ضرب الشاب أحمد عسيري، من ذوي الإعاقة، مثال الإصرار والتحدي في مجال العمل الحر، مطورًا مهنته في بيع البطاطس منذ ستة أعوام لينتقل من بسطة صغيرة إلى محل كبير، رغم أنه عاطل عن العمل ولم يستسلم؛ ليصبح أشهر بائع وملك مدفونة البطاطس، كما يطلقون عليه في الدرب.

جهود ذاتية

كشف أحمد عسيري أنه شاب عاطل عن العمل وكافح البطالة وعمره 40 عامًا، وصاحب إعاقة في القدم إلا أنها لم تثنيه هذه الأمور بل دفعته للعمل الحر والاعتماد على نفسه لتأمين المستلزمات اليومية لأسرته، المكونة من زوجة وأطفال وإخوان وأخوات، مؤكدًا أنه لم يجد الدعم من أي جهة حكومية، بل كان اعتماده شخصيًا وبجهود ذاتية، حيث كانت بدايته في بسطة صغيرة داخل حي أبو السداد القديم منذ ستة أعوام، مطورًا منتجه من وقت إلى آخر، والآن افتتحت هذا المحل منذ ثلاثة أشهر، وما زلت واقفًا على قدمي رغم إعاقتي، وأشكر «الوطن» التي دعمتني وقدمتني للناس.. بصراحة دائمًا وأبدًا مع شباب وشابات محافظة الدرب وفي جميع المجالات.

إقبال وتشجيع

يقول عسيري أقدم لزبائني طعامًا بمذاق مختلف، وهذا ما حرصت عليه منذ بداية مشروعي الصغير، وقد وجدت إقبالًا كبيرًا وتشجيعًا من قبل الشباب وكبار السن على حد سواء، مما جعل لدينا زبائن يأتون إلينا من كل مكان، فالمنتج ليس جديد.. بيع البطاطس مقلية أو مسلوقة، ولكنني طورته بشكل مختلف وعملتها «مدفونة البطاطس»، داخلها جبن وبصوص خاص بنا، وغيرها من الصوصات، وبسعر يبدأ من 10 إلى 15 ريالًا للصحن، مع بعض الأكلات والسندوتشات من بطاطس مقلية وسمبوسة والعصيرات والنكهات المختلفة والمنوعة.

همم عالية

أشار إلى أن أكثر الشباب السعودي مبدع وصاحب همم عالية.. فقط يحتاجون للدعم والتسهيلات ودولتنا ما قصرت فتحت المجال ودعمت، وأتكلم عن نفسي أنا.. ما كان سهل عليه الأمر في بدايته، ولكني قاومت كثيرًا من الصعوبات حتى أثبت جدارتي، وما راح أوقف وباستمر في مجالي هذا فإعاقتي جعلت الجميع ينادونني بـ«ملك المدفونة»؛ ولذلك نصيحتي لكل شاب وشابة إذا لم تجد فرصتك في الوظيفة فلا تيأس واتجه إلى العمل الحر، واسلك أي مجال.. فالبداية صغيرة وبعدها تكبر وتتوسع بالصبر والتطوير.