مونديال 86 يشهد ظهور أول حكم سعودي


- المكسيك تتحدى الزلزال وتستضيف النسخة 13 من المونديال

- يد مارادونا تضع بصمتها الخالدة.. والأسطورة يراوغ 15 مليون دولار


- منتخب المغرب يخترق حاجز الصوت


تعد كأس العالم، قصة شغف بلا نهاية، حيث بدأت فصولها عام 1930، وتتجدد حكاياتها كل 4 سنوات، ويبقى حلم كل لاعب ومنتخب أن يكتب سطراً في أحداثها المثيرة داخل الملعب وخارجه، وتتشابك جذورها مع قضايا مجتمعية ونزاعات سياسية، ولم تبح الكأس بكل أسرارها بعد. نتناول اليوم وعبر «الميدان الرياضي» حكاوي من كأس العالم 1986 بالمكسيك.

كأس عالم 1986

أقيم مونديال المكسيك ما بين 31 مايو إلى 29 يونيو، في حين امتد رمضان ما بين 10 مايو إلى 8 يونيو، أي أن ما يقارب 11 يوماً مونديالياً تصادفت مع رمضان.

المكسيك تستفيد من أزمة كولومبيابطولة كأس العالم لكرة القدم 1986م حملت الرقم 13 في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم، وقد جرت على الأراضي المكسيكية في الفترة من 31 مايو وحتى 29 يونيو، وكان «فيفا» قد اختار كولومبيا في العام 1976م لاستضافة المونديال، لكن السلطات هناك أعلنت في نوفمبر عام 1982م اعتذارها عن استضافة التظاهرة الرياضية الأكبر في العالم بسبب المخاوف الاقتصادية، ليتم اختيار المكسيك بدلاً عنها يوم 20 مايو 1983م، بعدما حُظي ملفها باستحسانٍ كبير، وتفوق على ملفي مُنافسيها من كندا والولايات المتحدة، وبذلك أصبحت المكسيك أول دولة تستضيف بطولتين من كأس العالم بعد بطولة عام 1970م.

بطولة الشؤم! هل كانت البطولة رقم 13 شؤما على المكسيك؟.. ربما، ففي سبتمبر 1985 تعرضت البلاد لزلزال مدمر، راح ضحيته أكثر من عشرة آلاف شخص، ونحو ثلث منشآت ومبانى العاصمة مكسيكو سيتى، ما هدد إقامة البطولة في موعدها وخرجت الأصوات تطالب بنقلها من المكسيك إلى أوروبا، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» شكل لجنة برئاسة رئيسه جو هافيلانج لتفقد آثار الزلزال، وكان من المدهش جدا أن الملاعب الـ 12 لم تتأثر إحداها على الإطلاق، بما فيها استاد الأزتيك في مكسيكو سيتي ذاتها.

افتتاح حربي

ودارت عجلة كأس العالم بالقارات الخمس، الكل يستعد، والمكسيك تبني، وتزيل آثار غضب الطبيعة، وشعبها يداوي أحزانه بفرحة استضافة البطولة الثالثة عشرة، وفي يوم 31 مايو 1986 شهد استاد الأزتيك افتتاحا حربيا، حيث التف الملعب بسوار عسكري، مكونا من عشرات الدبابات، والمصفحات والآلاف من الجنود المدججين بالسلاح، ومعهم 112 ألف مشاهد، يتقدمهم الرئيس المكسيكى ميخيل دى لامدريد وضيوفه من كبار الشخصيات العالمية، وكانت مباراة الافتتاح بين فريقي إيطاليا - بطل العالم ـ وبلغاريا، وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1، وكان مستواه مخيباً للآمال، وعلق أنزو بيرزوت مدير الفريق الإيطالي على المباراة بقوله: «إنني على ثقة من جودة أداء فريقي، وكنت أنتظر الهدف الثاني لأننا كنا الأفضل، لكن زميلي فوتسوف عرف كيف يكسب التعادل».

سنة السلام

أعلنت الأمم المتحدة أن 1986م هي السنة الدولية للسلام، حيث تم وضع لوحات الإعلانات، التي تحمل عبارات داعية للسلام والمحبة بين الشعوب في جميع الملاعب، التي استضافت مباريات البطولة، إلى جانب عرض شعارات الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم جنباً إلى جنب تأكيداً للدور، الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الرياضية في نشر ثقافة السلام.

الثلاثي لأول مرةشهدت بطولة كأس العالم، التي جرت على الأراضي المكسيكية في العام 1986م تأهل ثلاثة منتخبات لأول مرة في تاريخها إلى النهائيات العالمية، وهي كندا، العراق، والدانمارك، حيث ترقى الأول على أكتاف هندوراس بعد التغلب عليه في المباراة الإقصائية النهائية بهدفين مقابل هدف في سانت جونز نيوفاوندلاند، أما المنتخب العراقي فقد لعب جميع مبارياته على أرض محايدة بسبب الحرب بين بلاده وإيران في ذلك الوقت، وبرغم ذلك حقق حلم التأهل، بينما مرّ المنتخب الكوري الجنوبي للمرة الأولى منذ عام 1954، وباراغواي للمرة الأولى منذ عام 1958، والبرتغال للمرة الأولى منذ عام 1966. وكانت البطولة قد مثلت الظهور الأخير لمنتخبات: العراق، المجر، كندا، إيرلندا الشمالية إلى كأس العالم.

أول ظهور للتحكيم السعوديمثّلت بطولة كأس العالم بالمكسيك 1986م الظهور الأول للتحكيم السعودي في النهائيات العالمية، ممثلاً في الحكم فلاج حزام الشنار، بمساعدة حكمين من روسيا ورومانيا، حيث بدأ ظهوره بإدارة مباراة كوريا وبلغاريا 1/1 بالدور الأول، وأشهر يومها البطاقة الصفراء ثلاث مرات، وشارك الشنار كحكم مساعد في ثلاث مباريات بذات البطولة بين الاتحاد السوفييتي وكندا 2/0، وأسكوتلندا والدانمارك 1/0، واختتم بمواجهة إنجلترا وباراغواي، الذي حسمه الإنجليز بثلاثية دون رد.

وأدار الشنار المولود في العاشر من أكتوبر 1947م مباريات بكأس الخليج للمنتخبات عام 1984م، وشارك في عدد من البطولات المحلية والآسيوية والعالمية.

مارادونا يثأر لخسارة بلاده حرب الفوكلاندسجّل مارادونا في مرمى إنجلترا هدفين تاريخيين في كأس العالم 1986، فالأول كان بيده، بينما كان الثاني أجمل هدف في تاريخ كأس العالم حسب وجهة نظر الكثيرين، وبذلك ثأر مارادونا لبلاده، التي خسرت حرب الفوكلاند أمام إنجلترا قبل البطولة بسنوات.

ولم يندم مارادونا على هذا الهدف الذي أحرزه بيده، إذ صرّح لاحقاً أن «مَن يسرق لصاً، يحصل على 100 عفو».

لينيكر.. الهدّاف الخارقتوج المهاجم الإنجليزي، غاري لينيكر نفسه هدافاً لكأس العالم 1986م بـ«6 أهداف»، وأكد قيمته كهداف مكير وخطير بين كل العمالقة، الذين شاركوا في تلك النهائيات.

بدأ لينيكر حياته الرياضية مع نادي ليستر سيتي عام 1978 وكان أبوه بقالاً في المدينة، ولم يلفت الأنظار كونه قصير القامة (1.70م) لكنه فرض نفسه هدافاً خطيراً بعدما توج هدافاً لفريقه 4 مواسم متتالية. وسجل 95 هدفاً في 200 مباراة خاضها، وكانت الأولى في 1 يناير 1979 ضد أولدهام في دوري الدرجة الثانية واستدعي إلى المنتخب الإنجليزي في عهد بوبي روبسون للمرة الأولى في 26 مايو 1984 ولعب في ربع الساعة الأخير ضد منتخب أسكتلندا احتياطيا على ملعب هامبدن بارك في غلاسكو. ولم يستطع ناديه الوقوف في وجه العروض، التي انهالت عليه فاضطر للاستغناء عنه إلى نادي أيفرتون، الذي دفع 800 ألف جنيه أسترليني للتعاقد معه عام 1985. تأقلم لينيكر مع فريقه الجديد بسرعة فائقة وسجل 39 هدفاً توجته هدافا للدوري الإنجليزي لموسم 85-86، واختير أفضل لاعب في الموسم.

ونجح لينيكر في دخول التاريخ من بابه العريض بعدما أصبح أول إنجليزي يفوز بلقب هداف كأس العالم عام 1986 في المكسيك متقدما على أفضل اللاعبين العالميين نحو الأرجنتيني دييغو مارادونا، والبرازيلي كاريكا والإسباني أميليو بوتراغوينيو.

لاعب واحد يسجل كل أهداف إيطاليا في المونديالسجّل لاعب واحد كلّ أهداف إيطاليا في كأس العالم 1986، وهو أليساندرو ألتوبيليي، إذ هزّ شباك كوريا الجنوبية مرّتين، وسجّل هدفين على بلغاريا والأرجنتين.

مارادونا يتعرض لمحاولة اغتيال لهذا السبب! بعد مباراة الأرجنتين وإنجلترا بأكثر من 22 عاماً، وتحديداً في عام 2008، تعرّض مارادونا لمحاولة اغتيال من رجل إنجليزي اسمه إيان ويلوورث، وعندما قبضت الشرطة عليه اعترف ويلوورث أنه أراد الثأر من هدف مارادونا على إنجلترا في كأس العالم 1986، لأنه راهن بأمواله آنذاك على فوز بلاده باللقب، لكن مارادونا حطّم آماله وتسبب بإفلاسه.

مارادونا يراوغ 15 مليون دولاريظل هدف الأسطورة الأرجنتيني مارادونا في مرمى المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم، التي جرت في المكسيك عام 1986م الحدث الأكبر للبطولة الأكبر على الصعيد العالمي، عندما راوغ ومر وصعد فوق الجميع ليسجل هدفاً بيده في مرمى الإنجليز، وهو الهدف الذي احتسبه الحكم التونسي الراحل علي بن ناصر، ويبقى فقط من المشهد التاريخي التصريح الأشهر لمارادونا على الإطلاق حين قال: «إنها يد الله التي سجلت الهدف».

وكان مارادونا قد أضاف الهدف الثاني في المباراة نفسها، حينما شق طريقه بقوة ولم يتوقف إلا تصويبته في شباك الحارس الأسطوري بيتر شمايكل بعدما مر وراوغ جميع لاعبي إنجلترا، وقيل أيامها إن مارادونا راوغ 15 مليون دولار وهو مجموع أسعار اللاعبين، الذين مر منهم وسجل مارادونا.

وقد استحقت الأرجنتين أن تفوز بكأس العالم 1986، لأنها أحسن الفرق بالتأكيد، واستحق نجمها مارادونا جائزة أحسن لاعب، فهو الذي أخرج الإنجليز من المكسيك، ثم هزم بلجيكا 2/صفر في الدور قبل النهائي، إذ سجل الهدفين، ثم قاد مارادونا منتخب بلاده إلى البطولة الثانية في تاريخ المونديال، بعدما فازت الأرجنتين على ألمانيا الغربية 3/ 1 في المباراة النهائية.

وبعد 29 عاماً من الحادثة زار مارادونا الحكم التونسي، أثناء تواجده بتونس؛ لتصوير إعلان لإحدى الشركات، وسلّم مارادونا بن ناصر قميصاً للمنتخب الأرجنتيني حمل توقيعه وعبارة «صديقي الخالد» بينما قدم له الحكم السابق صورة لمصافحة بين قائدي المنتخبين قبل المباراة.

فرنسا تستحقإذا كان هناك فريق واحد يستحق أن ينافس الأرجنتين على اللقب، فهو منتخب فرنسا، الذي قطع مشواراً طويلاً وصعباً، وظهر بمستوى ثابت في كل مبارياته، ولعب بمزيج من الفن والقوة واللياقة، لكنه خسر أمام ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي صفر/2 لتضيع أحلام بلاتيني وتيجانا وجنجيني، وتقنع فرنسا بالمركز الثالث بعد فوزها على بلجيكا 4/ 2 في الوقت الإضافي.

منتخب المغرب يخترق حاجز الصوت كان منتخب المغرب هو مفاجأة المجموعة السادسة، فقد تعادل مع بولندا، ثالثة كأس العالم بإسبانيا وإنجلترا، ثالث نسخة المونديال 1966م بنتيجة واحدة، هي التعادل بدون أهداف، ومن ثم فجر مفاجأةً كبرى بالتغلب على نظيره البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليرتقي للدور الثاني متقدماً سباق المجموعة، وطفقت أسماء نجومه عزيز بودربالة وخيرى، وتيمومي والزاكي، والبياز، الآفاق وأصبحت على كل لسان في أي مكان.. وقالت إحدى الصحف الإيطالية آنذاك: «إنه أول فريق عربي يخترق حاجز الصوت»، وتقصد حاجز الدور الثاني في كأس العالم.
تاريخ الخبر: 2022-04-04 03:25:34
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 44%
الأهمية: 46%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية