فارجاس يوسا.. الروائي الذي كاد أن يصبح رئيسًا للجمهورية
فارجاس يوسا.. الروائي الذي كاد أن يصبح رئيسًا للجمهورية
بدأ الروائي ماريو بارجاس يوسا نشر أولى قصصه القصيرة 1958 وغادر في السنة التالية بلده البيرو برفقة زوجته الأولى العمة جوليا للدراسة في كل من مدريد وباريس، وبعد ثماني عشرة سنة من العمل الأدبي قضاها في كل من أوروبا والولايات المتحدة، عاد ليستقر بصفة دائمة في مدينة ليما برفقة زوجته الثانية باتريشيا وأبنائهما الثلاثة، وكان ذلك قبيل عودة الديمقراطية إلى البيرو في 1980.
وأنفق يوسا بداية من 1987 ثلاث سنوات في حملة للإعداد لخوض الانتخابات الرئاسية التي خسرها 1990، فعاد بعدها للاستقرار في أوروبا كاتبا متفرغا.
وتحدث ماريو فارجاس يوسا عن ما بعد انتخابات الرئاسة، يقول في حوار اجرته كاترين أرجان وترجمه عبد الرحيم حزل ونشر في مجلة الثقافة العالمية 1995:"لقد عانيت من إجهاد حاد بسبب طول الملة الانتخابية، وما حملته من ضغوط، واتسمت به من عنف، في طوريها معا، وإذا فقد بدأت في إعادة بناء جسمي من جديد، ولكن غمرني في الوقت نفسه ارتياح وفرح عارم كمن استعاد حريته فكانت تلك فترة رائعة تمكنت أثنائها من التنقل دونما حرس خاص، كما أصبحت قادرًا على اختيار ما أريد، وألا افعل شيئا ثم استعدت ميولي ككاتب فعدت من جديد للقراءة والكتابة.
ويكمل:"صرت أسعد انسان، واستمرت حالي هكذا حتى السادس عشر من شهر غبريل 1992، ففي هذا اليوم أعلن رئيس بيرو السيد فوجي موري قراره بإلغاء جميع الحريات، فكان لذلك وقع الكارثة على البيرو وعلي كذلك، إذ لم تكن لدي الرغبة في الانغماس، من جديد في معترك السياسة، ولا في الخوض مرة أخرى في جدالها، كنت قد سئمت ذلك، لكن كان يتحتم علي أن أقول شيئا ما.
يواصل:"ورغم أن الانتخابات لم تكن تجربة سارة إلا أنها علمتني الشئ الكثير عن السياسة وعن بلدي، الذي كنت اعتقد انني اعرفه جيدا، مثلما علمتني الشئ الكثير عن نفسي أيضًا لقد أصبح بإمكاني اليوم ان اتناول المشاكل السياسية، وأن أكتب عن معرفة واطلاع، وهو ما لم يكن في متناولي قبل خوض التجربة.
