غلاء وجفاف وحرب في أوكرانيا..أزمات على موائد المغاربة في رمضان!


في أول أيام رمضان 2022، أسواق ممتلئة بكل أصناف السلع ومحلات العطارة والفطائر “المسمن والبغرير” حتى منهم من يجد خلال ذات المناسبة طوق نجاة للهروب من شبح البطالة، فيكون اللجوء إلى عربة عليها حلويات الشبكاية أو التمور.. محلات بمعروضات متنوعة وفي صفوف متراصة يخاف أصحابها أن تبور، والزبائن كثير منهم زاهدون في شرائها، فالأزمة وحدت المصائر، والقدرة الشرائية تقاوم معدلات الاستهلاك المرتفعة خلال شهر رمضان.

 

يأتي هذا في سياق تأكيد حكومي على المراقبة  “الحازمة” لاستقرار الأسعار، يسود تخوف في أوساط عدد من جمعيات حماية المستهلك من أن يساهم ارتفاع الطلب على بعض المواد الأساسية واحتكار السلع من قبل المضاربين، في “التهاب” الأسعار خلال رمضان.

 

ضرورة وقف نزيف الإستهلاك

 

ومع الأزمات التي ضربت البلاد هاد العام من جفاف وارتفاع للأسعار، تدعو أصوات من المجتمع المدني إلى ترشيد الإستهلاك الذي يتزامن وارتفاع الكثير من المواد الأساسية، وتعتبره هو الوسيلة الأنجع لمواجهة الغلاء”.

 

ودعا بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك في حديثه لـ”الأيام 24″، إلى ضرورة تجنب التهافت على المواد الغذائية في الأسواق، والعمل على تحقيق التوازن بين القدرة الشرائية وضبط الاستهلاك من خلال الإحجام عن شراء المواد غير الضرورية، والاكتفاء باقتناء ما هو أساسي وبكميات معقولة، تجنبا لرمي الأطنان من الأطعمة في القمامة.

 

الإفراط في الاستهلاك وتزايد الطلب على بعض المواد خلال رمضان، نتيجة حتيمة لارتفاع أثمانها في السوق، ما يفسح المجال أمام التلاعب والمضاربات في الأسعار، يضيف المتحدث، مشددا على ضرورة تدخل الفاعل الحكومي في الحفاظ على استقرار الأسعار ودعم القدرة الشرائية للمواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود، والذين عانوا من تبعات الارتفاع القياسي للأسعار خلال الأشهر الأخيرة.

ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، يدفع بحسب رئيس الجامعة الوطنية للمستهلك، في اتجاه تغيير الأولويات كأن يتخلى عن الخدمات الترفيهية ويكتفي بالأساسيات.

 

طقس استهلاكي

 

وعن ما إذا كان ارتفاع معدلات الإستهلاك في الشهر الفضيل، مرتبط ب”جوع قديم أو بذاكرة جماعية عن مغرب الحاجة أو بوعي اجتماعي ضعيف ومتذبذب عن الأمن الغذائي”، يقول سعيد بنيس، أستاذ العلوم الإجتماعية لـ”الأيام 24″ أن الأمر يتعلق الأمر بصيغ طقوسية ثقافية وغذائية ترتبط بشهر رمضان يشكل فيها سلوك “التفاخر التسوقي ” تعويضا عن الانقطاع الزمني عن أماكن التسوق لمدة نصف النهار أو أكثر فيصبح معها التواجد في أماكن الاستهلاك لا سيما في آخر النهار ذريعة أو دافعا للتزود والتبضع .

 

وضع ينتقل بحسب سعيد بنيس، من فعل وسلوك التسوق إلى شكل “هجوم” أو “تسونامي” أو “سطو” أو “غزوة” على المنتوجات المعروضة فيتملك الفرد شعور جارف بشراء وتجريب جميع البضائع التي لم يكن خلال السنة يتعاطى لها أو يفكر في استهلاكها محاكاة لجميع الزبناء و الأشخاص المتواجدين في نفس الفضاء التسويقي.

 

وأرجع المتحدث السبب الرئيسي في الاستهلاك بوثيرة زائدة إبان شهر رمضان هو هيمنة البنية على الفردية، معتبرا أن “الفرد الواحد لا يمتلك القدرة على الدفاع عن اختياره وعن رغبته في استهلاك عادي كاستمرارية لنوعية الاستهلاك طيلة السنة وعدم الرضوخ لسلطة الجماعة التي تبتدأ من عائلته الصغيرة والتي تميل إلى الاستهلاك المفرط بالمفهوم المغربي “التْهَلْيَة” و”التّبْرَاعْ” و”التّفْيَاكْ”” .

وبخصوص الدائم لبعض الأطبقا والمؤكولات في موائد المغاربة في رمضان، يؤكد أستاذ العلوم الإجتماعية، أنها “متكررة من قبيل السمك او البيض يوميا لا يتم بمنطق اختيار الأكل الصحي لأن هذا الاختيار لا يحضر خارج شهر رمضان بل ويختفي بعده فهذه العادات والسلوكيات على بساطتها الظاهرية تحيل على ملامح انتروبولوجية للمغربي يمكن توصيفها من خلال طبيعة التمثلات القيمية للمواطن المغربي التي تتأرجح بين ثنائية الفردية والبنية”.

 

هوس التسوق

 

ويزداد خلال شهر الصيام “هوس” التسوق خلافا لباقي أشهر السنة، وهو ما ينعكس على ميزانية الأسر، ويثقل كاهلها بمصاريف إضافية.

 

ومنذ فترة ليست بالقصيرة، تتعالى الأصوات حتى من داخل الحكومة، من أجل تحفيز المستهلكين على ترشيد نفقاتهم خلال رمضان، لا سيما في ظل الارتفاع الذي باتت تعرفه أسعار المواد الغذائية، من جراء الغليان الذي تشهده الأسواق العالمية بسبب الحرب الأوكرانية.

 

وكانت المندوبية السامية للتخطيط، قد أوردت في تقرير سابق، بأن تباطؤ النمو الاقتصادي سنة 2022 سيؤثر بشكل سلبي على نمو المداخيل والاستهلاك والادخار الوطني.

ويساهم دخل الأسر في الدخل الوطني الإجمالي بحوالي 62%.

 

وبناء على الارتفاع المرتقب للأسعار سنة 2022 وزيادة الاستهلاك النهائي للأسر بالأسعار الجارية بـ 4.5% ستعرف القدرة الشرائية تراجعا وستؤدي هذه الوضعية إلى تفاقم مديونية الأسر التي تقدر بأكثر من 34% من الناتج الداخلي الإجمالي.

ويزداد إقبال المغاربة خلال شهر رمضان على اقتناء المواد الأساسية التي تدخل بشكل خاص في إعداد الأطباق التي تقدم على مائدة الإفطار، والتي ارتفعت أسعارها في الأونة الأخيرة، ومن بينها الزيت والعسل اللذين يزداد الطلب عليهما خلال هذه الفترة لتحضير الحلويات الرمضانية، والطماطم التي تعتبر من أهم مكونات شوربة “الحريرة” المغربية

 

 

تاريخ الخبر: 2022-04-04 21:17:43
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 72%
الأهمية: 76%

آخر الأخبار حول العالم

ما خسائر قطاع النقل والمواصلات نتيجة الحرب في غزة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

إبادة جماعية على الطريقة اليهودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:06:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال ن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية