خلّف قصف مدفعي روسي على مناطق قرب العاصمة الأوكرانية كييف 12 قتيلاً، فيما لا يزال الحصار مستمراً لمدينة ماريوبول التي تشهد قتالاً ضارياً. في الأثناء أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنّ واشنطن ستقدّم لكييف شحنة إضافية من صواريخ جافلين المضادّة للدبابات بقيمة 100 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا.

وصباح الأربعاء، ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن القتال الضاري والضربات الجوية الروسية مستمران في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة.

وقالت وزارة الدفاع: "الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءاً".

وأضافت: "معظم السكان المتبقين البالغ عددهم 160 ألفاً ليس لديهم كهرباء أو اتصالات أو دواء أو تدفئة أو ماء. القوات الروسية منعت وصول المساعدات الإنسانية، ومن المرجح أن تضغط على المدافعين (عن المدينة) للاستسلام".

قتلى قرب كييف

في سياق متصل، أعلن حاكم لفيف في غرب أوكرانيا عدم ورود أي تقارير عن إصابات من جرّاء انفجارات دوّت في منطقته مساء الثلاثاء، في حين أسفر قصف مدفعي روسي على قريتين قرب العاصمة كييف عن سقوط 12 قتيلاً.

وتحدّث الحاكم مكسيم كوسيتسكي عبر تطبيق تليغرام عن سماع "دوي انفجارات قرب راديخيف"، البلدة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي لفيف، ودعا "الجميع إلى البقاء في الملاجئ".

وفي منشور لاحق أورد الحاكم أنّه "حتى الساعة لا معلومات عن سقوط ضحايا".

وفي منطقة كييف، قالت النيابة العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق تليغرام إنّ 12 شخصاً قُتلوا في قصف مدفعي روسي استهدف قريتي فيليكا دميركا وبوغدانيفكا القريبتين من العاصمة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضّ الثلاثاء مجلس الأمن الدولي على التحرّك "فوراً" لمواجهة "جرائم الحرب" التي ترتكبها روسيا في بلاده، في اتهامات تنفيها موسكو.

وبعد موجة الصدمة التي سببها العثور على العديد من الجثث نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بوتشا قرب كييف، حيث تتهم أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب مجزرة، كثّف الاتحاد الأوروبي وواشنطن ضغوطهما الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا.

والثلاثاء، زار وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي مدينة بوتشا حيث أكّد للصحافيين أنّ "عشرات الجثث" لا تزال في المنازل وفي الغابات المحيطة بالمدينة.

وتتزايد المؤشرات على أنّ ما حدث في بوتشا قد لا يكون فريداً من نوعه، وأنّ بلدات ومناطق أخرى قد تكون شهدت ما هو أفظع من ذلك.

ومساء الثلاثاء، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئاسة الأوكرانية، في مقطع فيديو بُثّ على موقع يوتيوب إنّ "بوتشا ليست الأسوأ. كلّ مَن يزُر بوروديانكا يقُل إنّ الوضع هناك أسوأ".

وتقع بوروديانكا على بُعد نحو 50 كيلومتراً من كييف وقد انسحبت منها القوات الروسية مؤخراً في إطار عملية إعادة تموضع تنفّذها على ما يبدو لتركيز جهدها العسكري على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء أنّ واشنطن ستُقدّم لكييف شحنة إضافية من صواريخ جافلين المضادّة للدبابات بقيمة 100 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا على التصدّي للهجوم الروسي بعد التقارير التي أفادت بارتكاب القوات الروسية فظائع في أنحاء عدّة من هذا البلد.

وقال بلينكن في بيان: "لقد سمحتُ، بناءً على تفويض من الرئيس حصلت عليه في وقت سابق اليوم، بالإفراج فوراً عن مساعدة أمنية تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار لتلبية حاجة أوكرانيا المُلحّة لمزيد من الأنظمة المضادّة للدروع".

وأضاف أنّ "العالم صُدم ورُوّع بالفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا وسائر أنحاء أوكرانيا".

وعثرت السلطات الأوكرانية في بوتشا نهاية الأسبوع الماضي، بعد انسحاب القوات الروسية من هذه البلدة الواقعة على مقربة من كييف، على عشرات الجثث لأشخاص يرتدون ملابس مدنية.

وشدّد الوزير الأمريكي على أنّ "الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، تدعم بقوة سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

وفي الأول من أبريل/نيسان الجاري أعلن البنتاغون مساعدة عسكرية إضافية لكييف بقيمة 300 مليون دولار.

وأوضح بلينكن أنّ هذه المساعدة الإضافية ترفع إلى 1.7 مليار دولار القيمة الإجمالية للمساعدات العسكرية التي قدّمتها واشنطن لكييف منذ بداية الهجوم الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

وفي بيان منفصل قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي إنّ هذه المساعدة تهدف إلى "تلبية حاجة أوكرانية مُلحّة إلى المزيد من أنظمة جافلين المضادّة للدبّابات والتي قدّمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا واستخدمتها الأخيرة بشكل فعّال للدفاع عن نفسها".

وصواريخ جافلين التي تُطلق من على الكتف برهنت فعالية كبيرة في تصدّي العسكريين الأوكرانيين للدبابات الروسية.

TRT عربي - وكالات