على مدار الثلاث سنوات الماضية نجحت الدراما المصرية فى المشاركة المؤثرة فى معركة بناء الوعى وعملية التنوير وتهذيب الوعى الجمعى والتأكيد على أن الفن قوة لا يستهان بها فى توثيق التاريخ، فبدءا من فيلم الممر الذى رصد بطولات الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف مرورا برصد بطولات رجال الظل فى هجمة مرتدة والعائدون لتوثيق جهاز المخابرات.
وصولا للاختيار بأجزائه الثلاثة والتى شكلت دراما قومية توثق لتضحيات رجال الجيش والشرطة فى الجزئين الأول والثانى ليأتى الجزء الثالث من الاختيار ليوثق مرحلة حاسمة فى تاريخ مصر التى تم فيها استرداد الدولة من قوى الشر.
واثبتت الدراما وقوة مصر الناعمة فى انها جزء لا يتجزأ من صناعة الوعى خاصة للأجيال الناشئة التى لم يتسن لها «المعرفة» لما دار فى مصر خلال ما قبل وبعد ثورة 30 يونيو، من خلال تجسيد بطولات تكشف للأجيال الحالية والقادمة المخاطر التى تحاك ضد الدولة المصرية وتريد النيل من استقرارها وفضح مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لهدم الدولة ومؤسساتها، وذلك بالتوثيق بالصوت والصورة بنشر مقاطع فيديوهات للقاءات قيادات الجماعة الإرهابية السرية فى نهاية كل حلقة من المسلسل لم يسبق إذاعتها تكشف حقائق جديدة تدين وتعرى الجماعة.
وتفضخ المخططات المتعددة لنشر الفوضى والنيل من استقرار المؤسسات الوطنية، فقد نجح الاختيار 3 رغم مرور أسبوع واحد فقط على عرضه فى التأكيد على أنه عمل يقدم رسالة موثقة للتاريخ، اما التفاعل الكبير مع المسلسل من قبل المشاهدين فى مصر والوطن العربى يوميا يعد بمثابة إحياء للقوة الناعمة المصرية ويؤكد على أن الدراما سلاح يمكن أن يخوض معركة البناء والوقوف فى وجه أعداء الوطن.
ومع استمرار التفاعل الإيجابى على صفحات التواصل الاجتماعى يوميا حول المسلسل فهذا يؤكد بالقطع أن هذا النوع من الدراما القومية هو المسار الصحيح فى استخدام سلاح القوة الناعمة وأن الدراما المصرية أثبتت قدرتها على التأثير فى تشكيل الوعى وإدراك الحقائق والوقوف أمام من يحاول تزييفها كما اثبتت قدرة الفن المصرى على الاستمرار فى الريادة من خلال أعمال تساهم فى بناء وعى اجيال، فالفن أحد أهم أسلحة القوى الشاملة للدولة المصرية فى معركة بناء الوعى.
وأحد أذرع القوى الناعمة للدولة التى استطاعت أن تكشف للجميع ما كانت تخطط له جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة بل وضد الشعب المصرى، وبالفعل نجح الاختيار 3 فى فضح ما كانت تصبو إليه الجماعة الإرهابية فى إشعال الفتن من جانب وإحداث الفوضى والانقسام من جانب آخر.
وفكرة «القرار» فى الاختيار 3 تعد بمثابة نقطة فارقة فى تاريخ الوطن كان لابد من توثيقها دراميا للتاريخ ولأجيال قادمة لذلك فإن النجاح الساحق الذى حققه المسلسل على مدار الأجزاء الثلاثة يؤكد أن المجتمع المصرى فى حاجة إلى هذه النوعية من الأعمال، فالنجاح الذى حققه الاختيار بأجزائه الثلاثة يعد نجاحا مكتمل الأركان من انتاج متميز وسيناريو غزير بالتفاصيل والوقائع المرتبة والمعالجة دراميا بشكل محترف.
وإخراج تميز فى نقل صورة واقعية وحية لكواليس تلك الفترة الصعبة بما يؤكد ريادة الفن المصرى وقوة تأثيره فى وعى المجتمع ومخاطبة إدراكه من خلال توضيح الحقائق المتعلقة بإرهاب جماعة الإخوان واستهداف القضاء وأجهزة الدولة وإصدار قرارات بالعفو عن عدد كبير من الإرهابيين خلال حكم الجماعة الإهابية وكان ذلك التوثيق من خلال نمط «المحاكاة الوثائقية» بدلًا من الترميز، وذلك من أجل تقديم الحقيقة التاريخية كاملة فثلاثية الاختيار اثبتت أنها أهم خطوة فى الحرب المعنوية ومعارك الوعى والتنوير.
اقرأ ايضا | رئيس الوزراء: الثقافة والفنون إحدى أدوات قوة مصر الناعمة
