أصبح المعارضون الجمهوريون لصفقة إيران الجديدة مقتنعين بشكل متزايد بأن الاتفاقية خطيرة، وأنها قد تمنح تنازلا عن العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني.
فبعد الأنباء التي تحدثت عن احتمالية رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية بهدف التوصل لصفقة مع إيران بشأن برنامجها النووي، كشفت معلومات سرية أن الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري متورطة في أنشطة إرهابية وقتل عشرات الأميركيين.
وبدأ الجمهوريون في الكونغرس بنشر معلومات عسكرية أميركية رفعت عنها السرية عام 2019، توضح مسؤولية الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري عن قتل أكثر من 600 أميركي في العراق، وفقاً لنسخة من تلك الوثيقة حصلت عليها صحيفة Washington Free Beacon.
متورطة بأنشطة إرهابية
وأوضح أحد كبار مساعدي الكونغرس أن الولايات المتحدة تمتلك أدلة دامغة على أن الحرس الثوري الإيراني متورط في أنشطة إرهابية، قبل وبعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 الخاصة بالاتفاق النووي.
كذلك قال إن "فكرة قيام إدارة الرئيس جو بايدن برفع عقوبات عن الحرس الثوري الإيراني كشرط للانضمام إلى اتفاق نووي جديد ليس أمراً مخزياً فحسب، بل هو أيضاً أحمق بكل معنى الكلمة".
وأضاف أن ذلك "من شأنه أن يقوض مصداقية الولايات المتحدة ويشكل خطراً لا يُصدق على الأميركيين وحلفائنا حول العالم".
قتلت عشرات الأميركيين
إلى ذلك، كشفت المعلومات التي رفعت عنها السرية في عام 2019 دور الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في قتل عشرات الأميركيين.
ودفعت هذه المعلومات السرية إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2019 إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.
كذلك، بيّنت الوثيقة أن "المسلحين المدعومين من إيران مسؤولون على الأرجح عن مقتل ما لا يقل عن 603 من أفراد القوات الأميركية في العراق".
وأوضحت أن الهجمات التي شنتها الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بلغت في بغداد وجنوب العراق 17 بالمائة من إجمالي 3534 جندياً أميركياً قتلوا في القتال في العراق بين مايو 2003 ويناير 2019.
كما أن الهجمات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني لم تهدأ منذ نشر المعلومات لأول مرة، حيث نفذت الميليشيات الإيرانية 127 هجوماً صاروخياً على القوات الأميركية وقوات التحالف منذ أبريل 2018 وهاجمت قوافل التحالف 340 مرة.
هجمات درون
ومنذ أبريل 2021، مع بدء المفاوضات حول اتفاق نووي جديد، نفذت القوات الإيرانية 14 هجوماً بطائرات بدون طيار ضد القواعد الأميركية.
فيما كشفت الوثيقة أنه بين عامي 2004 و2011، قتل 448 أميركياً في هجمات العبوات الناسفة وغيرها في المناطق التي ينشط فيها مسلحون.
وخلال الوقت نفسه، قتل مسلحون مرتبطون بالحرس الثوري الإيراني 142 أميركياً في هجمات آر بي جي أو صاروخ أو قذائف هاون أو أسلحة صغيرة.
بالإضافة إلى ذلك، قُتل 13 أميركيا بين عامي 2007 و2011 في بغداد وجنوب العراق بقذائف صاروخية مستخدمة فقط من قبل الجماعات المدعومة من إيران، وفقاً للمعلومات العسكرية.
خسائر في العراق
ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية التي رفعت عنها السرية، فإن "عدد الضحايا الأميركيين على أيدي الجماعات المدعومة من إيران انخفض بعد عام 2007، ومع ذلك، ارتفعت نسبة الوفيات الأميركية الإجمالية التي تسبب فيها المسلحون المدعومون من إيران بشكل حاد".
فقد تسببت الميليشيات في 77 بالمائة من خسائر القوات الأميركية بين عامي 2017 و2022 كما كانت القوات المدعومة من إيران مسؤولة عن 91 بالمئة من الخسائر الأميركية في العراق منذ عام 2011.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، كان كشف للمرة الأولى أمس السبت رسميا، أن إسقاط التصنيف "الإرهابي" الأميركي عن الحرس الثوري من ضمن الأمور القليلة التي لا تزال تعيق التوصل لتوافق. وشدد على أن الحكومة تريد إسقاط التصنيف رغم أن قادة الحرس طلبوا ألا يكون ذلك "عقبة" أمام الاتفاق، وفق زعمه.
