أشارت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في توحيد المتطرفين في اليسار واليمين.
وفي مقال بموقع الوكالة، قال إيان بوروما: كان صديقان قديمان لي على طرفي نقيض من الطيف السياسي، كان أحدهما مناصرًا لأمريكا ومدافعًا عن حرب فيتنام، وكان الآخر في المعسكر اليساري ومعارضًا مدى الحياة لـ «الإمبريالية الأمريكية».
وأضاف: كلاهما الآن من المروجين المتحمسين لدعاية فلاديمير بوتين التي تقول إن أوكرانيا دولة دمية للولايات المتحدة يسيطر عليها النازيون، وبوتين رجل سلام، ويجب على روسيا أن تدافع عن نفسها ضد منظمة حلف شمال الأطلنطي التي تدعو للحرب.
وأردف: يمكن للمرء أن يتجاهل بسهولة تدويناتهم باعتبارها صرخات صاخبة من كبار السن، لكن هذا لن يكون مجديًا تمامًا، لوجهات نظرهم صدى في آراء السياسيين البارزين في أقصى اليسار واليمين على حد سواء، التي يتم تضخيمها في وسائل الإعلام الرئيسية مثل «فوكس نيوز»، وفي عدد لا يُحصى من وسائل الإعلام الاجتماعية خارج الولايات المتحدة وأوروبا.
وتابع: حتى وقت قريب جدًا، وصف المرشح الرئاسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور؛ بوتين بأنه قومي شجاع يدافع عن بلاده ضد الناتو، ووصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نظيره الروسي بأنه «عبقري»، ووصف تاكر كارلسون، المحلل السياسي في قناة «فوكس نيوز»، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه «دمية مطيعة، وأشاد ببوتين كمدافع عن القيم المسيحية البيضاء وكرر دعاية روسية متكررة حول مختبرات الحرب البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا.
وأردف: بالنسبة للجزء الأكبر منهم، فإن دفاعهم عما لا يمكن الدفاع عنه لا يتعلق بأي حب حقيقي لبوتين أو روسيا بقدر ما يتعلق بالسياسة الداخلية، يريد زمور أن يكون بوتين فرنسا.
ولفت إلى أن كارلسون وبطله ترامب يكرهون الرئيس الأمريكي جو بايدن لدرجة أنهم مستعدون للدفاع عن عدوه الأكبر.
ومضى يقول: اليوم، يعكس الكثير من الخطاب المؤيد لبوتين الاشمئزاز مما يُنظر إليه على أنه قبضة النخب الليبرالية على وسائل الإعلام والتمويل والشؤون الخارجية، في أوروبا، ترتبط هذه النخب ببيروقراطية الاتحاد الأوروبي وسياسات الهجرة السخية، في البلدان النامية مثل الهند، يستاء أنصار بوتين من إلقاء المحاضرات من قبل القوى الغربية حول حقوق الإنسان.
وأردف بقوله: حتى الأفكار الضارة تحتوي أحيانًا على شيء من الحقيقة، كانت حروب أمريكا الكارثية في الشرق الأوسط - التي وصفها الجمهوريون والديمقراطيون المتشددون بأنها معارك كبرى من أجل الديمقراطية - أخطاء مروعة.
وتابع: استاء الأمريكيون الفقراء بحق من السياسيين الذين أرسلوهم للقتال في الخارج، وهذا يساعد في تفسير سبب العداء لحلف الناتو، الذي كان يحظى في يوم من الأيام بدعم من الحزبين، سواء على اليمين الترامبي بنفس القدر بالنسبة لليسار المناهض للامبريالية.
واستطرد: مع ذلك، فإن الشيء الأكثر أهمية الذي يشترك فيه المتطرفون على جانبي الطيف السياسي هو الشعور بالشفقة على الذات، في أذهانهم، حيث يتعرضون دائمًا إلى التهميش من قبل مؤسسة قاهرة.
وأضاف: دون شك يلعب العرق في الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في مثل هذه المشاعر، وإن كان لأسباب متعارضة على اليسار واليمين.
وتابع: يحب كل من بوتين وترامب تصوير نفسيهما على أنهما كقادة يتحدثون باسم ضحايا النخب الليبرالية أو الأمميين المتغطرسين أو أصحاب النظريات العرقية الناقدين أو الأشخاص الذين لا يحترمون «العظمة» الروسية أو الأمريكية.
ولفت إلى أن هذه هي فكرة الضحية التي يتعاطف معها الناس، خاصة في أقصى اليمين.
