لازالت اكتشافات الغاز المغربي تثير الفضول وتسيل مداد الباحثين، وقراءات المتخصصين سواء الحلفاء أو الخصوم، خاصة بعد انقطاع الإمدادات الجزائرية قبل خمسة أشهر من الآن وكيف يمكن تعويضها؟ .
ووجهت “منصة الطاقة” الأمريكية المتخصصة في أسواق الطاقة تساؤلا حول إمكانية تعويض اكتشافات الغاز المغربي لإمدادات الجزائر، تاركة الجواب لمن وصفتهم بالخبراء الجزائريين.
وزعم سعيد بغول المدير السابق للاستكشافات في مجمع سوناطراك الجزائري أن وجود حقول تحتوي على الغاز في المغرب لا يعني القدرة على استغلالها قبل 10 سنوات، مقابل ذلك يؤكد الخبير الاقتصادي والنفطي الجزائري عبد الرحمان عية أن بدء الاستغلال التجاري وبيع المخزون من النفط أو الغاز، أو استعماله لتغطية الطلب المحلي، تُقدَّر في المتوسط بنحو 3 سنوات منذ بداية أعمال الحفر الخاصة بالإنتاج.
ولم يخف عبد الرحمان عية أن “المغرب قادر تعويض كمية الإمدادات من الغاز الجزائري التي تم قطعه عبر أنبوب “ميدغاز” بحكم كون الإمدادت ليست كبيرة”.
وأكد “عية” في تحليله إلى أن المغرب قادر على تعويض الغاز الجزائري، لا سيما أن الاستثمار في القطاع الطاقوي والنفطي مرتبط أيضا بالمعطيات الجيوسياسية، والتوازنات الدولية، وكذا القرارات السياسية، قائلا: إنّ “احتمال حصول المغرب على مساعدات مالية وتقنية من أوروبا وارد، في محاولة للبحث عن بدائل لإمدادات الغاز الروسي”.
الفوسفاط المغربي.. درجة نقاء عالية
في المقابل، يرى مدير الدراسات السابق بوزارة الطاقة الجزائرية والخبير الدولي، عبد الرحمان مبتول، أن “المغرب بالإضافة إلى الغاز فهو قادر على التوجه نحو الاستثمار في موارد باطنية أخرى، منها مجال الفوسفاط، لا سيما في منطقة الريف، وهو ما يمكن أن يدل على وجود مخزون من الموارد في المنطقة”.
ولم يخف مبتول أن “الفوسفاط المغربي يتميز بدرجة نقاء عالية تتراوح بين 53 و60 بالمئة، حسب الدراسات التقنية، من ثم فإنّ تكلفة تحويله لمادة تجارية لن تكون مرتفعة، خاصة أنّ أسعار الفوسفاط ارتفعت مؤخرا في السوق العالمية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ ارتفع إلى 160 دولارا للطن”.
وشدد عبد الرحمان مبتول مدير الدراسات السابق بوزارة الطاقة الجزائرية والخبير الدولي، على أن “المغرب لديه إمكانات كبيرة لإنتاج الفوسفاط، كما أن هناك شركات إسرائيلية تتجه للاستثمار في فوسفاط الصحراء المغربية”.
وكان المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وقع، اتفاقا مع شركة “ساوند إنرجي” لربط خط أنبوب الغاز المستقبلي الذي يربط تندرارة بخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي.
وأضاف المصدر ذاته أنه بموجب هذا الاتفاق، الذي يندرج في إطار تطوير حقل تندرارة، سيمنح المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، المالك والمستغل لخط أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، امتياز استغلال حقل تندرارة لشركة “ساوند انرجي” عبر خط أنبوب غاز جديد سيتم انشاؤه على 120 كيلومترا.
وتم توقيع برتوكول اتفاق يتعلق ببيع الغاز الطبيعي عقب عقد منح امتياز استغلال حقل “تندرارة” في أكتوبر 2019 بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة “ساوند إنرجي موروكو ايست ليميتد”.
فيما أبرزت وزارة الإنتقال الطاقي في وقت سابق، أن “الأحواض الرسوبية المغربية غير مستكشفة بما فيه الكفاية، إذ لا يتجاوز معدل كثافة الآبار في كل 10 آلاف كيلومتر مربع أربعة آبار، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى ألف بئر في كل 10 آلاف كيلومتر مربع مضيفة أن عددا من الشركات العالمية تشتغل حالياً على مساحة إجمالية 283 ألف متر مربع مغطاة برخص مختلفة، منها 9 رخص استغلال و53 رخصة بحث، ومنها 26 في المجال البحري و3 رخص استكشافية”.
وخلال عقدين من الزمن، أي من سنة 2000 إلى سنة 2020، تم إنجاز أشغال تنقيب عن المواد الهيدروكربونية في مختلف الأحواض الرسوبية بالمغرب بغلاف مالي ناهز 27 مليار درهم.
