هل تكون الحرب الأوكرانية حافزا أم عائقا أمام الحل في اليمن؟


إعلان

عاد إلى واجهة الحدث العالمي في الآونة الأخيرة عبر سلسلة من الخطوات تبدو على طريق الوصول إلى تسوية في البلد الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من سبع سنوات، وسط آمال وشكوك في إمكانية أن تبلغ هدفها بإحلال السلام في هذا البلد. وتأتي هذه الخطوات بينما تتجه أنظار العالم بالكامل نحو والحرب الدائرة فيها منذ أواخر فبراير/شباط بعد بدء هجوم روسي واسع النطاق عليها.

ففي الثاني من أبريل/نيسان بين التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين المدعومين من إيران المسيطرين على العاصمة صنعاء، حيز التنفيذ.

وتبع هذه الخطوة في السابع من أبريل/نيسان إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يضم أعضاء من الحراك الجنوبي الداعي لانفصال جنوب البلاد عن شمالها، ويترأسه الوزير السابق رشاد العليمي.

وجاء أول رد فعل على تشكيل المجلس من الرياض، التي رحبت به، وأكدت "دعمها الكامل" له و"للكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية". وقدمت السعودية دعما ماليا "عاجلا" لليمن بقيمة 3 مليارات دولار، تتضمن ملياري دولار مناصفة بينها وبين الإمارات دعما للبنك المركزي اليمني.

وجاء تشكيل هذا المجلس في اليوم الأخير من المحادثات حول اليمن التي نظمها مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دون وجود الحوثيين الذين رفضوا أي حوار في منطقة "العدو". واجتمع ولي العهد السعودي برئيس المجلس الجديد رشاد العليمي.

وسبق هذه الأحداث ، الذين أعلنوا قبلها بقليل لثلاثة أيام من جانب واحد.

وفور دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أمله في أن تؤدي إلى "عملية سياسية" لتسوية الصراع. تفاؤل لا يشاركه فرانسوا فريزون روش الباحث المختص بالشأن اليمني في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، الذي حاورته فرانس24، فأعرب عن تشاؤمه قائلا :"أخشى ألا يغير هذا المجلس الرئاسي وهذه الهدنة الوضع في حرب مستمرة ما دام النزاع قائما. الحرب في اليمن هي حرب محلية، لكنها حرب إقليمية ودولية أيضا. ولن تتم تسوية أي شيء حتى يجلس اللاعبون معا إلى طاولة المفاوضات".

وعلى الرغم من أن مراقبين يرون أن اجتماعات القوى الدولية بشأن الأزمة الأوكرانية التي تتزامن مع هذه الخطوات، قد تمثل مناسبة لبحث الحل في اليمن، إلا أن فرانسوا فريزون روش يرى أنه "عدا عن أن هذه الحرب تدور رحاها في مجلس الأمن الدولي أيضا، لأن فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لديها مصالح مالية هناك. وفي الوقت الحالي، تتجه أعينهم إلى أوكرانيا".

ويخشى المختص من أن "أكثر ما يقلقني هو أن اليمن تعيش وضعا إنسانيا مزريا بالفعل، وسيزداد الأمر سوءا مع الحرب في أوكرانيا. ولن تتمكن البلاد من مواجهة ارتفاع الأسعار، وخاصة القمح". إذ يعتمد اليمن بالكامل تقريبا على الاستيراد لتلبية احتياجاته الغذائية، ويشتري 30٪ من القمح الذي يستهلكه من أوكرانيا، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وليس اليمن وحده المتضرر من الحرب في أوكرانيا على المستوى الغذائي دوليا، إذ أن روسيا وأوكرانيا هما أكبر مصدرين للقمح في العالم، وأدى القتال إلى توقف صادرات القمح الأوكرانية، بينما قيدت العقوبات الغربية والدولية شحنات القمح الروسية إلى حد كبير.

و تضرر لبنان بشكل كبير من توقف صادرات القمح الأوكرانية، التي كانت تمثل نصف احتياجاته. كذلك تمثل الحرب تهديدا غذائيا لمصر والجزائر والمغرب وليبيا، والتي تعتمد جميعها على القمح الروسي أو الأوكراني أو كليهما لسد احتياجاتها الغذائية.

ويخلص فريزون روش إلى أن "هذه الهدنة، ستسمح على الأقل، خلال الفترة التي ستستمر بها، بوصول النفط الذي سيكون قادرا على توفير بعض الكهرباء للسكان وإيصال مساعدات غذائية إضافية".

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما لحكومة تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ مارس/آذار 2015، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف.

ويسيطر الحوثيون منذ 2014 على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، بينما يسيطر تحالف عسكري بقيادة السعودية يقدم الدعم لقوات الحكومة، على الأجواء اليمنية. 

ويبدو أن السعودية وحلفاءها في مجلس التعاون الخليجي متفائلون بإمكانية التوصل لحل. إذ دعا المشاركون في البيان الختامي الصادر لاجتماعاتهم مساء الخميس 7 أبريل/نيسان، المجلس الرئاسي الجديد إلى "الدخول في مفاوضات مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ونهائية". 

 

سيرييل كابو/ فؤاد حسن

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417
تاريخ الخبر: 2022-04-08 18:16:03
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 90%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

بوطويل وسليم يتطلعان لبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

أخنوش يحسم الجدل بخصوص التعديل الحكومي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:57
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:35
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

بوطويل وسليم يتطلعان لبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 15:26:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية