عمليات بطولية في ذكرى يوم الأرض تؤكد ارتباط الفلسطيني بأرضه (تقرير)


يُحيي الفلسطينيون اليوم الأربعاء، الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض 30 مارس، الذي تعود حكايته إلى هبّة الفلسطينيين في سخنين ودير حنّا وعرابة بالداخل المحتل في وجه الاحتلال حين أراد سرقة الأرض، وامتدت الأحداث لاحقًا إلى مناطق الجليل، ما أسفر عن استشهاد ستة، وإصابة العشرات واعتقال أعداد كبيرة.

وشارك عشرات الآلاف في مهرجانات في مختلف أراضي فلسطين، كما في شاركوا في مرفأ الصيادين على شاطئ بحر مدينة غزة، اليوم في مهرجان جماهيري بعنوان: “وطن واحد وشعب واحد”، بدعوة من “الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل” ورفع المشاركون فيه أعلام فلسطين ولافتات معبرة، أكدت تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ومقدساته ومقاومته.

كما أحيت مخيمات وسط قطاع غزة منها بلدية مخيم النصيرات ذكرى يوم الأرض بحفل جماهيري حضره المئات من المواطنين، تخللته فقرات وعروض فنية رفع فيها المشاركون العلم الفلسطيني مجددين تمسكهم بالحقوق الفلسطينية في هذه الذكرى المتجددة. وأكد المنظمون لهذا المهرجان أن “ذكرى يوم الأرض تجدد تمسك الفلسطيني بأرضه في الصراع مع الاحتلال، وأن تواصل عمليات المقاومة شمالا وجنوبا يعد دليلا قويا على ذلك”.

وتحل ذكرى يوم الأرض هذه السنة وسط تصعيد الاحتلال على النقب، بهدم المنازل، وتدمير الأراضي الزراعية، وتخريب محاصيلها، ضمن محاولات فرض الهجرة القسرية على ما يزيد عن 150 ألفًا من سكان تلك المناطق.

الخلفية التاريخية ليوم الأرض

وتعود تفاصيل الحدث إلى قرار حكومة الاحتلال سنة 1976 بسلب 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، وقد رافق ذلك إعلان حظر التجوال في قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول.

وفي ساعة متأخرة من ليل 29 مارس من السنة ذاتها، اقتحم جنود الاحتلال بلدات سخنين وعرابة ودير حنا في الجليل، وأطلقوا الرصاص عشوائيًّا لإرهاب السكان ومحاولة منعهم من المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الشامل الذي دُعي له في اليوم التالي رفضًا لقرار السلب على حساب وجودهم.

لكنّ ذلك لم يُروّع الفلسطينيين الذين خرجوا فياليوم الموالي في مظاهرات واحتجاجات غاضبة ورافضة للقرار الهادف للتهويد والاستيطان على أراضيهم وعلى حساب وجودهم، قابلها الاحتلال بقسوة وقمع، واندلعت مواجهات عنيفة آنذاك ما أدى لاستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات.

ومنذ ذلك الحين يُنظّم الفلسطينيون تظاهرات عديدة دفاعا عن أراضيهم، لكنّ الاحتلال يُقابلها بالقمع الوحشي، الأمر الذي يتسبب باندلاع مواجهات عنيفة تُوقِع إصابات واعتقالات وفي بعض الأحيان شهداء.

يوم الأرض يتزامن مع العمليات البطولية

شهدت مناطق الداخل الفلسطيني المحتل، ثلاث عمليات فدائية خلال أسبوع واحد، أسفرت عن مقتل 11 مستوطنا وإصابة العشرات بجراح.

الرصاص، تلعلع بسلاح فدائيين من أراضي 48 في مدينة الخضيرة المحتلة وفي السبع المحتل، ليترجل الفرسان الثلاثة الشهداء أيمن وإبراهيم إغبارية من أم الفحم ومحمد أبو القيعان من السبع بعد أن قتلوا من الصهياينة وجرحوا وروعوا أمنهم.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه العمليات الفدائية ورأوا فيها “معاني الرجولة والشهامة التي تعيد كتابة الرواية الفلسطينية بالدم، وإعادة توجيه البوصلة نحو خيار المقاومة في وجه قمم التطبيع وتكريس الاستيطان”.

النقطة الصفر عنوان جديد للمرحلة

كان القتال من نقطة الصفر، عنوانا اقتصرت عليه مناطق غزة لكنها لم تعد مقتصرة على منطقة بعدما امتدت لتشمل جميع بقاع فلسطين التاريخية.

ورغم الحالة الفريدة التي تميز بها قطاع غزة بقتال جنود الاحتلال خلال الحروب الأخيرة وإيقاع أكبر عدد من القتلى منهم، إلا أنّ تلك الآلية امتدت لتشمل مدن الضفة المختلفة بمواجهة قوات الاحتلال من مسافة الصفر في أكثر من عملية بطولية، والآن تمتد لتشمل مدن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ويتأكد ذلك بعد تنفيذ هذه العمليات الثلاث خلال أسبوع واحد فقط.

ويرى محللون سياسيون مختصون بالشأن الفلسطيني أنّ “الاشتباك من نقطة صفر بات عنوان المرحلة بين المقاومة والعدو في مختلف ساحات المواجهة، وباتت غزة النموذج لهذه العمليات أمام الكاميرات والشاشات، وهو ما يمثل حالة ردع للاحتلال ومستوطنيه”.

وقد أدرك الفلسطينيون أن التعامل مع العدو بهذه الطريقة، وإطلاق النار من مسافة قريبة، هو الحل الأمثل الذي يردع الاحتلال، ويقرب الفلسطينيين من تحرير أرضهم بعد فشل كل الحلول السياسية، والمفاوضات…

مواقف للقادة الفلسطينيين

نوهت القيات الفلسطينية بالعمليات البطولة بالتزامن مع يوم الأرض، وقالت حركة “حماس” إن ذكرى يوم الأرض ستظل محطة بارزة يستلهم منها الشعب الفلسطيني معاني الوحدة الوطنية في الصمود والثبات والمقاومة.

وأضافت حماس، في بيان لها نشرته بمناسبة الذكرى السَّادسة والأربعين ليوم الأرض، أن “شعبنا يستحضر، ثلة من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا دفاعًا عن أرضهم، في الجليل والمثلث والنقب المحتلة، في مثل هذا اليوم من عام 1976م”، مؤكدة أن “دماءهم الطاهرة شكلت ثورة عارمة، تنبض بروح المقاومة الشاملة، التي لا تخبو ولا تسقط رايتها”.

وشددت على “التمسك بأرض فلسطين التاريخية، والحق المشروع في الدّفاع عن الأرض والمقدسات، وردّ العدوان وحماية الشعب الفلسطيني، وبخيار المقاومة الشاملة خيارًا استراتيجيًّا لردع الاحتلال وانتزاع الحقوق الوطنية كاملة”.

وقال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، هشام أبو محفوظ، إن العمليات  في بئر السبع والخضيرة ومدينة “تل أبيب” المحتلة، تمثل خيار الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والتصدي لسياساته العدوانية.

وشدد على أن “الذكرى هذه السنة تأتي في ظل تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ومستوطنيه في مدينة القدس والداخل المحتل”، وهو ما رآه عنوانا على “تمسك الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده بأرضه كاملة، وبحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة إلى فلسطين”.

قمة النقب رواية أخرى للخيانة الرسمية العربية

وفي مفارقة عجيبة في مقابل ما يقوم به الشعب الفلسطيني لحماية أرضه والدفاع عن حقوقه، اجتمع  وزراء خارجية الاحتلال والولايات المتحدة والإمارات والمغرب والبحرين في “قمة النقب”، على مدار يومين في صحراء النقب (جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة) وتبادلوا العناق بلا خجل.

ويرى متابعون أن هذه القمة التي تأتي بعد تمدد مسلسل التطبيع، والمنعقدة في النقب الذي يتعرض لأكبر حملة استيطانية شرسة تمثل أحدثها في تصديق حكومة الاحتلال يوم انعقاد القمة على إقامة 5 مستوطنات جديدة، “تعد شاهدا على مشاركة هذه الدول في اغتيال الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته”.

وذهب محللون إلى أن عمليات الخضيرة والسبع وتل أبيب، “تمثل تأكيداً على أن قمة النقب لن تفلح في توفير الأمن للاحتلال، وأن الدور الأمريكي في توفير الرعاية للإرهاب الصهيوني لن يرهب الشعب الفلسطيني أو يدفعه للتخلي عن حماية أبنائه ومقدساته، كما أن سياسات التطبيع لن تنجح في صرف أنظار الشعوب عن القضية العادلة للشعب الفلسطيني”.

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام، وكالات

 

تاريخ الخبر: 2022-03-30 21:20:11
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية