«ضرر مزدوج» لمستنقعات الأحساء..امتزاجها بمياه الصرف ينذر بمخاطر صحية


ألقت حوادث غرق الأطفال الأخيرة، بالمستنقعات المائية في كل من ضاحية الدمام، وحي أبي موسى الأشعري بحفر الباطن، بظلالها على أهالي محافظة الأحساء، إذ أصبحت التراكمات المائية الممتزجة بمياه الصرف الصحي، مصدر قلق وإزعاج كبيرين لقاطني عدد من أحياء المحافظة، التي تنتشر بها التجمعات المائية، وما تحمله من تداعيات يمتد خطرها على الصحة والبيئة وجودة الحياة.

وأكد أهالي عدد من أحياء المحافظة لـ «اليوم» أن هذه المستنقعات، التي يتفاقم خطرها بعد نزول الأمطار، أصبحت هاجسا للقاطنين، نتيجة القلق على أطفالهم في المقام الأول، فضلا عن التداعيات المزعجة الأخرى، ومن بينها تسرب المياه للمنازل، إذ إن الكثير منها متاخم للمباني السكنية، فضلا عن تسببها في انتشار الحشرات والقوارض والروائح الكريهة، مطالبين بعلاج جذري لهذه المشكلة، لا يتوقف على ردمها فقط، وإنما ضمان عدم تشكلها مجددا.


تفاقم أزمة الروائح الكريهة والبعوض في الصيف

أوضح المواطن أحمد المدربي أن المستنقعات المائية تتشكل في الشوارع المحيطة بالمنازل لأسباب عدة، من بينها عدم وجود التصريف الصحي ببعض أحياء المحافظة، وهو ما يشكل معاناة حقيقية وكبيرة. وقال: إن من أبرز الأماكن التي تعاني من المشكلة «حي منسوبي التعليم»، ورغم أنه من الأحياء القديمة، إلا أن مياه الصرف الصحي تحاصر البيوت، وخطرها كبير على صحة الإنسان، إلى جانب ما تسببه من تداعيات سلبية أخرى، كالروائح الكريهة والمزعجة، التي تجبر الأهالي، في بعض الأحيان، إلى مغادرة المنزل، ناهيك عن انتشار البعوض والحشرات.

وأكد أهمية معالجة هذه المشكلة، والعمل على تنفيذ وإكمال مشاريع الصرف الصحي، وحصر مواقع تجمعات المياه المجاورة للمنازل والعمل على ردمها، في أسرع وقت، حفاظًا على سلامة وصحة الجميع.

تسرب المياه الملوثة للمساكن

بيّن رئيس اللجنة التنسيقية للمهندسين في محافظة الأحساء م. عبدالله المقهوي، أن وجود البرك والمستنقعات المائية في الأحياء السكنية، يشكل مخاطر عدة، صحية وبيئية، بالإضافة إلى أنها تتعارض مع مبادرة أنسنة المدن.

وقال: وجودها يجذب الأطفال للعب في مياهها الموحلة، مما يعرّضهم للغرق والأمراض المعدية التي تنقلها الحشرات، المنتشرة فيها، بل إن هذه المستنقعات يتسرب ماؤها الملوث، في أحيان كثيرة، إلى البيوت عبر الجدران؛ كونها محاذية للمباني السكنية، وبالتالي فإنها تهدد سلامة تلك البيوت، وتمثل مصدر إزعاج، لقاطنيها.

وأضاف: هذه البرك، بيئة لنمو الحشائش ومكب للنفايات، وهو ما يجذب بدوره، القوارض والحشرات والكلاب الضالة، وغيرها، مشيرًا إلى أهمية تنفيذ خطة شاملة لمعالجة مشكلة البرك والمستنقعات بشكل جذري، تتضمن إعادة تقييم منظومة تصريف مياه الصرف الصحي والأمطار.

وتابع: ينبغي إنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار مزودة بأنابيب تصريف، ومحطات ضخ وبرك تبخر مائية معزولة ومسورة، وإنشاء شبكات صرف صحي لتفادي المياه المتسربة من المنازل.

بيئة خصبة للحشرات والقوارض

أوضح المواطن صالح حمد أن أمانة محافظة الأحساء تنفذ العديد من أعمال الردم بعدد من الأحياء، غير أننا نتطلع لتكثيف العمل، وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن عدم عودة المستنقعات مرة أخرى بعد الردم، وقال إن عددا من

المواقع التي تم ردمها، نمت بها الحشائش التي شكلت بيئة خصبة لانتشار الحشرات والقوارض.

«الأمانة»: 8 شهور لردم 41 تجمعا مائيا

أوضحت أمانة محافظة الأحساء أن مشروع ردم المياه الراكدة «المستنقعات»، يستهدف ردم 53 مستنقعاً في 14 حيا سكنيا، بإجمالي 10080 متر3.

وبيّن المتحدث الرسمي للأمانة خالد بووشل، أن المشروع يأتي ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على بيئة خالية من عناصر التلوث وحماية الساكنين من الأضرار المتعددة، من خلال إزالة مصادرها ومسبباتها، بالتزامن مع تنفيذ خطط مجدولة لرش المبيدات الحشرية.

وذكر وكيل الأمانة للخدمات م. فهد الزهراني، أن المشروع أنجز حالياً 12عملية لردم المستنقعات، على أن تنتهي مراحل المشروع الـ«41 مستنقعا المتبقية» خلال 250 يومًا، أي نحو 8 أشهر و10 أيام.

وأضاف: المشروع يهدف لتعزيز الجوانب الرامية إلى تحسين المشهد الحضري وإزالة عناصر التشوه البصري ورفع مستوى النظافة العامة في أحياء الحاضرة، بالإضافة إلى تكثيف خطط الأمانة الشاملة لرفع مستوى الخدمات في الأحياء السكنية وتعزيز الوعي البيئي المجتمعي، وإزالة التشوه البصري، والحفاظ على الصحة العامة.

برك مزعجة تحيط بالمنازل

قال المواطن عبدالله العميرين، إن المستنقعات والبرك المائية المزعجة والمحيطة بالمنازل، تتشكل إما نتيجة هطول الأمطار، أو بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، وهو ما يتطلب التدخل من الجهات ذات العلاقة، لعلاج ما يمكن علاجه، لإنهاء معاناة الأهالي.

وأضاف: المستنقعات في عدد من الأحياء مصدر قلق كبير على الأطفال؛ خاصة بعد حوادث غرق الصغار الأخيرة، وأصبح الأهالي يخشون خروج أطفالهم من المنازل خشية تضررهم، وهو ما يتطلب العمل على علاج هذه المشكلة، التي أصبحت هاجسا، لما تحمله من مخاطر بيئية وصحية تتفاقم يومًا بعد يوم.

معالجات تضمن عدم التشكل مجددا

ذكر المواطن ماهر المخايطة أن المستنقعات والبرك المائية، سبب رئيس في تكوّن الحشائش وانتشار وتكاثر الحشرات، وبالتالي فهي بيئة خصبة لأضرار صحية كثيرة، وموقع لتجمّع الكلاب الضالة والقوارض، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الأهالي ومصدر إزعاج وقلق دائمين.

وقال: إن القلق الأكبر، هو خوف الآباء على أبنائهم، من مخاطر تلك التجمعات، وهو ما يتطلب تحركا عاجلا لمتابعة وحصر هذه المواقع، والبدء في ردمها، وتكثيف أعمال الرش لمواجهة انتشار الحشرات والقوارض، وإيجاد حلول جذرية لعدم تكونها مجددا، مشيرا إلى أن المحافظة تشهد العديد من مواقع التجمعات المائية، التي تشكل خطرا على الكبير والصغير.
تاريخ الخبر: 2022-03-27 03:25:12
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 34%
الأهمية: 36%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يستقبل وزير خارجية مملكة البحرين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:26:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

شرطة أمستردام تفرق اعتصاماً طلابياً للتضامن مع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:26:12
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

شرطة أمستردام تفرق اعتصاماً طلابياً للتضامن مع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:26:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

تقارير.. 3 أندية سعودية تسعى للتعاقد مع مورينيو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:26:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

تقارير.. 3 أندية سعودية تسعى للتعاقد مع مورينيو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 18:26:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية