إشادات جماهيرية واسعة، تجاه الدور الذى تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لاسيما فيما يتعلق بالموسم الدرامى فى شهر رمضان الحالى، والذى يُعد الموسم الأكبر والأضخم على مدار السنة، ويحظى بنسبة مشاهدات كبيرة جداً، فيحرص المتلقى على متابعة الأعمال الدرامية المختلفة، بما يضمن له «متعة المشاهدة»، والتى عادة ما تتحقق من خلال عرض مسلسلات جيدة ومتنوعة، بجانب تقليل الفواصل الإعلانية داخل كل مسلسل، وهو الأمر الذى اتبعته «المتحدة» مؤخراً، حرصاً منها على توفير المناخ الجيد للمشاهدة بالنسبة للجمهور.

رئيس المجلس الأعلى للإعلام: الشركة أطلقت مبادرة طيبة من تلقاء نفسها بخصوص الفواصل التى لا تتجاوز الـ3 فى المسلسل الواحد

قبل سنوات قليلة، كانت هناك شكاوى دوماً من قِبل البعض، لطول مدة الفواصل الإعلانية داخل المسلسل الواحد، لتجاوزها نصف الساعة، مما يُسبّب حالة من الغضب، والتى قد تصل توابعها إلى هجرة التليفزيون بشكل عام، لافتقادهم متعة المشاهدة التليفزيونية، وهى الحالة التى كانت تتجلى بشكل واضح عبر منشورات الجمهور عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعى.

وفى رمضان هذا العام، اتّبعت «المتحدة» نهجاً جديداً، فى خطوة فريدة واستثنائية من بين القنوات التليفزيونية المختلفة، وذلك من خلال تقليل مدة الفواصل الإعلانية، مما يسهم فى جذب الجمهور من المنصات الرقمية لصالح شاشات التليفزيون مرة أخرى، خاصة أنّ لها متعة خاصة، لاسيما كبار السن الذين اعتادوا مشاهدة المسلسلات على شاشات كبيرة وليس على الهواتف المحمولة كما يتبع عدد من الشباب حالياً.

وتقدم «المتحدة» وجبة درامية شاملة ومتنوعة فى شهر رمضان، بمشاركة باقة مميزة من النجوم الذين يحظون باحترام وثقة المشاهد، إذ تعرض حزمة من المسلسلات ما بين الكوميدى، والاجتماعى، والإثارة والتشويق، والأعمال الوطنية وغيرها، مثل «الاختيار 3»، و«العائدون»، و«راجعين يا هوى»، و«المشوار»، و«الكبير أوى 6»، «مكتوب عليا»، و«فاتن أمل حربى»، و«أحلام سعيدة» و«جزيرة غمام» و«سوتس بالعربى» و«فى بيتنا روبوت» و«دايماً عامر» و«ملف سرى» و«يوتيرن»، وذلك بجانب خريطة برامجية مميزة ما بين الدينى والترفيهى على مختلف قنوات المجموعة.

يسرى الفخرانى: الشركة وضعت ضوابط محدَّدة للمدة الإعلانية.. ونجحت فى عودة ما يسمى بـ«المشاهدة العائلية»

وبدوره، قال الكاتب يسرى الفخرانى، رئيس المحتوى الدرامى داخل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إنّ «الشركة اتبعت نهجاً جديداً قبل انطلاق شهر رمضان، فيما يتعلق بالفواصل الإعلانية، إذ تسعى للحفاظ على المحتوى التليفزيونى المعروض عبر قنواتها، سواء قناة عامة، أو قناة مخصّصة للمسلسلات».

وأضاف يسرى الفخرانى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن «الشركة المتحدة وضعت حدوداً وسقفاً للمدة الإعلانية، مما يسهم فى الالتزام بخريطة درامية واضحة، بجانب وضع كود لحجم المحتوى الإعلانى فى كل مسلسل، فكل هذه الضوابط جرى تنفيذها بدقة شديدة، بناءً على القرارات التى اتخذها مجلس إدارة الشركة المتحدة قُبيل انطلاق شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على متعة المشاهدة عند الجمهور، لا سيما أن هناك موسماً درامياً قوياً ومتنوعاً ما بين الكوميدى، واللايت كوميدى، والاجتماعى، والإثارة والتشويق، وكذلك الأعمال الوطنية وغيرها».

وأكد رئيس المحتوى الدرامى داخل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه جرى رصد نسب حجم المشاهدات للقنوات، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تبيّن أنّ المشاهد عاد مجدداً للمشاهدة الجماعية والعائلية، قائلاً: «ناس كثيرون صارت لديهم رغبة فى مشاهدة مسلسل ما عبر شاشة التليفزيون، بالتزامن مع عرضه التليفزيونى الأول.. أى فى الوقت نفسه الذى يجتمع فيه ملايين المشاهدين على متابعة هذا العمل».

وأضاف أنّ «المتحدة حرصت على عودة المشاهدة العائلية، وهذا تحقق منذ الأيام الأولى فى رمضان»، لافتاً إلى أنّ «الشركة نجحت فى تقديم نموذج المشاهدة التليفزيونية العائلية، وذلك ليس فقط بسبب نسبة الفواصل الإعلانية وتقليلها، ولكن أيضاً نظراً للتنوع الدرامى الحاصل فى خريطة المسلسلات».

وتابع أنّ «تلك الجهود المبذولة وراءها فريق عمل ضخم جداً، إذ هناك فكر مؤسسى واستراتيجية واضحة من قِبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، لافتاً إلى اتباع هذا النهج أيضاً بعد انتهاء موسم دراما رمضان.

من جانبه، كشف الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن الضوابط التى أقرها المجلس منذ فترة بخصوص الإعلانات والفواصل الإعلانية، قائلاً: «طلبنا من جميع القنوات الفضائية آنذاك ألا تسرف فى الإعلانات المعروضة لديها، حتى لا تفسد متعة المشاهدين، وأنّ يكون هناك نوع فى الانضباط بتلك الفواصل، وألا تزيد مدتها على مدى معين، بحيث لا يكون المسلسل عبارة عن إعلانات تتخللها مشاهد درامية»، مشدداً على ضرورة تحقيق التوازن بين متعة المشاهد والعائد المادى، لاسيما أنّ الإعلانات تعد مصدر دخل مهماً وكبيراً للقنوات فى شهر رمضان المبارك». وقال كرم جبر، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ القنوات التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والمتمثلة فى «الحياة»، و«dmc»، «Cbc» و«ON» وقنواتها الدرامية، تلتزم بـ3 فواصل إعلانية فقط فى مسلسلاتها، فيما تصل مدة الفاصل الواحد إلى نحو 5 دقائق، متابعاً أنّ «ذلك الأمر كان مبادرة جيدة وطيبة من القائمين على الشركة من تلقاء أنفسهم، إذ جرى الالتزام بالضوابط الإعلانية، وحافظت على تحقيق المعادلة بعدم إفساد متعة المشاهدة».

وأضاف رئيس المجلس الأعلى للإعلام أنّ «قنوات المتحدة التزمت أيضاً بالضوابط الأخلاقية فيما يتعلق بالإعلانات، ليتماشى مع الكود الأخلاقى والسياسة العامة للدولة»، مؤكداً أنّ «ذلك يسهم فى حماية المشاهد من بعض اللقطات التى قد تؤذى مشاعره، خاصة أنّ التليفزيون مختلف عن السينما، فهذا الجهاز موجود داخل كل البيوت ويجتمع حوله جميع أفراد الأسرة، فهناك مساعٍ لعدم إيذاء مشاعر الجمهور أو إحداث حرج لهم».

وتابع أنّ «المتحدة تحرص على إخراج الطاقات الإبداعية الموجودة بداخل عناصر العاملين بها، لتقديم محتوى إعلانى ودرامى، بعيداً عن تزييف الواقع، وبما يراعى القيم والأخلاقيات».

وأشار إلى تراجع كبير فى الإعلانات التى كانت تستعطف المشاهدين بهدف جمع التبرعات، لا سيما المتعلقة بالمستشفيات والجمعيات الخيرية، قائلاً: «السنوات الماضية، كنا نشاهد إعلانات قد تسخر المرضى فى البكاء لاستعطاف الجمهور ودفعهم للتبرع فى النهاية، لكن غياب هذه النوعية من الإعلانات يُعد تطوراً كبيراً، فلم نعد نرى محتوى عبارة عن تسول».

ويرى الكاتب كرم جبر أنّ الفترة المقبلة قد تشهد آلية جديدة تجاه الاهتمام بمضمون الإعلانات بشكلٍ أكبر، قائلاً: «ليس المهم طول مدة الإعلانات، بقدر القيمة المادية التى تعود على قناة العرض، وتأثيرها المباشر وغير المباشر على الجمهور، بجانب تحقيق متعة المشاهدة أيضاً».

طارق الشناوى: الآلية الجديدة جذبت المتلقى من المنصات الرقمية لصالح شاشات التليفزيون

أما الناقد طارق الشناوى فقد أشاد بجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى ضبط الحالة الدرامية والفضائية، وكان آخرها تقليل مدة الفواصل الإعلانية فى المسلسلات المعروضة عبر قنواتها، قائلاً فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «فى ظل انتشار المنصات الرقمية، صار قطاع من الجمهور يعزف عن مشاهدة التليفزيون هرباً من الإعلانات، لكن النهج الجديد الذى اتبعته «المتحدة»، أسهم فى جذب الجمهور مجدداً».

وأشار طارق الشناوى إلى «أنه قبل سنوات، كانت مدة حلقة المسلسل تصل إلى نصف ساعة تقريباً، ويُعرض خلالها نحو ساعة ونصف الساعة محتوى إعلانى، مما تسبّب فى عزوف الجمهور عن التليفزيون، لكن هذه المعادلة تغيّرت تماماً بجهود الشركة المتحدة».

وأكد الناقد الفنى أنّ «هذا النهج الجديد الذى اتبعته الشركة المتحدة، سيكون له بالغ الأثر الإيجابى، سواء على مستوى صناعة الإعلان أو حتى محتوى الدراما، سيؤثر إيجابياً فى اتجاهات عدّة».

كما أشاد الناقد أندرو محسن بالمبادرة التى أطلقتها «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، فيما يتعلق بالفواصل الإعلانية، قائلاً فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ «السنوات الماضية كانت هناك حالة من العزوف عن شاشات التليفزيون لصالح المنصات الرقمية، والتى تعرض الأعمال الفنية دون فواصل إعلانية تماماً، وذلك بسبب اعتمادها فى مصادر الدخل على اشتراكات الجمهور، عكس التليفزيون الذى يعتمد بشكلٍ كبير على الإعلانات كمصدر أساسى للدخل».

ويرى أندرو محسن أنّ «المبادرة التى أطلقتها المتحدة تسهم فى استقطاب الجمهور مجدداً لمشاهدة التليفزيون، فى ظل تقليل عدد الفواصل الإعلانية وبشكلٍ منطقى، إذ إنّ ذلك الأمر لم يعد يشكل أزمة أو عائقاً أمام المشاهدين»، مؤكداً أنّ تلك المبادرة لها جوانب إيجابية عدة، لعل أبرزها استفادة شركة الإنتاج، وكذلك المعلنون من تفاعل المشاهد مع المحتوى الإعلانى.

كما أيدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، رؤية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فيما يتعلق بتقليل مدة وعدد الفواصل الإعلانية داخل كل مسلسل، قائلة، لـ«الوطن»: إنّ «هذه السياسة الجديدة إيجابية جداً، كونها تساعد المشاهدين على متابعة الأعمال الدرامية المفضلة لهم، خصوصاً أنّ هناك مسلسلات جادة وتستحق المشاهدة، مثل الاختيار 3 والعائدون وغيرهما».

وأشادت ليلى عبدالمجيد بقرار عرض فواصل إعلانية عقب تتر البداية مباشرة، وعقب نهاية المسلسل، مما يعطى المشاهد الفرصة لمتابعة المسلسل فى ظروف جيدة بأقل عدد من الفواصل داخل أحداث الحلقة، موضحة أنّ ذلك سيدفع المتلقى لمتابعة الحلقة باستيعاب شديد دون تشتيت.

وقالت إنّ دراما رمضان هذا العام متميزة جداً، وبها تنوع كبير، لا سيما أن هناك بعض المسلسلات تناقش قضايا مهمة تشغل بال قطاع كبير من الجمهور، بعيداً عن العنف وإثارة الجدل.