الديبلوماسي السابق جمال مشبال.. أبعاد قرار إسباني وديبلوماسية استراتيجية في عالم متحرك


  • زينب مركز

يرى الدبلوماسي السابق جمال مشبال في حديث مع “الأيام” أن اعتراف إسبانيا بالمقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي كحل جدي وواقعي لحل النزاع، مُستعملة في رسالتها نفس التعابير المستعملة في مقررات الأمم المتحدة، ومُتبنّية نفس الموقف الذي تتبناه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، يُعجّل للتوصل إلى حل للنزاع الذي طال أمده، ويفتح الباب بالنسبة لإسبانيا كي لا تبقى غائبة، بل لتكون أكثر حضورا في الصحراء المغربية وتلتحق بالركب الاستثماري الذي تعرفه أقاليمنا الجنوبية خدمة لمصالحها، تماما كما هو حال الدول التي فتحت قنصلياتها وأخرى في الطريق. بل وبفضل المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي تضمن إمكانية خلق تعاون جهوي يمكن خلق منطقة تعاون بين الأقاليم الصحراوية وجزر الكناري.

 

القرار الإسباني المُعبّر عنه من خلال رسالة السيد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، يضيف مشبال، هو قرار هام جداً لكنه في الحقيقة ليس بالقرار المفاجئ، لأنه حصيلة حتمية ونتيجة لدبلوماسية مغربية حازمة في الدفاع عن حقوق المغرب الاستراتيجية ومصالحه الأساسية. ومن جهة أخرى فإن موقف السيدة أرنتشا غونزاليس وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية السابقة، المناهض لمصالح المغرب، والتي عبرت فيه عن رفضها لقرار الولايات المتحدة باعترافها بمغربية الصحراء مصرحة أن وزارتها على اتصال مباشر مع فريق الرئيس بايدن لإقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بالتراجع عن قرار الاعتراف لم يصل إلى أية نتيجة. بل كل الهرولة التي تمت وراء بايدن كانت عقيمة. فالتعاون بين المغرب والولايات لم تشُبه شائبة بل تميز بالاستمرارية المعهودة بين البلدين.

 

ثم يتابع مصرحا لـ”الأيام”، أكثر من هذا، ففي 8 مارس، عرفت مدينة الداخلة في إطار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لقاء مهما حضرته المؤسسات الاستثمارية للقطاع الخاص الأمريكي والمغربي وشارك فيه كبار رجال الأعمال من البلدين، اطلع خلالها المشاركون على المشاريع المتاحة وعلى فرص الاستثمار التي تُتيحها أقاليمنا الجنوبية في قطاعات كالسياحة والفلاحة والبحث العلمي والطاقات المتجددة والمعادن والصيد البحري وغيرها من النشاطات. وفي الأسبوع الماضي وافق الكونغرس الأمريكي على المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة للمغرب، وهي تشمل الصحراء المغربية، وفي نفس الأسبوع أيضا عرف المغرب زيارة لنائبة كتابة الدولة في الخارجية الأمريكية السيدة ويندي شيرمان، في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين. وقبل الوصول إلى المغرب توقفت في مدريد وتباحثت مع المسؤولين الإسبان ولا شك أنها أبلغت الطرف الإسباني الموقف الأمريكي الذي لا رجعة فيه من قضية مغربية الصحراء وأن إدارة بايدن لا زالت تعتبر بأن المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة وتعتبره المدخل لإفريقيا والشرق الأوسط.

 

وأضاف أنه تنبغي الإشارة أيضا إلى أن التحول الإسباني يحدث في الوقت الذي يعرف فيه العالم العربي موقفا مؤيدا للمغرب وعلى الخصوص من دول الخليج والتي تعتبر من أهم وأغنى التحالفات العالمية، في وقت ارتفع فيه الطلب على الغاز والبترول. هذا التحالف عبّر عن موقف حازم ومساند بشكل لا لبس فيه لمغربية الصحراء.

 

موضحا أنه بالموازاة مع ذلك، قامت الجزائر بتوقيف تزويد إسبانيا بالغاز عن طريق الأنبوب الأساسي الذي يمر عبر التراب المغربي، فتعرضت نتيجة ذلك لنقص حاد في الوقت الذي ارتفع فيه الطلب نتيجة الحرب في أوكرانيا فبيّن عسكر الجزائر بالملموس أنهم نظام لا يوثق به. كما أن الجامعة العربية أصدرت خارطة للدول الأعضاء شملت المغرب بصحرائه، وهي خارطة رسمية أصبحت معتمدة في كل أجهزتها ونشاطاتها.

 

وأوضح أن الموقف الرسمي للمغرب الواضح من الاجتياح الروسي لأوكرانيا والمبني على مبادئ القانون الدولي، المعبر عنه من طرف وزارة الخارجية المغربية من خلال بيانين، وفي نفس الوقت غيابه عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول نفس الموضوع، هي رسالة عن تشبثه بالشرعية الدولية وفي نفس الوقت رفضه الكيل بمكيالين. كما أن وجود أفراد من حزب الله وإيران تدرب عناصر البوليساريو وتجند الأطفال في ميليشياتها هي كلها عوامل لها أثرها.

 

بالنسبة لمشبال فإن الظرف الدولي أصبح يفرض نفسه على حكومة بيدرو سانشيز، التي لم تُواكب مسيرة العالم وأصبحت يوما عن يوم معزولة حتى على الدول الأوربية كفرنسا وألمانيا التي أصبحت تعتبر أن المقترح المغربي حول مغربية الصحراء هو الحل العملي والوحيد والممكن الوصول إليه. كما تجدر الإشارة إلى أن الممانعة التي تمت أثناء ولاية الوزيرة الإسبانية السابقة، كانت موقفا يتناقض مع اتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار المبرمة بين البلدين، لا يستفيد منه إلا العسكر الحاكمين في الجزائر والذين لا همّ لهم إلا إطالة النزاع والتوتر في المنطقة.

تاريخ الخبر: 2022-04-05 15:18:11
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 69%
الأهمية: 71%

آخر الأخبار حول العالم

الغلوسي: هل من حكماء لإنهاء أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة؟

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 64%

أخنوش يمثل الملك في القمة العربية بالمنامة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

الغلوسي: هل من حكماء لإنهاء أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة؟

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:09
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

مبابي يغيب عن مواجهة سان جرمان أمام نيس بداعي الإصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:25:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

مبابي يغيب عن مواجهة سان جرمان أمام نيس بداعي الإصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:25:51
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

أخنوش يمثل الملك في القمة العربية بالمنامة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 18:26:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية