“فتح الأندلس” في قلب العاصفة.. متهم بطمس الهوية المغربية وتحريف التاريخ


أثار المسلسل التلفزيوني “فتح الأندلس”، عاصفة من الجدل بعد عرضه على القنوات التلفزيونية العربية في رمضان الحالي وخلق ضجة واسعة لدى المشاهد المغربي لمجموعة من الأسباب.

 

المسلسل الدرامي التاريخي لمخرجه الكويتي محمد العنزي، والذي يحكي عن فترة فتح الأندلس ويضيء شخصية طارق بن زياد التاريخية وكذا أحداث فتحه لسبتة وبعدها الأندلس وبمجرد عرضه على القنوات التلفزيونية العربية وعلى القناة الأولى المغربية، أثار ردود أفعال ساخطة من المشاهد المغربي بسبب ما اعتبره طمسا وتشويها لتاريخ المغرب.

 

أخطاء تاريخية، جعلت مخرج المسلسل في فوهة المدفع وفي هذا الخصوص قال حفيظ خطيب، ممثل ومسرحي وكاتب سيناريو في تصريحه لـ “الأيام 24” إنّ الموضوع يجب التطرق إليه من عدة زوايا وليس من زاوية واحدة قبل أن يشير إلى أنه إذا تحدثنا عن الجانب الفني، بصفته كفنان وكاتب سيناريو وعايش تجربة عمل فني متعلق بالجانب التاريخي، فالكاتب عندما يشتغل ويريد توثيق مرحلة تاريخية معينة يستعين بالمراجع الموجودة في بلده.

 

وكشف أنّ مسلسل “فتح الأندلس” عند طرحه، يبقى الهدف منه وضع عمل متكامل ينطوي على جماليات ويعرّف بتاريخ الفتوحات الإسلامية دون الخوض فيمن قاد هذه الفتوحات، هل هو المغرب أو غيره أو فلان أو علاّن، لأنّ هذه النقطة يتحملّ فيها المسؤولية، حسب رأيه مسؤولين في الدولة ومن لهم علاقة بالتاريخ، معتبرا أنّ المسؤول الأول في هذا الجانب، هو الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ومديرها العام فيصل العرايشي.

 

وشرح أنّ المسلسل يسبر أغوار مرحلة تاريخية في المغرب وكان أحدث ضجة في فترة خلت بعد بثه في قنوات تلفزيونية أخرى، قبل أن يُبرز أنّ العمل ليس بجديد ورغم معرفة مضمونه جرى بثه بقناة تلفزية مغربية، خاصة وأنه يحمل إيديولوجية كنّا ضدها، يجزم قائلا.

 

وعن عاصفة مزايدات تاريخية حول ما اعتبر طمسا لهوية المغاربة وللهوية الأمازيغية المغربية لطارق بن زيّاد، فضلا عن وجود أخطاء تاريخية في المسلسل، أجاب عن ذلك بوجود خلل في عدم معرفة تسويق تاريخنا للآخر، وهو يبوح بأنّ الدولة عليها أن تعي أنّ الفن يلعب دورا كبيرا في إيصال الصورة الحقيقية للغة سياسيّة أو ثقافية أو فنية لدولة معينة أو مؤسسات معينة.

 

وأكد بالقول: “إذا كان كاتب السيناريو، سوري أو كويتي أو لبناني أو سعودي أو مصري وأراد أن يضيء تاريخ المغرب، فدائما ما يستعين بالمراجع الموجودة في بلده، لأنه يعتبره أكثر مرجعية من أي دولة أخرى للتحدث عن فترة تاريخية معينة، فنحن نعرف أنّ الأنا في الدول العربية دائما حاضرة ومنذ القدم”.

 

وأبرز أنّ دول عربية تسعى دوما لأن تُظهر نفسها بأنها هي من أخذت قصب السبق لمناقشة موضوع معين في قالب تاريخي وفني لتُبرز أنّ لها الفضل في مجموعة من المسائل، وهو أمر ليس بجديد واستدل على ذلك بفيلم وثائقي عن حارة المغاربة بفلسطين، تكلم عنهم بأنهم جزائريين وليسوا مغاربة، يشرح مسترسلا.

 

وأبان أنّ كاتب السيناريو، يخضع لمرجعية بلده ولا يمكنه أن يقصد المغرب من أجل أن يبحث في المراجع والكتب ويجالس باحثين، لأنه يقول في قرارة نفسه بأنه سيكتب عملا فنيا عن فتح الأندلس، ليبيّن قدرة العرب على ذلك وامتلاكهم القوة والمرجعية الفكرية ورغبتهم في توسيع قاعدة الإسلام، فلا ينغمس في الجانب السياسي، يضيف مصدرنا، لأنه لا يهمه فكل ما يهمه هو الجانب التاريخي والإنساني.

 

وأفصح أنّ الرغبة في الحديث عن فترة تاريخية معينة عن طريق التأليف، تجعلنا نقف عند جانب آخر يكمن في أنّ الفنان لا يصوّر الواقع كما هو وإنما يحاول أن يبلور الفترة التاريخية ويتقاسم قصة وصفها بالمفبركة، من قبيل تجسيد طريقة العيش والتصرف والكلام وغيره بطريقة فنية بعيدا عن السياسة والتاريخ.

 

وأشار إلى أنّ أحداث وشخصيات يتم خلقها من أجل الوقوف عند جانب تاريخي معين وعند حالة معينة للوصول إلى ثلاثين حلقة، وهو يحيل على عملية التمطيط، وهي معروفة ومستحبّة في الجانب الفني، يردف بالقول.

 

وجاهر بكتابته لعمل فني حول المولى إدريس الأول، معتمدا في ذلك على مرجعية مغربية محضة قبل أن يضعه بين يدي مسؤولين بالقناة الأولى إلى أن جرى إخباره بأنّ العمل التاريخي جيد، غير أنه لا يمكن بثه إلا بقرار من الملك ومن الديوان الملكي، لأنه يسبر أغوار التاريخ، وهنا تساءل عن السبب بقوله: “هل أي فنان يرغب في كتابة عمل فني تاريخي لا بد من أن يمرّ من هذه المراحل؟”.

 

وجاءه الجواب بأنّ الحديث عن تاريخ المغرب، لا مناص من أن يعيد عقارب الأحداث إلى الوراء بالتطرق إلى الملوك في تلك الفترة مع ما قد يطرحه الأمر من حساسيات، قد تجعل أهل فاس والأمازيغ والقادمين من الأندلس، يدلون بدلوهم في هذا الصدد ويقرّون بأنّ الأحداث خرجت عن سياقها الحقيقي، فيصبح الكاتب في وجه إشكالية سياسية سيخلقها الأحزاب، وهو أمر عبّر عنه مسؤول بالقناة الأولى بعدم استعداده في الدخول في هذه المسألة، يبرز موضحا.

 

وأبان أنّ الخطأ يكمن فينا، لأننا لا نتكلم عن تاريخ بلدنا ونترك آخرين يفعلون ذلك، وهو يعلّل السبب بوجود خلل سياسي ومصالح وتأويلات خاصة، قبل أن يقول: “من المحتمل أن يكون تاريخ المغرب المكتوب محرّفا، لأنه كُتب بناء على خدمة مصالح معينة، وهو أمر ليس بجديد بل منذ زمن قديم ومنذ أيام المرابطين والسعديين والعثمانيين والأمويين”.

 

وباح إنّ أي دولة كانت تظهر، كانت تريد أن تمتصّ تاريخ دولة أخرى وتبين بأنها هي الموجودة وهذا طبيعي حسب تعبيره قبل أن يعرض مثالا بتأكيده إنّ أي كاتب يريد أن يكتب عن مرحلة معينة وعن عمل معين، فلا بد أن يعتمد على مراجع كثيرة لكتابة عمل ينطوي على مصداقية.

 

ووضع الأصبع على ما أسماه “نفايات” الأعمال الرمضانية، مؤكدا أنّ القناة الأولى ببثها لتلك الأعمال، تقول بلغة واضحة بأنها تتفاعل معها وتؤمن بها وتحترم أفكارها، وهو يُسطِّر على عبارة مرجعية فكرية قبل أن يعرج على اكتساح المؤثرين للأعمال الفنية واستبعاد الفنانين الحقيقيين وخريجي المعاهد الفنية.

تاريخ الخبر: 2022-04-06 12:17:35
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 72%
الأهمية: 84%

آخر الأخبار حول العالم

الترجي يتحدى النجم الساحلي فى البروفة الأخيرة قبل مواجهة الأهلي

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 06:22:21
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 44%

الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول الأمطار على عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-12 06:24:06
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

دون وجود إصابات.. إسقاط 3 طائرات مسيرة على البحر الأحمر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 06:22:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

محمود الليثى ورضا البحراوى يتألقان فى حفل زفاف ابنة مصطفى كامل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 06:22:22
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 42%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية