ذكرت صحيفة "تايمز" نقلاً عن مسؤولين أن روسيا ارتكبت "خطأً استراتيجياً فادحاً"، دفع فنلندا والسويد إلى التأهب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" بحلول الصيف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن مسألة انضمام الدولتين الاسكندنافيتين كانت "محل نقاش وجلسات متعددة" خلال محادثات بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأسبوع الماضي، حضرها ممثلون عن السويد وفنلندا.

وبقيت الدولة الاسكندنافية التي يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة غير منحازة عسكرياً، لأسباب من بينها تجنّب استفزاز جارتها الشرقية التي تفصلها عنها حدود يبلغ طولها 1300 كلم.

لكن الهجوم الروسي على أوكرانيا، ضاعف نسبة الدعم الشعبي لانضمامها إلى الناتو من 30% إلى 60%، حسب سلسلة من استطلاعات الرأي الجديدة.

وقال رئيس الوزراء الفنلندي السابق ألكسندر ستاب: "يجب عدم التقليل إطلاقاً من قدرة الفنلنديين على اتخاذ قرارات سريعة عندما يتغير العالم"، وفق حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية.

أعلنت فنلندا استقلالها في 1917 بعد 150 عاماً من الحكم الروسي، وواجه جيشها غزواً لقوات سوفيتية تفوقه عدداً بكثير خلال الحرب العالمية الثانية، لكنه ألحق خسائر فادحة بالجيش الأحمر.

وانتهت الأعمال العدائية باتفاق سلام شهد تنازل فنلندا عن العديد من المناطق الحدودية للاتحاد السوفيتي.

ومن المرجح أن ينظر الكرملين إلى محاولة فنلندا الانضمام إلى الناتو على أنها استفزاز، إذ تعتبر موسكو أن توسع الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة عند حدودها يمثّل خطراً على أمنها.

وحذر رئيس فنلندا سولي نينيستو من أن رد روسيا يمكن أن يكون "متهوراً"، ويشمل خروقات برية وجوية وهجمات متنوعة.

بدوره تعهد الكرملين "بإعادة التوازن إلى الوضع" في حال انضمام فنلندا إلى الناتو.

من جانبه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الدول الأعضاء في الناتو قد تكون مستعدة لتقديم ضمان أمني لتغطية الدولتين المحايدتين من وقت إعلانهما عن محاولة الحصول على عضوية محتملة حتى يجري اعتماد طلبيهما.

بمجرد أن تصبحا عضوتين ستستفيدان من بند الدفاع الجماعي لحلف الناتو، الذي يلزم جميع الأعضاء بمساعدة أي حليف يتعرض للهجوم.

وقال ستولتنبرغ: "أنا واثق من أننا سنجد سبلاً لمعالجة المخاوف التي قد تكون لديهما فيما يتعلق بالفترة بين التقدم المحتمل والتصديق النهائي”، ورفض التكهن بما قد تتضمنه تلك الضمانات الأمنية.

TRT عربي - وكالات