
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 72%
الأهمية: 79%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية