مقال طريف قرأته على موقع صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، عدد أمس الأول (27/3) كتبته الصحفية إميلى كوشرين وزميلها زولان يونجس، تعليقا على الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى جو بايدن فى العاصمة البولندية وارسو، والذى التقى من خلاله اللاجئين الأوكرانيين فيها. لقد أراد بايدن أن يؤكد أن الولايات المتحدة تقف بكل ثقلها إلى جانب حلفائها الأوروبيين، وأن يصور التدخل الروسى لأوكرانيا باعتباره جزءا من معركة عالمية بين الديمقرطية والأوتوقراطية (أى الحكم الفردى الديكتاتورى). ويقول الكاتبان إنه بالرغم من أن إدانة بايدن القوية للحرب، التى يشنها بوتين، أحدثت صداها لدى بعض القادة إلا أنه خرج فى خطابه عن النص المكتوب قائلا عبارة عفوية مرتجلة، جذبت انتباه خبراء السياسة الخارجية، وأعضاء الكونجرس، وكذلك أعضاء حلف الأطلنطى. ماذا كانت هذه العبارة ذات الكلمات التسع التى جذبت الانتباه ...؟ قال بايدن ما أترجمه هنا بالعامية المصرية: «بالله عليكم ..الراجل ده مش ممكن يستنى فى الحكم» ! غير أن اثنين من مسئولى البيت الأبيض قالا إن تلك العبارة لم تكن موجودة فى النص المكتوب للرئيس. ويقول الكاتبان إنه بالرغم من أن مسئولين كبارا فى الإدارة الأمريكية سعوا على الفور لتصحيح أو مراجعة تلك العبارة، إلا انها كانت قد ذاعت وأحدثت صداها المتواصل فى العالم، وتكشف مدى القوة التى يمكن أن تتضمنها عبارة عفوية من الرئيس الأمريكي، من تسع كلمات ،خاصة فى سياق أزمة مهمة فى السياسة الدولية. لذلك لم يكن من المستغرب أن يصرح الرئيس الفرنسى ماكرون على الفور فى برنامج تليفزيونى، عندما طلب منه التعليق على ذلك التصريح بـ «إننى لن أستعمل ذلك النوع من العبارات» وقال إن ما يأمله هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وسحب القوات الروسية من أوكرانيا من خلال الجهود الدبلوماسية. «وإذا أردنا أن نحقق ذلك، علينا ألا نصعد الموقف..سواء بالكلمات أو بالأفعال». إن مشكلة تلك العبارات العفوية المرتجلة لبايدن أنها أوحت بتغيير فى السياسة الأمريكية نحو السعى لتغيير النظم السياسية .ولذلك كان منطقيا أيضا أن سارع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بالقول «إن تغيير النظام فى روسيا هو فى يد الشعب الروسى فقط»!
* نقلا عن "الأهرام"