ليدا وابنتها المفقودة

جائزة أفضل ممثلة وحصل الفيلم على جائزة أفضل سيناريو مقتبس 

تؤدي الممثلة أوليفيا كولمان دور البروفيسور ليدا، وهو اسم موفق لدور الممثلة الانجليزية اذ انه سميت باسم الاسطورة اليونانية المرأة التي احبها زيوس وكانت ابنة حاكم ايتوايا وزوجة تيندارياس حاكم اسبرطةوقد زاع اسمها عن طريق لوحة ليدا والبجعة وهي ام هيلين طروادة وقد اغوي زيوس بها حين تجسد في شكل بجعة لكي يسقط كبجعة بين احضانها في محاولة للنجاة من براثن صقر محلق. 
ليدا في فيلم الابنة المفقودة لا تقل انوثة ورغبة جامحة في الحياة فهي امرأة وحيدة على مشارف الخمسين، تقرر قضاء اجازة علي جزيرة يونانية راغبة في الاستجمام، تمني نفسها بوقت يسوده الهدوء، بعيدًا عن صخب الحياة وضوضائها. افترشت ليدا رمال الشاطئ، الذي سرعان ما أصبح يعج بالزوار الذين أثاروا على الفور ضجيجا وصخبا لم تتحمله. تجول غضبها الي فضول في  تفحص سيدة شابة (داكوتا جونسون)، وابنتها الصغيرة.، جرى التعارف بين أفراد المجموعة وليدا، التي بدت مستعدّةً لإخبار الجميع بأنّ لديها أيضًا ابنتين راشدتين، وستكرر اسميهما وعمريهما لكل من يبادرها في الحديث، مثلما كررته لصاحب الفندق اللعوب (إدّ هاريس)، وانتهاء بتلك الأم التي تشع انوثة، وقريبتها التي لا تزال حامل (داغمارا دومينتشيك). سيغدو واضحًا ومفهوما من حديثها أنّ حياتها لم تكن سلسة في كل شيء، وذلك يتضح من خلال نبرات صوتها، وتعمدها من وقت لآخر التوقف عن سرد قصتها، إذ ستخبر هذه المرأة بنبرةٍ تكاد تكون شامتةً، ولكنّها ممزوجة بالمرارة، زميلاتها "الأمهات الأصغر" عن أعباء لا تطاق ستحملها الأمومة القادمة إليهن.
هنا تبدأ ذكريات الماضي تكمل القّة عبر لقطات فلاش باك، تظهر فيها ليدا الشابّة (باكلي) مشغولةً مع فتياتٍ صغيراتٍ، ومع بناتها، وهي تحاول عبثًا الجمع بين واجبات الأمومة من جهة، وبين مسيرتها الأكاديمية كمترجمةٍ وناقدة أدبية، ورغباتها الشخصية، التي تدفعها إلى الهروب من روتين الأعمال المنزلية.
انها قصة عقاب ام لنفسها مأخوئة عن رواية البنة المفقودة للكاتبة الايطالية ايلينا فيرانتي 
فان مأساة ليدا تتلخص في الصراع بين الرجل والمرأة التي تصبح الملامة المسئولة عن تفكك الاسرة اذا ماقررت الرحيل بعكس الرجل ال1ي يفعلها كل حين والاخر في جميع بلاد العالم ومختلف الثقافات والاعراق، الأمور تكون أحيانًا صعبة على الأم إلى درجة الاصابة بالامراض النفسية والانهيار العصبي المتكرر. انطلاقًا من الإدراك بأنّ ترك الرجل للأسرة أمرٌ جديرٌ بالإدانة، ولكنّه مقبول نوعًا ما، هو للأسف حقيقة سائدة في مجتمعٍ يصدر بحقّ المرأة التي تترك منزلها وأولادها حكمًا قطعيًا غير قابلٍ للطعن، أو النقاش وكذلك كان الأمر بالنسبة لمحاولاتها الصمود بكلّ ما أوتيت من قوة، من خلال الدخول في علاقات عابرة، ومن خلال الشكوى أمام الغرباء، أثناء الدقائق والساعات والأيام التي تكسر وحدتها.
وجدت ليدا نفسها أمام أشدالجلادين صرامة وقسوة، ألا وهي روحها ذاتها، حتى وإن كان العقاب سيطالها في النهاية بحسب قصة الفيلم، تمامًا كما في الأساطير اليونانية القديمة. الفيلم لا يعفي ليدا من الذنب، فتترك للمشاهد الحكم على ماضيها وحاضرها، ولكنّا في الوقت نفسه تحظى بفرصة جديدة على ما يبدو.  ليدا تصحو في الصباح التالي، وتتصل بابنتها بلانكا، التي كانت برفقة أختها مارثا. سعدت الفتاتان بسماع صوت أمهما التي اختفت فجأة منذ بضعة أيام. بعد انتهاء المكالمة، نظرت ليدا إلى يدها فوجدت أنّها تمسك برتقالة سارعت تنزع قشرتها كاملة لتشكل منها ما يشبه الثعبان، بالطريقة نفسها التي كانت تبهج بناتها عندما كن صغيرات. 
 

تاريخ الخبر: 2022-04-02 18:21:10
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية