“من الواضح أن الجزائر ستراجع كل الاتفاقات مع إسبانيا، في كافة المجالات”، بهذه العبارات أعلن الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، شكيب قايد، عن عزم بلاده مراجعة كافة الاتفاقات التي تجمعها بإسبانيا، ردا على موقفها الأخير الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في إطار الحكم الذاتي.
واختار المسؤول الجزائري صحيفة إسبانية على هامش تواجده في العاصمة الإيطالية روما، لإبلاغ حكومة بيدرو سانشيز، عدم رضا الجزائر على دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، قائلا: “نحن مندهشون للغاية من هذا المنعطف غير المبرر، أتحدث عن دهشة وخيبة أمل كبيرة للسلطة الجزائرية”.
وبينما كانت الحكومة الإسبانية، أكدت أنها أخبرت الجزائر بمراجعة موقفها من النزاع حول الصحراء؛ نفى الدبلوماسي الجزائري شكيب قايد ذلك، وأشار إلى أن بلاده لم تُبلَّع بما وصفه بـ”الانحراف”.
وتجمع شركة “سوناطراك” للطاقة المملوكة للدولة الجزائرية بإسبانيا عقود طويلة الأجل تصل إلى عام 2030، مقابل توريد الغاز إلى الجارة الشمالية، غير أن بعض الخبراء يستبعدون إعادة النظر فيها بسهولة، علما أنها تتضمن مراجعات دورية للأسعار.
علاوة على ذلك، يشمل غضب حكام “المرادية” أيضا، انقطاع الرحلات الجوية بين الجزائر وإسبانيا، إذ لم يتضمن برنامج الرحلات الجوية الإضافية الذي أعلنت عنه وزارة النقل الجزائرية يوم أمس الثلاثاء أي رحلات نحو إسبانيا، إضافة إلى توفيف عمليات استقبال المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين المطرودين من إسبانيا.
وكانت الجزائر، قد استدعت سفيرها لدى مدريد سعيد موسى للتشاور، وذلك احتجاجا على ما اعتبرته “انقلابا مفاجئا” في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف الصحراء، بعد رسالة بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس في 14 مارس الجاري، التي قال فيها إن بلاده تعتبر “مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.
