- سعيدة مليح
إثر التطور الإيجابي في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، ما بعد أزمة دبلوماسية امتدت ما يُناهز سنة، باشر ممثلي المفوضية الأوروبية في الرباط، التابعة للاتحاد الأوروبي، جُملة من الاتصالات المكثفة مع السلطات المغربية بغرض مناقشة قرار إعادة الفتح الكامل للحدود بين البلدين في أسرع وقت ممكن، بما فيها كل من الروابط البحرية والجوية، كذا الحدود البرية بكل من معبري سبتة ومليلية المُحتلتين.
وتأتي هذه الاتصالات آخرها المباحثات الهاتفية يوم أمس الخميس بين الملك محمد السادس وبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الاسبانية تحضيرا لأول زيارة رسمية لوفد رفيع يقوده سانشيز إلى المغرب للتوقيع على الصفحة الأخيرة لأزمة هي الأسوء منذ خلاف جزيرة ليلة مع مطلع الألفية الثالثة.
ملفات عاجلة يحملها سانشيز
وتهدف الزيارة إلى مناقشة عدد من الملفات الهامة، على رأسها إعادة جميع الروابط والعلاقات مع المغرب في أقرب وقت، خاصة مع تزايد التأثيرات السلبية التي تعاني منها مدن الجنوب الإسباني، ووضع مدينتي سبتة ومليلية، حيث يرتبط انتعاشهم الاقتصادي بدرجة أولى على استمرار حركة التنقل بين البلدين، فضلا عن ملف الهجرة والتعاون الاستخباراتي والأمني بين البلدين، واتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، أكد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الاسبانية، يوم الأربعاء 30 مارس الجاري، في كلمة أمام مجلس النواب الاسباني، على أن علاقات بلاده مع المغرب تشكل “شأنا للدولة يتطلب سياسة دولة” واصفا المغرب بـ”الجار والشريك الاستراتيجي”؛ ومؤكدا على أن حكومة بلاده “مصممة بشكل راسخ على تدشين مرحلة جديدة في العلاقات القائمة بين البلدين، بخارطة طريق واضحة وطموحة”.
إلى ذلك، يتوقع عدد من الخبراء والباحثين في مجال العلاقات الدولية، إعادة وضع العلاقات المغربية الاسبانية إلى مسارها الصحيح، وسينتج عن هذا الوضع المُستجد إعادة فتح الحدود بين البلدين، ورفع القيود عن التنقل بينهما، بالإضافة إلى أن عدد من الملفات الهامة التي ظلت على طاولة الانتظار ستعرف انفراجا على مستوى الأسابيع القليلة القادمة، الشيء الذي سيكون له انعكاس إيجابي للطرفين.
