بلغة العصر يتداول كثير من الناس تغريدات إلكترونية مستوحاة من أقوال وأمثال دارجة تتصادم مع صحيح العقيدة ، فيحصد مغردها وناشرها الأوزار الجارية تهاونا مع أمانة الكلمة ، وهذه سلسلة وقفات مع بعض التغريدات الأكثر شيوعا للتصويب وتغيير ما بأنفسنا .
من الأقوال التى تتعارض مع مبادئ الدين وأصوله الاجتماعية المثل السابق الذى يبدو كأنه دعوة لعدم تربية ورعاية اليتيم ، فقد أكد الإسلام على أهمية التكافل وأوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحسن معاملة اليتيم قائلا: ( أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ) وهى إشارة إلى مكانة راعى الأيتام وثوابها عند الله فى الدنيا والآخرة ، فالإسلام حرص على إظهار التسامح والتلاحم بين أفراد المجتمع لتحقيق التكافل الاجتماعى فى أبهى صوره لحفظ المصالح العامة والخاصة ودفع الضرر والأذى وجلب النفع والخير خاصة تجاه المستضعفين والذين لا يملكون قدرة على جلب منفعة لأنفسهم إما لضعف أو عجز أوفقر أو يتم.
ولا تقتصر طرق تحقيق التكافل على النفع المادى فقط بل تتعداه إلى كل ما يمكن تقديمه للإنسان من رحمة وعطف ومنهم الأيتام سواء من أولى القربى أو كانوا أجانب وأجر الكافل أن يكون رفيقا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى الجنة ويلحقه أجر من ينفق فى سبيل الله وإذا كان اليتيم من الأقارب كان لكافله أجران الكفالة وصلة الرحم.
وتعنى الكفالة ضم اليتيم وتلبية جميع احتياجاته وتعد من حقوق اليتيم على كافله ومنها حق المال والإطعام والإيواء والإكرام وحرمة القهر وحفظ ميراثه وتنميته إن وجد وحق القسط والإحسان.
ومن الحكمة الإلهية أن يكون رسول الأمة صلى الله عليه وآله وسلم يتيما مواساة لليتيم وشرفا له، ومن الموبقات السبع التى تهوى بصاحبها فى النار أكل مال اليتيم وسمى آخذه ( آكلا ) دلالة على عظم إتلاف الشيء وتشنيع الفعل .
اقرأ ايضا
أمين «البحوث الإسلامية»: إكرام الأيتام منزلة رفيعة عند الله
