«الحمد لله اتشتمت».. كان هذا هو تعليق الفنان شريف سلامة حينما سألته «الدستور» عن ردود أفعال الجمهور حول شخصية «سيف الدندراوى» التى جسدها خلال مسلسل «فاتن أمل حربى»، وأثارت الجدل على السوشيال ميديا، لأنه جسد شخصية رجل يضرب زوجته ويهينها.

وقال «سلامة» إنه يحترم المرأة، ويرى شخصية «سيف» التى جسدها تعبر عن رجل غير طبيعى، مؤكدًا أن احترام المرأة ليس خيارًا، بل واجب على كل رجل.

وأشار إلى أنه لا يرى أن هناك منافسة بين الأعمال الدرامية المشاركة فى الماراثون الرمضانى «الأعمال تتكامل ولا تتنافس، وواجب كل ممثل أن يؤدى دوره ويترك الباقى على الله».

■ بداية.. كيف كانت ردود أفعال الجمهور حول شخصيتك فى مسلسل «فاتن أمل حربى»؟

- اتشتمت.. وكان ذلك أكبر دليل على النجاح، لذا أعتبر أن ردود الأفعال حول شخصية «سيف الدندراوى» جميلة جدًا.

الإجماع على كراهية شخصية درامية يؤكد اقتناع الناس بأننى تحولت إلى «سيف الدندراوى» بالفعل أمام الكاميرات، والحقيقة أننى لم أتوقع هذا النجاح الكبير.

وأقول للجمهور إن أحداث الحلقات المقبلة من المسلسل ستزيد من كراهيتهم لهذه الشخصية العنيفة القاسية.

■ كيف جرى ترشيحك للمشاركة فى المسلسل؟

- المخرج محمد جمال العدل «ماندو العدل» هو من عرض علىّ تجسيد هذه الشخصية، ووافقت فورًا، لأننى أحب التعامل مع «ماندو»، فهو مخرج واعٍ وحقيقى ويقدم دائمًا أعمالًا درامية تركز على مشكلات الواقع، وتعاونت معه من قبل فى مسلسل «الخروج»، وأتمنى أن أكون دائمًا عند حسن ظنه.

«ماندو» يثق فىّ جدًا، وهذا يدفعنى لأن أبذل كل الجهود الممكنة لكى تخرج الشخصية التى أجسدها بأفضل شكل.

ومن أهم أسباب موافقتى على المشاركة فى هذا العمل، هو أنه تأليف الكاتب الكبير إبراهيم عيسى، الذى يناقش دائمًا موضوعات قوية، فضلًا عن مشاركة الفنانة الكبيرة نيللى كريم، الممثلة المحترمة التى أعتبرها من أهم الممثلات فى جيلها، لأن لديها وعيًا كبيرًا.

■ ما رأيك فى تصرفات الشخصية التى جسدتها؟

- سيف الدندراوى رجل يعتبر المرأة من ممتلكاته، وتعانى فاتن أمل حربى بسبب تصرفاته، فهو يفعل أمورًا غريبة وقاسية ولا يقبلها أى شخص.

■ كيف كانت استعداداتك لتجسيد الشخصية؟

- تعاملت مع أكثر من شخص يتصرفون مثلما يتصرف «سيف الدندراوى»، راقبت هؤلاء ورأيت انفعالاتهم ومبرراتهم، وحاولت الشعور بما يشعرون به، وأتمنى أن أكون نجحت فى ذلك.

ورأيت فى الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى مشاهد كثيرة لرجال يضربون زوجاتهم.. آخرهم الشخص الذى خرج واعتذر لزوجته بعدما ضربها فى الشارع.. لم يكن يعلم أن القانون يعاقب على تلك الأفعال.

■ هل شعرت بالقلق بسبب تجسيد شخصية كهذه؟

- لا.. بالعكس، كنت متحمسًا جدًا، فأنا أبتعد بطبيعتى عن تجسيد أى شخصية مثالية.. ما الفائدة من تجسيد شخص طبيعى.

وعلى جانب آخر أنا سعيد بالمشاركة فى مسلسل يناقش قضية تهم كل أفراد المجتمع.. لا أبحث عن المثالية، بل أبحث عن التأثير وأشعر بسعادة كبيرة حينما أرى الناس تتفاعل مع شخصية أجسدها.

■ ما رأيك فى المرأة ومدى تأثيرها فى المجتمع؟

- المرأة هى نصف المجتمع، ولها حق المساواة مع الرجل فى كل شىء، لأنها تتحمل الأعباء مثلما يتحمل الرجل، وفى بعض الأحيان تكون مسئولياتها أكبر من الرجل، لأنها ترعى الأطفال وتقوم بشغل البيت.

احترام المرأة واجب، والتعامل معها بشكل لائق ليس خيارًا، وأدعو للمساواة فى الأجور بين الرجال والسيدات.

وبهذه المناسبة أود توجيه تحية لزوجتى الفنانة داليا مصطفى، التى تبذل مجهودًا كبيرًا فى رعاية الأولاد حينما لا أكون موجودًا.. لا بد من احترام المرأة والتعامل معها بلطف شديد.

