قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنّ نصر أكتوبر أعظم انتصارات الأمة العربية في تاريخها الحديث، فالجندي المصري يقاتل عن عقيدة، ويتلقى تدريبات على أعلى مستوى.

وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أثناء استضافته مع الإعلاميين محمد الشاذلي وجومانة ماهر في برنامج «صباح الخير يامصر» على القناة «الأولى المصرية»، أنّ القيادة في القوات المسلحة تمثل قدوة للجنود: «القدوة دائما تتقدم الصفوف، مثل الشهيد البطل عبدالمنعم رياض، وفي التاريخ الحديث الشهيد البطل أحمد المنسي، فالقائد العسكري بعقيدة الجيش المصري يتسم بالجرأة والشجاعة ويتقدم الصفوف».

حرب العاشر من رمضان

وتابع الحلبي أنّ حرب العاشر من رمضان تدرس في دول كثيرة وأكاديميات عسكرية عريقة، وأنّها الحالة المثالية لقوات مسلحة أقل في الإمكانيات، حققت أهدافها وانتصرت على قوات عسكرية أعلى منها في الإمكانيات، ما ترتب عليه فرض الرئيس السادات في الكنيست الإسرائيلي لشروط مصر في عملية السلام».

وأشار الحلبي إلى أنّ العقيدة المصرية في التدريب التي تؤمن بمقولة «العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة»، وهو ما جعل العبور «سيمفونية رائعة» أبهرت العالم، وانهارت بسببها قيادات إسرائيل، لافتا إلى أنّ أمريكا شكلت لجنة «واشنطن اسبيشيال أكشن جروب» بقيادة الرئيس الأمريكي، وغرفة عمليات بالتعاون مع المجلس القومي الأمريكي يدير العملية لصالح إسرائيل، كما مدت أمريكا إسرائيل بجسر استراتيجي جوي وبحري لمدة شهر، لتعويضها عن الخسائر التي تكبدوها في الحرب، إضافة الى طائرات للاستطلاع ارتفاعها عالٍ جدا فوق 80 ألف قدم، تستطلع الجبهة حتى يتسنى لها مساعدة إسرائيل أثناء الحرب الدائرة.

واستكمل الحلبي: «هنا تكمن عظمة الرئيس السادات أنّه أدرك أنّ الحرب لم تعد بين مصر وإسرائيل، إنّما أصبحت بين مصر وإسرائيل وأمريكا، وكان الهدف تدمير القوات المسلحة التي تمكنت من العبور، وهنا قبل الرئيس السادات وقف إطلاق النار بعد مناشدات عدة، وبذلك كان انتصار الجيش المصري في المعركة كارت من كروت القوة التي أخذها معه على مائدة المفاوضات».

توقيت حرب السادس من أكتوبر

ولفت إلى أنّ اختيار موعد حرب السادس من أكتوبر والموافق العاشر من رمضان، خضع لتخطيط وتحليل معلومات عن أيام السنة وكل عناصر العبور، بما فيها قناة السويس والمد والجزر، مشيرا إلى أنّ تحديد الساعة تخضع للتخطيط، كي يتثنى للقوات المقاتلة التمهيد النيراني والانتهاء منه ثم فتح الثغرات».

وتابع أنّ من خطط للحرب من الرموز العسكرية في العالم وليس في مصر فقط، وعلى رأسهم المشير محمد عبدالغني الجمسي، الذي كان يتولى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة في هذا الوقت، وأنّ أختيارهم للتوقيت كان يتسم بالاحتراف، حيث واكب موعد الحرب يوم سبت، وهو عطلة في إسرائيل، كما واكب أيضا أحد أعياد اسرائيل.

وأكد أنّ الشهر الفضيل يعطي طاقة إيجابية خاصة للمقاتل، الذي كان ينتظر رد الكرامة والاعتبار وعودة أرض سيناء الغالية، مشيرا إلى أنّه رغم بعض محاولات السلام قبل حرب العاشر من رمضان، إلا أنّها كانت تتضمن عدم عودة أرض سيناء كاملة، وإبقاء قواتها على الأرض التي احتلتها عند 3 خطوط دفاعية أقامها العدو الصهيوني على طول القناة، «خط نيران عند قناة السويس باعتبارها مانعا مائيا»، و«خط نيران عند ساتر ترابي ذو ارتفاع كبير طوله 20 مترا وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، وخط النيران الثالث عند خط برليف وهو دشم حصينة عليها خطط نيران متكاملة».

وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أنّه رغم أنّ نظرية الحدود الآمنة نظرية سليمة، إلا أنّ الجيش المصري أسقطها في 6 ساعات، حيث تضمن العبور 3 اقتحامات رئيسية لثلاثة خطوط دفاعية، كل خط عليه خطة نيران متكاملة، ما غيّر الفكر العسكري في العالم أجمع، وقضى على نظريات عسكرية صحيحة اعتنقها العالم لأعوام طويلة، وهنا تكمن عظمة الجندي المصري رغم تفوق السلاح الإسرائيلي على السلاح المصري».