استكمالا لحلقة أمس، حول أحداث وحكاوي مونديال 1998 في فرنسا، تأتي قصة البرازيلي رونالدو كأهم تلك الأحداث، بالإضافة إلى اختفاء بعض نجوم المنتخب الفرنسي الحاصل على اللقب.
استقطب العمل السياسي بعض نجوم مونديال 1998، أبرزهم ليليان تورام، الذي انشغل كثيرا بمحاربة العنصرية، وعرض عليه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، حقيبة وزارية.
اختفاء عدد من نجوم منتخب فرنسا بشكل مفاجئ
الوجه الصارم تحول لنجم سينمائي وشارك في بطولة بعض الأفلام
171 هدفا أكبر عدد للأهداف سجل في بطولة واحدة
خطوات مجنونة
اختفى عدد من نجوم منتخب فرنسا عن الأضواء الكروية كثيرا، بينما أفادت شعبيتهم أنشطة أخرى خارج حدود المستطيل الأخضر.
حارس المرمى الشهير فابيان بارتيز، اتجه لممارسة الكرة الشاطئية، وشارك في عدد كبير من سباقات السيارات.
كذلك فإن ليزارازو بخلاف عمله الإعلامي، مارس رياضة ركوب الأمواج، إضافة إلى نوع من المصارعة الكلاسيكية في البرازيل.
أما المدافع فرانك لوبوف، رغم ملامح وجهه الصارمة فإنه تحول لنجم سينمائي، وشارك في بطولة بعض الأفلام.
مونديال فرنسا 98.. أمتع الكؤوس
مونديال فرنسا 1998، يعتبره الكثيرون من أمتع كؤوس العالم في التاريخ، فقد شهد انفجار ولمعان مواهب تحولت بعدها إلى أساطير في عالم الساحرة المستديرة.
الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، والظاهرة البرازيلية رونالدو، والهداف الكرواتي دافور سوكر، بجانب الشباب آنذاك، تيري هنري ومايكل أوين، والعديد من النجوم الآخرين الذين تركوا مشاهد لا تزال عالقة في أذهان الجماهير حتى اللحظة.
كانت بطولة كأس العالم 1998 هي الأولى التي تشهد مشاركة 32 فريقا، بعدما كانت تقام بـ24 فريقا، وقد دخلت البرازيل، حاملة اللقب، إلى المونديال مسلحة بنجومها، ثلاثي حرف الـ «ر»، رونالدو وريفالدو وروبيرتو كارلوس، بالإضافة إلى نجم المونديال السابق بيبيتو، وأغلى لاعب في العالم حينها دينيلسون.
مشاركة 32 فريقا لأول مرة
شهدت النسخة الـ16 من مونديال كأس العالم، والتي أقيمت في فرنسا في الفترة من 10 يونيو إلى 12 يوليو 1998، مشاركة 32 فريقا للمرة الأولى في التاريخ، بدلًا من 24 في البطولة التي سبقتها عام 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.
وكان قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة بالبطولة إلى 32 فريقا بدلا من 24، من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، لزيادة فرص التأهل إلى نهائيات كأس العالم، خاصة من قارتي أفريقيا وآسيا، دون المساس بالنسبة المخصصة لكل من أوروبا وأمريكا الجنوبية بالتحديد، لما لهما من مستوى متقدم وتاريخ معروف في بطولات كأس العالم السابقة.
وشهد أيضا مونديال فرنسا 1998، مشاركة عدة دول لأول مرة في تاريخها، وهي «جنوب أفريقيا، وكرواتيا، وجاميكا، واليابان».
وكان الأثر التلقائي لقرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 1998، هو زيادة عدد الأهداف المسجلة، حيث تم تسجيل 171 هدفا في البطولة، وهو أكبر عدد إجمالي للأهداف سجل في بطولة واحدة.
4 روايات تكشف مصير رونالدو
حكى «كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية» من تأليف الكاتب البريطاني أليكس بيلوس تفاصيل ما حدث لرونالدو قبل مباراة فرنسا في نهائي كأس العالم 1998، وتناول الكتاب العديد من التفسيرات الخاصة بما حدث، خاصة أن الحقيقة لا يعلمها سوى نجوم منتخب البرازيل الذين عاصروا الحدث والذين تعاهدوا فيما بينهم على عدم سرد الحقيقة مهما يحدث.
الرواية الأولى تؤكد أن طبيب المنتخب البرازيلي أعطى رونالدو قبل المباراة النهائية بأربعين دقيقة نصف حبة من عقار لورازيبام المسكن لمقاومة الالتهابات وتسكين الآلام، جراء إصابة تعرضت لها ركبته، ولهذا العقار آثار جانبية، وأنصار هذه الرواية يميلون لذلك بسبب تصريح رونالدو "كنت أعاني من حالة غريبة لم أشعر بمثلها قبل أي مباراة: صداع حاد وغثيان وآلام في المعدة".
وقد حاول الدكتور توليدو ومساعده داماتا، التركيز في علاج رونالدو على عقاقير مضادة للالتهابات وأخرى مسكنة، لكن حالة رونالدو ازدادت سوءًا، وبلغ القلق على صحة رونالدو حدا جعل زملاءه في المنتخب يقترحون على الطبيب علاجه بالأعشاب.
وقبل انطلاق المباراة النهائية بـ 7 ساعات، وكان رونالدو ينام في الغرفة التي يتقاسمها مع روبرتو كارلوس، بدا أن رونالدو يعاني من نوبات الصرع، وكان الزبد يخرج من فمه وهو يصارع من أجل البقاء، ويتنفس بصعوبة بالغة، وكان وجهه شاحبًا، وبعدها استسلم للنوم من جديد، وفي الثالثة والنصف أعلن أن رونالدو لن يشارك في المباراة النهائية لكأس العالم.
وخضع رونالدو لاختبارات شتى، لكن الأطباء لم يجدوا أي دليل حسي يثبت أنه عانى من نوبة صرع، وقد حرص كل من رونالدو والدكتور توليدو على التأكيد أن ما تعرض له نجم المنتخب البرازيلي هو مجرد ضغط نفسي، وقبل 45 دقيقة فقط من بدء المباراة النهائية أدرج اسم رونالدو على القائمة الرسمية للاعبين المشاركين.
الرواية الثانية تؤكد أن رونالدو عانى عاطفيا؛ فقبل انطلاق كأس العالم بـ12 يوما حضر رونالدو بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب وأبدى اهتماما ملحوظا باللاعبة الروسية الشقراء أنا كورنيكوفا، ما أثار غضب خطيبته سوزانا، بل رفضت الحديث معه أثناء البطولة، فزاد من الضغوط على رونالدو.
ويقال إن رونالدو في الليلة التي سبقت النهائي ترك المعسكر وخرج ليأكل العشاء مع صديقته وخطيبته سوزانا، وبعد أن تناول الكثير من الطعام حصلت له تخمة فأعطته صديقته دواء للهضم اتضح لاحقا أن هذا الدواء يحتوي على مادة منشطة.
الرواية الثالثة تشير إلى أن الفرنسيين دسُّوا السم لرونالدو في طعامه، ما سبب له تسممًا في البطن نُقل على إثره إلى المستشفى.
الرواية الرابعة والتي سردها الكتاب بالتفصيل ولربما كانت الأقرب للحقيقة من وجهة نظر الكاتب، وكانت بحسب تصريحات بعض أطباء المنتخب البرازيلي كالتالي: "كان رونالدو مستلقيًا على سريره يشاهد سباقا للفورميولا 1 على شاشة التليفزيون، ثم انحنى رأسه فجأة ما أدى إلى انخفاض في معدل ضربات القلب وضغط الدم وعندما رأى روبرتو كارلوس زميله في الغرفة أبلغ أطباء المنتخب، وقيل إنه يُعاني من نوبة صرع، ونقل إلى المستشفى حيث خضع لمجموعة من الاختبارات العصبية ولكن رسم القلب الذي أجري له كشف أنه كان لديه 18 نبضة في الدقيقة الواحدة، ما يعني أنه في وقت الأزمة توقف القلب عن الخفقان ولم يكن هناك أي نشاط، وهذا يكشف المستوى الذي ظهر به اللاعب أمام فرنسا ويوضح سبب ظهوره كما لو كان مخمورا في الصور التي نُشرت له وهو يقع على سلم الطائرة بعد وصوله للبرازيل.
