تلعب تترات الأعمال التليفزيونية دورًا أساسيًا فى نجاح أى عمل درامى، لأنها تجذب الجمهور وتعكس أجواء العمل، وتبرز الشخصيات المحورية وأهم الأحداث فى العمل والانفعالات. وينتظر الجمهور فى الموسم الرمضانى تترات أهم الأعمال التى يتابعونها فى كل عام، ويتبادلون الآراء والإشادات أو الانتقادات حولها.

وتمثل التترات فرصة للجمع بين نجوم الغناء والتلحين والتأليف، ويُكتب لبعضها الخلود ربما أكثر من العمل نفسه.

تحاور «الدستور» فى السطور التالية عددًا من صناع التترات لأبرز المسلسلات الرمضانية فى الموسم الحالى.

«فاتن أمل حربى» العدل: أنغام إحساسها مختلف.. والكلمات عبرت عن قوة المرأة فى مواجهة الحياة

أكد مدحت العدل، المنتج ومؤلف تتر «فاتن أمل حربى»، أن النجمة أنغام كانت هى الأجدر بغناء التتر، خاصة أنه يناقش قضية نسائية وقوانين هامة فى الأحوال المدنية، وهى نجمة كبيرة لديها إحساس مختلف فى الغناء، ويصل لوجدان المستمع بشكل سريع. وأضاف «العدل» أن الأغنية التى لحنها أحمد جمال العدل، تعبر عن قوة المرأة فى ظل الظروف المعيشية الصعبة التى تمر بها فى حياتها الشخصية، مكملًا أن الكلمات تؤكد أن المرأة ليست شخصية ضعيفة، كما يعتقد البعض. 

وقال الموسيقار خالد الكمار إن عمله على الموسيقى التصويرية لمسلسل «فاتن أمل حربى»، بدأ حين اتصل به المخرج ماندو العدل قبل أشهر وأبلغه برغبته فى التعاون معه.

وأضاف: «بعد أن قرأت العمل أدركت أن السيناريو يعالج قضايا جادة بشكل عميق ومختلف».

وتابع: «تحدثت مع ماندو أكثر من مرة للوصول إلى فكرة مشتركة خاصة بالموسيقى التصويرية تتناسب مع الأحداث، ولكن حين أرسلت له مقطعًا موسيقيًا كنت أعتقد أنه مناسب للمسلسل، فوجئت به يقول لى إن الموسيقى أوركسترالية بشكل كبير، وإنها بعيدة عن التصور الذى يتخيله، وأرسل لى موسيقى المسلسل الشهير (أرابيسك) من بطولة صلاح السعدنى وهدى سلطان، وطلب منّى أن تكون الموسيقى التصويرية للعمل قريبة من هذه المنطقة».

وأوضح «الكمار» أن الموسيقى التصويرية لـ«فاتن أمل حربى»، مصرية أصيلة، تعتمد على آلات شرقية مثل العود والناى والرق، وتحاكى موسيقى الثمانينيات والتسعينيات، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى التى يؤلف فيها موسيقى تصويرية مصرية خالصة، حيث يحرص دائمًا على المزج بين الشرقى والغربى فى أعماله.

