شارك المئات الأحد في وقفة احتجاجية وسط العاصمة التونسية إحياءً لـ"عيد الشهداء"، وللمطالبة بـ"عودة المسار الدستوري" في البلاد، وسط انتشار مكثف من قوات الأمن.

وأقيم التجمع أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، بدعوة من "المبادرة الديمقراطية - حراك مواطنون ضدّ الانقلاب"، وفق وكالة الأناضول.

ونُظمت الوقفة وسط حضور أمني مكثف بالشارع الرئيسي للعاصمة والمداخل القريبة المؤدية إليه.

وردّد المحتجون شعارات مناهضة للرئيس قيس سعيد منها "الشعب يريد ما لا تريد"، و"يسقط الانقلاب"، و"حريات.. حريات دولة البوليس وفات"، و"دستور، حرية، كرامة وطنية" و"بالروح بالدم نفديك يا علم".

وجاءت الوقفة أيضاً إحياءً لـ"عيد الشهداء" الموافق لتاريخ 9 أبريل/نيسان.

وأحيا التونسيون السبت الذكرى 84 لعيد شهداء أحداث 9 أبريل/نيسان 1938 التي سقط فيها العشرات من التونسيين على يد الجنود الفرنسيين في مسيرات سلمية، للمطالبة ببرلمان تونسي وبإصلاحات سياسية زمن الاحتلال الفرنسي للبلاد (1881-1956).

وفي كلمة باسم المحتجين خلال الوقفة قال القيادي في حراك "المبادرة الديمقراطية - مواطنون ضد الانقلاب" جوهر بن مبارك: "أنتم بالآلاف اليوم في شارع الثورة".

وأضاف: "والي تونس أراد منع المقاومين أن يقاوموا الانقلاب في شارع الثورة وها نحن هنا".

و"المبادرة الديمقراطية" هي إطار سياسي أعلن عنه حراك "مواطنون ضد الانقلاب" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويجمع ناشطين سياسيين مستقلين من توجهات فكرية مختلفة ومسؤولين سابقين بالرئاسة التونسية، نظموّا تظاهرات عدة ضد إجراءات سعيد، وحضرها آلاف التونسيين.

في المقابل، قالت وزارة الداخلية التونسية، في بيان إن "مجموعة من الأشخاص تعمّدوا اليوم تنظيم وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بشارع بورقيبة، رغم تخصيصه للأنشطة الإبداعية والثقافية والسياحية والاستعراضية بقرار صادر عن ولاية تونس".

وأضاف البيان: "يمكن للراغبين في ممارسة حقهم في التظاهرات الاحتجاجية، استغلال ساحة حقوق الإنسان لهذا الغرض".

وأوضح أن "عدد المحتجين بلغ 400 شخص، اختلطوا مع المارة ومستعملي الطريق مما عطّل حركة الجولان والتسوق بالشارع".

وتابعت الداخلية بأنه "تعاملاً مع هذا الحدث جرى تركيز نقاط تفتيش وتكثيف الوجود الأمني لحماية للمواطنين والمارة، وتسهيلاً لانسيابية حركة المرور".

وفي 18 مارس/آذار الماضي، قرر والي تونس كمال الفقي، "منع التظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة وتخصيصه لممارسة الأنشطة الإبداعية والثقافية والسياحية لا غير، وتحويل التظاهرات الأخرى إلى ساحة حقوق الإنسان أو إحدى الساحات العمومية الأخرى بشارع محمد الخامس".

وتعاني تونس أزمة سياسية حادة، منذ 25 يوليو/تموز الماضي، حين بدأ سعيّد آنذاك فرض إجراءات استثنائية منها: تجميد اختصاصات البرلمان (قبل إصدار قرار بحله يوم 30 مارس/آذار المنصرم) وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وحل المجلس الأعلى للقضاء.

وتعتبر قوى تونسية تلك الإجراءات "انقلاباً على الدستور"، بينما ترى فيها قوى أخرى "تصحيحاً لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي، بينما يقول سعيد إن إجراءاته هي "تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم".

TRT عربي - وكالات