ونحن نشاهد مباراة الهلال أمام الشارقة الإماراتي في مجموعات بطولة آسيا للأندية الابطال أدركنا أننا في ورطة حقيقية وحيرةٌ كبيرة ستصيبنا في الدوحة. لا صالح الشهري ولا عبد الله الحمدان يمكن التعويل عليهما لقيادة هجوم الأخضر في المونديال القريب.
يبدو أننا في مركب الخوف إلّا رينارد وفريقه الفنّي ومعهم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. الفرنسي الذي يقود دفّتنا الفنيّة يرى أن الحمدان مهاجم يمكن أن يقدّم الكثير في معارك المونديال الثلاث. هذا أمر لا نصدّقه نحن بالنظر إلى حضور المهاجم الأزرق وحركته في المعلب. بعد مباراة الاتحاد والفيحاء الأخيرة في كأس الملك توجّهنا نحو التمسّك بمالك عبد المنعم وقلنا لعلّه يكون ضالّتنا. لكن الوضع يحتاج إلى أكبر من عبد المنعم.
الواقع يقول إننا سنذهب إلى قطر بفريق قوّته تكمن في وسطه وتحديدًا لدى عنصر واحد اسمه سلمان الفرج، وهذا وضع خطر جدًا ومقلق حد الارتباك. كما أن وجودنا الهجومي سيعتمد على ما لدى سالم الدوسري من مراوغات لا تصيب في كثيرها. ماذا نفعل وكيف سنتجنّب ضربات الأرجنتين والمكسيك وبولندا؟
بناءً على التقسيم الدولي نحن أضعف فرق المجموعة، وفي مستوى التصنيف الأخير من بين الأقوياء، وهذا يتطلّب تفكيرًا مختلفًا والتعامل مع الموضوع بأكمله بالوقوف على عامل الوقت والتجارب السابقة والوضع المقبل. لا نريد أن نعود من مجرّد مشاركة لنتبادل إغاظة الداخل ولا يليق بنا أن يختطف الصوت الأخضر ألسنة مأسورة بميولها ونظرتها الضيّقة. إن الفرح إن حدث فهو للجميع والحزن سيشملنا كُلّنا ولن يقول العالم إلّا المنتخب السعودي لا منبع اللاعب ولا النادي المنتمي له.
والآن، ربما يقول قائل إن الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن شكل ولون الفريق السعودي في المونديال لكنّ ذلك غير صحيح والجميع بدأ في إعداد العدّة، فالمونديال ليس مثل البطولات القارية ولا التصفيات الأولية، وكل المنتخبات أبدت مواقفها بعد ظهور قرعة المجموعات.
إن مكمن المشكلة في غياب عنصر هجومي فعّال ولا يمكن المراهنة على ما لدينا لأننا فقط نتوسّم فيهم الخير، فهذه عاطفة مُضرّة ستقودنا إلى تقاذف المسؤوليات وتنمية الحسرة الداخلية.
لقد تأهلنا الآن ورقصنا وغنّينا وفرحنا وانتهت مرحلة النشوة وحانت ساعة الحقيقة، والتفكير بعقلٍ مختلف يأخذنا إلى الفوز حتى ولو كان ذلك بالتجنيس وتوظيف عناصر أكثر قوّة، فقد فعلت ذلك قبلنا ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا، وما نحن إلّا جزء من عالم كُرة القدم.
*نقلاً عن الرياضية الإماراتية