«جزيرة غمام» الحجار: الموسيقى تتناسب مع النص والصورة 

٤ عقود كاملة تربع خلالها المطرب الكبير على الحجار، على عرش أغنيات تترات البداية والنهاية لأشهر الأعمال الدرامية فى تاريخ الفن، صانعًا حالة من الارتباط العاطفى بينها وملايين المصريين. وأكد «الحجار» أنه قرر غناء تتر مسلسل «جزيرة غمام»، بعد غياب دام ٩ سنوات عن تقديم التترات، منذ أن قدم أغنية مسلسل «خلف الله» الذى أنتج عام ٢٠١٣، وكان بطولة النجم الراحل نورالشريف. وذكر أنه اختار غناء ذلك التتر، لثقل العمل الذى صنعه السيناريست وفارس الدراما الصعيدية عبدالرحيم كمال، الذى يعتبره بمثابة أخ له، ويمتاز بأسلوبه الخاص عن غيره من كُتّاب السيناريو. وأعرب عن سعادته بردود الأفعال التى تلقاها عقب طرح تتر المسلسل الذى حقق رواجًا واسعًا، مع انطلاق أولى حلقات العمل، الذى يؤدى بطولته النجم طارق لطفى. وأشار إلى أنه اجتمع مع صديقه عبدالرحيم كمال خلال التحضيرات، للتباحث حول سيناريو «جزيرة غمام»، واجتمع مع المخرج حسين المنباوى والشاعر إبراهيم عبدالفتاح مؤلف أغنية التتر، والملحن شادى مؤنس، لخلق مادة موسيقية مغايرة، لها أبعاد تتناسب مع طبيعة النص والصورة لتقديم تترى البداية والنهاية وتزيين العمل برباعيات أخرى خلال الحلقات. وأرجع ابتعاده طوال السنوات الماضية عن تقديم التترات إلى أن الأعمال التى كانت تعرض عليه، لم تكن هادفة؛ قائلًا: «مشوارى ومسيرتى الفنية لا يسمحان لى بالمشاركة فى أى عمل فنى لمجرد إثبات وجودى على الساحة الفنية». وتابع: «قدمت خلال مشوارى أغانى تترات عدد كبير من الأعمال الدرامية والإذاعية تجاوزت الـ١٥٠ عملًا، وتعد علامات مضيئة فى تاريخ الدراما المصرية، وحينما أوافق على تقديم عمل غنائى لا بد من أن يكون على قدر المستوى».

«راجعين يا هوى» صالح: سيخلد فى أذهان الجمهور

أعرب النجم مدحت صالح عن سعادته البالغة بتقديم تتر مسلسل «راجعين يا هوى»، المأخوذ عن قصة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ومعالجة وسيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، مؤكدًا أنه وافق على ذلك دون تردد، فور أن تواصل معه الشاعر تامر حسين، والملحن عزيز الشافعى، والموزع نادر حمدى. 

وأشاد بردود أفعال الجمهور عقب عرض التتر فى أولى حلقاته، بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا للغاية، متوقعًا أن يعيش مع الجمهور ويكون مثل عدد من التترات الناجحة والمحفورة فى أذهان الجميع، خاصة أن المسلسل يعد امتدادًا لعميد الدراما العربية الراحل أسامة أنور عكاشة.

وقال: «أقوم بواجبى فى صنع مادة موسيقية محترمة من أجل تطوير الموسيقى العربية والحفاظ عليها ونقلها للأجيال الجديدة، وهى مسئولية يحملها جميع الفنانين الصادقين من أجل الارتقاء بمستوى الأغنية».

وبسؤاله عن أصعب التترات التى قدمها طوال مشواره، قال مدحت صالح إن تتر مسلسل «شمس الأنصارى»، الذى قدمه فى عام ٢٠١٢، هو من أصعب التترات التى غناها طيلة مسيرته، بسبب المجهود الكبير الذى بذله وقتها لضبط الغناء باللهجة الصعيدية.

وأضاف: «ما زاد من صعوبة ذلك التتر هو أن الملحن الكبير الراحل عمار الشريعى كان دقيقًا جدًا فى كل حرف، ويؤكد طريقة النطق ومخارج الحروف، لكنى وقتها حظيت بمساعدة من الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، ما أخرج التتر بشكل جيد».

«الاختيار3» الكمار: الجدية والحسم الموسيقى يعبران عن الأحداث 

كشف الموسيقار خالد الكمار عن أنه سعيد بمشاركته فى تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل «الاختيار ٣». 

وأضاف أن «الاختيار٣» يناقش عددًا من القضايا الجادة، وأن موسيقى الجزءين الأول والثانى كان يغلب عليها العاطفة والمشاعر الإنسانية، بينما فضل أن يصبغ موسيقى الجزء الثالث بصبغة أكثر جدية وحسمًا.

وتابع: «موسيقى الجزءين السابقين كانت أوركسترالية مطعمة ببعض العناصر المصرية، لكن هذا العام عكست المعادلة لتصبح الموسيقى الشرقية المصرية هى الأساس مع الاعتماد على تطعيمات أوركسترالية».

وأوضح «الكمار» أنه حرص على عقد أكثر من جلسة عمل برفقة صناع المسلسل من أجل الاطلاع على السيناريو والتعرف على أبرز الأحداث ليتمكن من رسم صورة ذهنية واضحة، يبنى عليها تصوره الموسيقى. وأشار إلى أن هذا التعاون السادس له مع المخرج بيتر ميمى، وأنه سعيد بتكرار التعاون معه.

«يوتيرن» الشافعى: أخوض  به أولى تجاربى مع الأعمال الدرامية

أعرب الملحن والشاعر الغنائى عزيز الشافعى عن سعادته بالمشاركة فى الموسم الرمضانى، بوضع الموسيقى التصويرية لمسلسل «يوتيرن»، من بطولة النجمة ريهام حجاج. 

وقال عزيز الشافعى إن هذه التجربة تعد الأولى له فى عالم الموسيقى التصويرية، متمنيًا أن تنال إعجاب الجمهور. 

وأضاف: «جمعتنى، خلال الأشهر الماضية، جلسات عمل مكثفة مع مخرج العمل سامح عبدالعزيز، الذى يملك خلفية كبيرة عن الموسيقى، وذلك من أجل الاستقرار على طبيعة الموسيقى التصويرية كى تتماشى مع أحداث العمل».

وعن تعاونه مع النجمة اللبنانية نانسى عجرم فى أغنية تتر «يوتيرن»، أكد «الشافعى» أنها نجمة كبيرة، وغناؤها فى أى عمل فنى يضيف له بشكل كبير، خاصة أنها نجمة يعشقها الملايين من الجمهورين المصرى والعربى.

وتابع: «حرصت فى كتابة كلمات الأغنية على أن تكون فى سياق الدراما المقدمة داخل العمل، وتعبر عن المشاعر الموجودة خلال الأحداث، وتعاونت فيها مع الموزع الموسيقى أحمد عادل ومهندس الصوت هانى محروس والمكساج جورج يعقوب».

«ملف سرى» الزفتاوى: الآلات الشرقية أظهرت الثراء الفنى 

أعرب الموسيقار الكبير أشرف الزفتاوى عن سعادته وفخره بوضع الموسيقى التصويرية لأحداث مسلسل «ملف سرى» بطولة النجم هانى سلامة، واصفًا إياه بـ«تجربة فريدة وعمل قريب جدًا إلى قلبى، مقارنة بالأعمال الدرامية التى وضعت الموسيقى التصويرية لها خلال مشوارى».

وأضاف «الزفتاوى»: «وافقت دون تردد وبذلت مجهودًا جبارًا للخروج بملحمة موسيقية درامية قوية، خاصة أننى لمست أنه عمل مشحون بالثراء الفنى على كل المستويات بداية من السيناريو المكتوب بحبكة مختلفة، وبه كل التيمات من أكشن ورومانسية واجتماعية، لذا ركزت على إظهار الآلات الشرقية خلال صناعة الموسيقى».

أما عن كواليس التعاون مع فريق العمل، وشركة فنون مصر والتحضيرات الخاصة، قال «الزفتاوى»: «تشرفت كثيرًا بتكرار التعاون مع المنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، بعد تقديم موسيقى مسلسل «قيد عائلى» وأشعر بأريحية فى التعاون معهما، وسعيد جدًا بالتعاون الأول مع المخرج حسن البلاسى، والمؤلف محمود حجاج، فقد عقدنا عدة جلسات عمل منذ شهر ديسمبر الماضى للخروج بأفضل صورة، وتحدثنا كثيرًا عن خلق مادة موسيقية مغايرة لها أبعاد تتناسب مع طبيعة النص والصورة التى كان ينوى تقديمها وتخصصات الأبطال فى المسلسل وتبادلنا الآراء بكل بساطة والحمد لله، اتفقنا فى كل شىء ما جعل هذه المادة لها خصوصية كبيرة فى مستواها الموسيقى».

وأضاف: «الموسيقى التصويرية تستوحى وتتأثر كثيرًا بروح العمل، من خلال عدة مكونات، منها الشخصيات ومكان وزمن الأحداث، والسياق الدرامى قد يستوجب إحداث تغيرات مفاجئة فى الموسيقى، فمثلًا قد تبدأ مشاهد الحلقة بأجواء من التوتر، ثم تنقلب الأحداث إلى حالة من الحب أو التراجيديا أو إلى إيقاع صاخب، وهنا تلعب الموسيقى دورًا مهمًا فى كل تغيير، ومن ثم يأتى التحدى الحقيقى للمؤلف الموسيقى».