وأكدت الدراسة: إن ما يسمى بـ «الحرس الثوري» التابع للمرشد خامنئي، هو العمود الفقري لحماية الأجهزة، التي أنشئت لخدمة الديكتاتورية، والتي أقيمت في البلاد عبر القمع بالداخل، وتصدير الإرهاب والتشدد إلى الخارج، والبرامج النووية والباليستية لتهديد البلدان الأخرى.
ولفتت المقاومة إلى أن «الحرس الثوري» أنشأ مديرية كجزء من ذراعه الخارجية «فيلق القدس»، للتوسع في تدريب المرتزقة الأجانب كجزء من إستراتيجية تصعيد تدخله بالخارج في سوريا والعراق واليمن والبحرين وأفغانستان وأماكن أخرى.
وتحدد المادة 151 من دستور النظام الإيراني واجبات قوات حرس الملالي على أنها «حماية الثورة وإنجازاتها».
يذكر أن حرس الملالي متورط في تدخلات عسكرية وإرهابية في عدة دول بالمنطقة. داخل حدود الدول الجارة لإيران، حيث يتم تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق وتدخلات عسكرية في وقت واحد.
كما تنظم قوات حرس الملالي شبكات إرهابية وتنفذ عمليات إجرامية في جميع أنحاء العالم، ولديها عشرات من معسكرات التدريب في جميع أنحاء إيران. تم تخصيص المعسكرات بناءً على جنسية المتدربين ونوع التدريب.
سياسات النظام الداخلية والخارجية تسببت بانهيار العملة الإيرانية (اليوم)
إرهاب «رئيسي»
ومضت دراسة صادرة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تقول: منذ 2021، ومع تولي إبراهيم رئيسي رئاسة البلاد، كثفت طهران عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها الأجانب، خاصة الحوثيين.
وأضافت: مع افتقار نظام الملالي للقدرة العسكرية لبناء أسلحة متقدمة، لجأ إلى إنتاج أسلحة ومعدات يمكن استخدامها في الأنشطة الإرهابية والترويج للحرب.
وأردفت: أحد الأسلحة التي استثمر فيها النظام بكثافة خلال السنوات الأخيرة هو الطائرات المسيّرة، التي كان يرسلها «الحرس الثوري» بتهريبها إلى وكلائه لاستخدامها في الإرهاب وإشعال الحرب.
وأوضحت أن الهجوم بتلك الطائرات على مصفاة أرامكو في 2021 كان أحد أبرز تلك الهجمات، التي استخدم فيها هذا النوع من الأسلحة.
ولفتت إلى أن مديريات الاستخبارات والتدريب في فيلق القدس خصصت قطاعات لإنتاج وتصدير تلك الطائرات إلى دول المنطقة، والتدريب عليها.
ولفتت إلى أن المرتزقة، الذين تقوم إيران بتدريبهم تلقوا تدريبات في مراكز الطائرات بدون طيار التابعة لـ«الحرس الثوري».
وأكدت أن تركيز النظام على هذا النوع من السلاح يرجع بالأساس إلى الضعف العسكري للنظام فيما يخص الحرب الحديثة، لافتًا إلى أن «الحرس الثوري» يستخدم الطائرات المسيرة مثل البرنامج الصاروخي كأداة للتحريض على الصراع والإرهاب في المنطقة من أجل الحفاظ على السلطة الديكتاتورية لرجال الدين في طهران.
وأشار إلى أن «الحرس الثوري» متورط في عمليات اغتيال في مناطق مختلفة حول العالم، آخرها ما كشفت عنه صحيفة «واشنطن إكزامينر» أوائل هذا الشهر حول تآمر عضوين بفيلق القدس لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.
وتساءلت الدراسة: من أين تأتي الأموال لكل هذه الأنشطة؟ ومضت تقول: الحرس الثوري الإيراني ليس مجرد منظمة عسكرية. لديه أذرع مالية واسعة النطاق. كما أن موارد بلد غني نسبيًا كإيران تحت تصرفه. الاقتصاد الإيراني برمته تحت تصرف المنظمة والمرشد علي خامنئي.
ولفتت إلى أن السيطرة شبه المطلقة على الأسواق المالية والبنوك وشركات التأمين وسوق الأوراق المالية والتجارة المحلية والخارجية والعقارات وسوق الأدوات المحلية ومصادرة الأموال والملكيات العامة تصب كلها في صالح خامنئي والمنظمة، ما يوفر موارد وأرباحًا مالية ضخمة ينتهي بها لتمويل العمليات الإرهابية في سوريا، وتأجيج الإرهاب والطائفية في العراق، والحرب في اليمن، والعمليات الإرهابية حول العالم، وأجهزة الأمن في البلاد.
ألبانيا طردت نهاية 2018 دبلوماسيين إيرانيين لاستهدافهم معارضين لنظام الملالي (أ ب أ)
قمع الإيرانيين
وأوضحت المقاومة الإيرانية، أنه رغم كل ذلك، ورغم تدهور الاقتصاد الإيراني، زادت الميزانية السنوية المخصصة للمنظمة في 2022 بنسبة 240 %، كما سلّطت الدراسة الضوء على القمع، الذي مارسه الحرس الثوري بحق الشعب الإيراني.
وبحسب الدراسة، فإن المنظمة شنت إرهابا بحق الإيرانيين، في ضوء دوره كحامٍ لنظام الملالي الثيوقراطي، بما يخدم بشكل مباشر الولي الفقيه «علي خامنئي».
وأشارت إلى أن الحرس كان بمثابة الأداة، التي استخدمها المرشد لقمع مواطنيه، وأضافت الدراسة: بمرور الوقت، أصبح الحرس الثوري القوة العسكرية والمالية الوحيدة في إيران. لم يعُد مجرد مركز قوة آخر في إيران، ولكنه الذراع العسكرية لإبقاء المرشد خامنئي في السلطة بما لديه من سلطة غير محدودة في النظام.
ولفتت إلى أنه يتم جلب الحرس الثوري الإيراني لقمع الاحتجاجات عندما لا يمكن لقوات الأمن النظامية التعامل معها.
ونبَّهت إلى أن هذا حدث في نوفمبر 2019 عندما احتج الناس على زيادة أسعار البنزين في جميع أنحاء إيران، بما تسبب في مقتل أكثر من 1500 شخص في هذه الاحتجاجات.
ونوَّهت إلى أنه تمت معاقبة العديد من ضباط الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر لمشاركتهم في قتل المتظاهرين.
يُذكر أن ثكنة الإمام علي الواقعة على بُعد 20 كيلو مترًا من (طريق طهران - كرج السريع)، وهي مركز تدريب لفيلق القدس، وتحديدًا إحدى مجموعاته، التي تسمى بـ«الوحدة المتخصصة الفنية».
وتضم هذه المجموعة ثلاثة أقسام: الطائرات بدون طيار والصواريخ والأسلحة الثقيلة وإصلاحها، ويقود وحدة التدريب المتخصصة العقيد في قوات حرس الملالي علي محمد.
ومن مهام القسم، التدريب على الصواريخ المعروفة بالرمز 340، علاوة على تدريب الطائرات بدون طيار وتحمل الكود 330، إلى جانب الأسلحة الثقيلة والإصلاحات ويشار إليها بالكود 320.
وأيضًا هناك، شركة تصنيع الطائرات الإيرانية (HESA) وهي واحدة من أكبر الشركات التابعة لمنظمة صناعات الطيران التابعة لوزارة دفاع الملالي.
وتقع الشركة في شاهين شهر، أصفهان، وبالإضافة إلى تصنيع أجزاء الطائرات، فإنها تشارك أيضًا في بناء الطائرات بدون طيار ومكوناته، وتم بناء ما يسمى بمسيرة أبابيل Ababil UAV - أصغر نوع من الطائرات بدون طيار- لأول مرة بواسطة هذه الشركة، ورئيسها الحالي حميد رضا نوري.
