سلط موقع معهد «غيتستون انستتيوت» على الدور الذي تلعبه الأموال السوداء (الخفية وربما غير الشرعية) في عالم السياسة، وتحديدا الأمريكية.
وبحسب مقال لـ «جيه كريستيان آدامز»، فإن الأموال السوداء تؤثر على العمليات الانتخابية بطرق ثورية.
وأشار إلى أن المصطلح يستدعي إلى الذهن مؤامرات شريرة ومنظمات سرية ومؤامرات تتناسب مع الأشرار في أفلام جيمس بوند.
وأضاف: نسمع عن الأموال السوداء في السياسة، والأموال السوداء في الانتخابات، والأموال السوداء الداعمة لشبكة من المنظمات التي تستهدف تقويض التجربة الأمريكية.
ومضى يقول: يبدو أن الأموال السوداء موجودة في كل مكان، وهي بالفعل كذلك.
وتابع: أصبحت تلك الأموال أهم وقود يحرك النقاش حول كل قضية عامة، في الواقع، يتم استخدام الأموال السوداء بطرق جديدة وثورية للتأثير على انتخاباتنا، تتدفق الأموال بشكل غير محدود من الأعمال الخيرية على ما يبدو إلى المنظمات والآليات التي بدت قبل 3 سنوات فقط خيالية وتتجاوز الخيال الأكثر جموحا لإستراتيجيات الناشطين.
وتساءل: لكن ما هو بالضبط المال الأسود، وكيف يضر أو يساعد؟ هل المال الأسود جيد أم سيئ؟
ومضى يقول: تشير الأموال السوداء إلى الأموال التي يتم ضخها في العملية من مصادر مجهولة، شخص ما في مكان ما يعرف من أين أتت الأموال، لكن هذه المعلومات ليست علنية، عادة، يكون المصدر سرا شديد الحراسة.
وتابع: يتم استخدام الأموال السوداء لتغذية الحملات الإعلانية التلفزيونية والمنظمات، ويتم استخدامها لشراء إعلانات الصحف ودفع الإيجار في المؤسسات المعفاة من الضرائب.
الأموال السوداء
ويقول آدامز: لكن هناك أموالا سوداء أكثر قتامة، لقد طور اليسار المؤسسي نماذج في العقد الماضي تستغني عن أي ادعاء بوجود غرض خيري. إنهم ينشئون بشكل أساسي هياكل أعمال ممولة بشكل كبير والغرض الوحيد منها هو إنفاق الأموال على القضايا، الأموال السوداء أكثر قتامة لأنه لا توجد متطلبات إفصاح تماما من البداية إلى النهاية.
وأشار إلى أنه بذلك عكس المثال الخيري الأكثر شيوعا، والذي يجب أن يكشف فيه المستلم الخيري النهائي عن مصادر التبرعات الكبيرة، حتى لو لم تكن هذه المعلومات متاحة للجمهور.
وأردف: عندما تتدفق الإيرادات فهي تبرع معفى من الضرائب وسبب للخصم من الضرائب للمانح، وعادة ما يجب الكشف عنها.
وأضاف: لكن عندما تتدفق الإيرادات إلى هيكل أعمال عادي، مثل شركة ذات مسؤولية محدودة أو حتى المال مقابل فنجان قهوة في أحد المقاهي، فإن الإيرادات خاضعة للضريبة ولكن لا يلزم تفصيل المصادر أو الإيرادات إلى دائرة الإيرادات الداخلية.
وبحسب الكاتب، فإن هذه الأموال المظلمة، مع تدفقات التمويل بالكامل خارج عالم الأعمال الخيرية أو المعفاة من الضرائب، لا تواجه أي التزامات بالإفصاح.
وتابع: حينها سيكون المالكون، أو الأعضاء في حالة وجود شركة ذات مسؤولية محدودة، مسؤولين عن أي ضرائب تتدفق من صافي الأرباح. لكن كن مطمئنا، فإن هذه الشركات السوداء التي يغذيها المال تنفق كل سنت آخر كمصروفات تجارية، لذلك قد لا يكون هناك التزام ضريبي في النهاية.
وتساءل: هل المال الأسود جيد أم سيئ؟ الحقيقة هي أن الجواب كلاهما، اعتمادا على كيفية استخدام الأموال المظلمة.
وأضاف: قبل أن تشعر بعدم الارتياح تجاه كل هذه السرية التي تحيط بالأموال المظلمة، دعنا نعود إلى تأسيس الولايات المتحدة ونتذكر سبب أهمية الحركات المجهولة.
التمويل السري
وأردف: غذت الجهود الممولة سرا الثورة الأمريكية، كان تأسيس هذا البلد مدعوما بنسخة من الأموال السوداء تعود إلى القرن الـ 18، كانت كتيبات ومنشورات وأعمدة في الصحف مجهولة المصدر تم تمويلها ونشرها دون إسناد حشدت الوطنيين لحمل السلاح ضد ملك إنجلترا، يعد عدم الكشف عن هوية المتبرعين جزءا مهما من تراث الحرية الأمريكي، وفي 2021 أقرت المحكمة العليا، في قضية أمريكيين من أجل الرخاء ضد بونيتا، بأهمية المانحين المجهولين.
وتابع: عندما حاربت الرابطة الوطنية للنهوض بالملونين الفصل العنصري الصريح في المحكمة، كان التكتيك المفضل للولايات التي تقوم بالتمييز ضدهم هو محاولة معرفة من هم المانحون للرابطة.
وأردفت: وجدت المحكمة أن الأموال السوداء، حتى لو لم تسمها بهذا الاسم، بنفس الأهمية التي كانت عليها خلال الثورة الأمريكية، واعتبرت أنها محمية بموجب التعديل الأول الذي يحفظ الحق في إنفاقها.
وأوضح أن الأموال السوداء يتم توجيهها حاليا لقضايا تتبناها المنظمات اليسارية والتي تنتمي إلى يسار الوسط باعتبار أنها الأسبق في هذا المضمار، لكن يتم الآن بطرق ثورية تتحكم في الانتخابات الأمريكية.
وأشار إلى أنه في مارس 2022، أطلق ما يسمى بـ«مشروع 65» حملة جديدة ممولة بأموال سوداء لفصل المحامين الذين يعملون في قضايا تزوير الناخبين أو يمثلون الرئيس ترامب في التقاضي بعد الانتخابات الماضية.
ولفت إلى أنها توجه في تمويل المحامين الذين يتقدمون بأكثر من 100 شكوى ضد المحامين المحافظين، بهدف تقليص مجموعة المواهب من المحامين المستعدين للقتال من أجل ضمانات الانتخابات.
ونوه بأن انتخابات 2020 تميزت بتدفق أموال خاصة من مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربرغ، على مكاتب الانتخابات الحكومية، بما أحدث فارقا في النتائج، حيث حدد المتبرعون لتلك المكاتب الكيفية التي تدار بها الانتخابات.
وتابع: كان استخدام الأموال الخاصة، ومعظمها أموال غامضة، لتغذية سياسة مكتب الانتخابات هو السمة الأكثر ثورية وفعالية في انتخابات 2020.
وأشار إلى أنه لا يمكن إغفال الأموال السوداء في عملية التصويت بالبريد، حيث تدفقت على المباني بهدف جمع بطاقات الاقتراع من منازل الناخبين بعيدا عن أنظار مسئولي الانتخابات.
وخلص إلى أنه باستخدام الأموال السوداء تم ابتكار طرق جديدة وثورية للتأثير على الانتخابات.