■ هل نجاح الأسرة يتوقف على جهود الرجل أم المرأة؟

- الاثنان معًا بكل تأكيد، لذا لا بد من أن يكون هناك تعاون وتفاهم بين الزوجين، ولا شك أن المرأة تحمل العبء الأكبر فى الأسرة، لأنها تتولى التربية.

وأرى أن هناك أخطاء ترتكب خلال التربية، منها تمييز الولد على حساب البنت، وهذا الأداء سيئ، لأنه ينتج رجالًا يتعاملون مع النساء كخادمات.

أنصح أى رجل بأن يتعامل بحكمة مع غضب الست.. عليه احتواء انفعالاتها. وأؤكد ضرورة أن يتأكد كل رجل من قدرته على تحمل المسئولية قبل أن يقرر الزواج.

■ هل يمكن أن تسهم الدراما فى تغيير بعض قوانين الأحوال الشخصية؟

- نعم.. وأتمنى أن يجرى تعديل القوانين بما يحقق طموحات المرأة، وأرى أن الدولة تسير فى هذا الاتجاه وتحقق نجاحات كبيرة، وأرى أن الأعمال الدرامية لها دور كبير جدًا فى توعية الناس.

■ ما القضايا التى تتمنى أن تجرى مناقشتها فى الأعمال الدرامية؟

- لا بد من التركيز على قضية مشكلات حضانة الأطفال بعد الطلاق، وهناك موضوعات كثيرة يمكن مناقشتها بما يحقق المزيد من النجاحات للمرأة المصرية.

■ كيف ترى المنافسة الرمضانية هذا العام فى ظل وجود عدد كبير من الأعمال؟

- لا أرى أن هناك منافسة، وأرى أن كل ممثل عليه إتقان عمله فقط وترك الباقى لله عز وجل.. كل المسلسلات المشاركة فى الماراثون الرمضانى تناقش موضوعات مهمة، وأرى أن هناك تكاملًا لا تنافسًا.. المقارنة ليست شيئًا جيدًا.. فكل عمل له فكرة وظروف وهدف يسعى لتحقيقه.

■ هناك نجوم لا يشاهدون أعمالهم الفنية.. ما رأيك فى هذا التصرف؟

- عن نفسى، أحب مشاهدة أعمالى الفنية وتقييمها لأحسن من أدائى.. وقت التصوير لا يسمح لنا بالمشاهدة.

■ لماذا لا تشارك مع زوجتك داليا مصطفى فى عمل فنى؟

- أتمنى أن يحدث ذلك خلال الفترة المقبلة.. هناك سيناريوهات عرضت علينا كزوجين، لكنها لم تكن مناسبة.. الأهم من أن يتعاون الزوجان فى الفن، هو أن يقدم كل منهما ما يحبه.

■ ما معايير اختيارك للأعمال الفنية؟

- أتشاور مع داليا، قبل أن أتخذ قرارى بنفسى.. ولا بد من أن أكون مستمتعًا بالسيناريو ومتحمسًا لتجسيد الشخصية.. حينما أشعر بأن العمل مميز أوافق عليه على الفور.

■ ما رأيك فى حرص بعض الفنانين على الظهور الإعلامى؟

- أرى أن المهم هو أن يقدم الفنان أعمالًا درامية مهمة، تناقش قضايا مجتمعية وتلقى الضوء على المشكلات الموجودة فى المجتمع وتطرح لها حلولًا.. أما فكرة حرص الفنان على التواجد الإعلامى دون هدف واضح فلا أحب ذلك.

حديث الفنان عن حياته الشخصية ليس أمرًا جيدًا من وجهة نظرى، لأنه يجرى استغلال ذلك بشكل سيئ على السوشيال ميديا.. فوائد الظهور الإعلامى أقل من أضراره.. فإن كشفت عن جزء من حياتك الخاصة فأنت تعطى الحق للناس فى التدخل فى أمورك الشخصية وانتقاد تصرفاتك.

■ ما أهدافك المستقبلية؟

- أتمنى أن أقدم محتوى مهمًا، يحترمه الجمهور، لذا أحرص على أن أختار أعمالًا درامية تناسبنى وتضيف لمسيرتى الفنية.

أسعى لتقديم أعمال فنية تحقق فائدة للمشاهد.. وأتمنى أن تنال أعمالى إعجاب الجمهورين المصرى والعربى.

■ ما رأيك فى المنصات الرقمية؟

- المنصات الرقمية مهمة جدًا، لأنها أتاحت الفرصة للجمهور لمشاهدة الأعمال التى يريدها فى أى وقت على مدار العام.. وأحببت تجربة المشاركة فى أعمال تطرح على المنصات الرقمية، وأتمنى تكرار الأمر.

أرى أن المنصات الرقمية أنعشت سوق الإنتاج، وجذبت الشباب لمشاهدة الأعمال الدرامية، وجعلت الناس لا تركز على الموسم الرمضانى فقط.

■ هل تحلم بالبطولة المطلقة؟

- لا.. كل ما أفكر فيه هو تجسيد شخصيات مميزة والمشاركة فى أعمال فنية تناقش موضوعات مهمة.. هذه مسئولية الفنان.