هل كانت مقولات وروايات أحمد خالد توفيق الرائجة مسروقة من كتاب أجانب؟

كان الدكتور أحمد خالد توفيق يعرف تماما أن القراءة هي التي تجعلك تتقدم للأمام، وأن الوعي ينمو بمقدار كل كتاب تقرأه، وفي مقالاته التي كتبها كان خالد توفيق وضح كيف كان يقرأ، ومن هم الذي أوصى بالقراءة لهم عبر التجربة.

 

التقمص

في مقال نشره خالد توفيق في كتابه "اللغز وراء السطور" تحت عنوان "التقمص" يشرح خالد توفيق أن الكاتب لا بد أن يكون نصابا، ونصابا هنا تعني أنه يستطيع محاكاة الكتابة عن عوالم أخرى لا تمت له، يقول:" النصب موهبة أخرى من مواهب الأديب، فعليه أن يخلق جوا زائفا محكم التفاصيل يقنع القارئ، بالنسبة لنوعية أدب البوب الذي أكتبه للشباب، حيث يكن أن تدور الاحداث في أي مكان في العالم كان علي أن أتعلم النصب في أقوى صورة له، بعض القراء لم يصدق أنني لأم أذهب لرومانيا قط، كما أنني كتبت الكثير جدا عن لندن قبل أن ارى انجلترا، الفكرة هنا هي أن يمتلئ رأسك بأعمال أدبية من ذلك البلد، تستعين بخارطة جيدة أو بعض مذكرات من ذهبوا هناك، تستعين برواية فيها قدر لا بأس به من أسماء الناس، تخلق الجو بعدة لمسات". 

من واقع ما كتب خالد توفيق فإنه كان يدرك تماما تناسبية الاجواء التي كان يكتب عنها وبعضها، فحين يكتب عن أن رفعت اسماعيل خاض مغامرة في دولة أوروبية فإنه يستحضر قدرته ليجعل القارئ يدرك أن رفعت اسماعيل يعيش في أوروبا، ليس باستخدامه لأسماء الشوارع والكاتدرائيات والمحال الشهيرة بقدر استخدامه للغة تشكلت من رؤيته لهذه الدولة، وهو ما نجح فيه خالد توفيق، خاصة وأنه كان يخاطب صبية من سن الرابعة عشرة، وبالتالي ينجح في نقل رؤيته لادمغتهم، هم لا ينظرون لأسلوب أدبي بقدر النظر للمغامرة التي يقرأونها، واقتبس خالد توفيق هذه الطرق كما ذكر من قراءاته التي كونها عن الشعب الذي يكتب عنه.

"تواصلت معه بأسلوب أهل التبت"

وذكر خالد توفيق أنه كان يكتب لصديق له خطابات يقلد فيها أساليب أناس آخرين لم يزرهم ولم يرهم، ولكن الأمر يتحقق بالطبع حين يكون المرسل إليه يعي تماما خواص هذا العالم الذي يكتب فيه خالد توفيق، يقول:" كتبت ذات مرة على سبيل المزاح خطابا لصديق من اصدقائي أدعوه للذهاب للمقهى مساء، واخترت أن اقلد أسلوب الكلام في التبت، هل أنا قد زرت التبت؟، بالطبع لا، لكن بوسعي أن أخلق جوا زائفا لا بأس به، كتبت لصديقي:" يمكننا أن نركب حيوان الياك لنقصد الهضبة خلف الدير، وهناك نجالس رهبان الماهيانا ونشرب الشاي بالزبد وربما لبن الماعز المختمر، سوف تحمينا أرواح الأجداد من هجمة الياتي ومن الشيانج تشي، يمكنني أن أجلب كاهنا من كهنة الشامان أو التاو، لينثر الأرز المسلوق في طريقنا فيحمينا، عندما تنتهي الأمسية سوف نشرب التشانج حتى تنتهي العاصفة، ما رأي أها المقدس أربع مرات؟، استعملت خبرة التبت هذه مرارا في قصصي.

الطريقة المكسيكية

ويورد خالد توفيق قصة أخرى له مع صديق فيقول:" صديق آخر اخترت أن أكلمه بطريقة المكسيكيين:" بحق القديسة ماريا هذه حياة قاسية يا زميلي، هذه حياة قاسية جافة كشفتي غانية في السبعين، لم لا نعبر نهر الريو ونقصد حانة بابلو لنأكل التاكو والتورتيا ونشرب التاكيلا؟، لو قابلت خافيير بابلو الوغد هناك فسوفأقطع اذنيه لأنه مدين لي بخمسين بيز في القمار، سوف نشرب ونغازل تابيوكا الحسناء مرارا".

الأدب الروسي

ويستكمل خالد توفيق عن الأدب الروسي:" أما عن الأدب الروسي قبل الثورة، فموضوع ذو شجون، لأنني قرأت الكثير جدا منه مع صديق عزيز، بالذات الترجمات ذات الطابع الخاص لـ"داري مير رادوجا"، التي قام باغلبها سماي الدروبي، والدكتور أبو بكر يوسف، هكذا كنا نتبادل الخطابات:" يا صاحب السعادة بما لا يقاس، فليخطفني الشيطان لو قصدت أن أهمل خطاباتك".

وبالرغم من قول خالد توفيق: "أنا لا اعرف كيف يتكلم الروس فعلا بلغتهم، وهل هذا الطابع الخاص بالكلام أصيل في اللغة الروسية أم هي طريقة الترجمة، لكني بالفعل أملك يقينا أن هذه طريقة كلامهم".

الأسلوب الفرنسي

يقول خالد توفيق: "يمكننا كذلك أن نلفق جوا فرنسيا زائفا:" إن حكومة الديركتوار غير راضية عن المواطن لافوازييه، يقال إن لديه ميولا ملكية واضحة، وهو يرفض تعليق الشارة المثلثة ويعادي الجمهورية، فيف لا فرانس أيها المواطن".

الهنود الحمر

يواصل: "بالطبع ليس أسهل من تلفيق جو الهنود الحمر:" سوف نبتاع بنادق من الوجوه الشاحبة ونمنحهم الجياد اولتبغ، سنقعد باواو الليلة مع الزعيم الدب الغاضب، ابتعدوا عن الجنود الزرق فهم يتكلمون بلسان ملتو".

موهبة التقمص

وينهي خالد توفيق مقاله بقوله: "اعترف أن خلق جو ريفي أو صعيدي مقنع يتعبني جدا لأنني غير ذي جذور ريفية، الجو البدوي الصحراوي الساحر "جو الطوارق والتبر" في قصص إبراهيم الكوني مثلا يستحيل أن تقدمه ما لم تكن هذه بيئتك أصلا، هناك جزء شرقاوي في أدب يوسف إدريس، يستحيل تقليده وكذلك الجو السوداني الخاص في عوالم الطيب صالح، التقمص موهبة مهمة جدا عند الاديب وأكثر أهمية عند كاتب المسرح والسيناريو وأهميها لا توصف عند الممثل".

تاريخ الخبر: 2022-04-03 06:20:47
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:10
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية