يقول الكاتب الفرنسي دنيس ديدرو: «لا يكفي أن تعمل خيرا، بل يجب أن تحسن عمل الخير»، مقولة تنطبق على بعض نجوم كرة القدم الذين لم يقصروا مهاراتهم على الأداء داخل المستطيل الأخضر؛ بل سلكوا طريق الخير وأحسنوا عمله، خلال مسيرتهم في العطاء الإنساني والخيري.
اختار الكاتب الإنجليزي روس ويليامز، ما اعتبره أعظم 10 قصص ملهمة من حياة 10 من لاعبي كرة القدم، وضعها في كتيبه «أعظم قصص كرة القدم»، وتضمن الكتاب قصة التشيلي سانشيز والإيفواري ديروجبا، والأسكتلندي نيسميث والألماني مسعود أوزيل، والبرتغالي كريستيانو، والإنجليزي لامبارد، والجورجي كانكاف والأرجنتيني ميسي، والنيجيري موسيس، والإنجليزي أوستن.
رونالدو يبني مدارس وينال لقب أفضل نجم رياضي خيري في العالم
سانشيز من لاعب بلا حذاء إلى التعاقد مع أغلى شركات الأحذية
ألكيس سانشيز: حياتي كانت صعبة
نشأ صاحب الـ 33 عاما في بلدة تعدين صغيرة في ريف تشيلي، وكان لا يملك أي شيء عندما كان طفلا، ويقوم بالألعاب البهلوانية في الشارع مقابل 50 أو 100 بيزو (عملة تشيلي)، عندما كان في السادسة من عمره لكسب المال لعائلته، كما عمل في تنظيف السيارات، وقال سانشيز: «ما زالت أتذكر زوجا من الأحذية التي حصلت عليها من عمدة توكوبيلا بعد أن ذهبت والدتي للتحدث معه، لذا أقول دائما إن حياتي كانت صعبة».
شارك أليكسيس سانشيز في العديد من المشاريع الخيرية، واكتسب سمعة جيدة لكرمه في الفترة التي قضاها في لندن.
عندما امتلك المال كان من البديهي أن ينفق الكثير في الأعمال الخيرية، فمثلا في عام 2013 تبرع بمبلغ 150 ألف جنيه إسترليني من أجل إصلاح 5 ملاعب كرة قدم قريبة من قريته توكوبيلا.
عندما بدأ التشيلي الدولي مسيرته مع كرة القدم مع فريق كوبريلويا، كان يتقاضى 50 ألف بيسوس (45 جنيها إسترلينيا) شهريا، وبعد انتقاله لبرشلونة قادما من أودينيزي في 2011، أصبح راتبه الأسبوعي 80 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 10 ملايين مدفوعات سنوية، وعندما انتقل لأرسنال أصبح الراتب الأسبوعي لأليكسيس 130 ألف جنيه إسترليني.
وامتلك أليكسيس سانشيز العديد من عقود الرعاية مع أكثر من شركة عالمية، مثل بيبسي وهواوي التي أصبح سفيرا لها في عام 2015 بمقابل مادي لم يُكشف عنه حتى الآن.
وكانت شركة للأجهزة الذكية الصينية هي الشريك الرسمي لنادي أرسنال عندما كان التشيلي الدولي يلعب في صفوفه، فقام بتوقيع عقد مع الشركة ليصبح ممثلا خاصا لها في أمريكا الجنوبية بجانب خاميس رودريجيز.
وتقاضى صاحب الـ 33 عاما مبالغ مالية أيضا من شركة نايكي نظير ارتدائه الأحذية الخاصة بها، والذي كان غير قادر على شرائها في يوم من الأيام عندما كان صغيرا.
رونالدو يشارك في الأعمال الخيرية طوال مسيرته
شارك نجم ريال مدريد واليوفي السابق ومانشستر يونايتد الحالي في الأعمال الخيرية طوال مسيرته، تضمن ذلك مشاركته مع منظمة اليونيسيف ومنظمة إنقاذ الطفولة.
جاء أحد تبرعات رونالدو الأولى في عام ٢٠١١ عندما قام البرتغالي ببيع الحذاء الذهبي الأوروبي بالمزاد العلني مقابل ١.٢ مليون جنيه إسترليني، مع توجيه الأموال لبناء مدارس في غزة.
في ديسمبر من ذلك العام، تم بيع قميص موقع من قبل المهاجم مقابل ٣٧.٠٠٠ يورو، وذهبت الأموال إلى منظمة إنقاذ الطفولة، ومنذ عام ٢٠١٣، كان المهاجم سفيرا لهذه المؤسسة الخيرية.
وهو أيضا سفير لليونيسيف وورلد فيجن، وفي عام ٢٠١٥ قسم رونالدو مكافأته البالغة ٤٥٠.٠٠٠ جنيه إسترليني من الفوز بدوري أبطال أوروبا، بين ثلاثي المؤسسات الخيرية.
بالإضافة إلى ذلك، قام بالتبرع بجائزة قدرها (١٠٠.٠٠٠ يورو) التي حصل عليها لإعلانه في فريق العام في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام ٢٠١٤ للصليب الأحمر.
في عام ٢٠١٥، تمت تسمية رونالدو كأفضل نجم رياضي خيري في العالم من خلال موقع dosomething.org.
وتشمل هذه الأمثلة التبرع بمبلغ ١٢٠ ألف جنيه إسترليني لمركز السرطان الذي عالج والدته في وطنه ماديرا، ودفع ٥٥ ألف جنيه إسترليني لتغطية تكلفة جراحة الدماغ لإريك أورتيز كروز البالغ من العمر 10 أشهر.
نادرا ما توقف عمله الخيري، وفي عام ٢٠١٦ بعد فوز ريال مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا - حيث سجل كريستيانو رونالدو ركلة الجزاء الفائزة في ركلات الترجيح - تبرع بشيك المكافأة الذي تبلغ قيمته ٦٠٠.٠٠٠ يورو لمؤسسة خيرية.
بعد ذلك بعام، قام رونالدو بالمزاد العلني لكأس الكرة الذهبية الذي فاز به في عام ٢٠١٤ بمساعدة مؤسسة Make-A-Wish، وجمع ٥٣٠.٠٠٠ جنيه إسترليني للمؤسسة الخيرية التي تخلق رغبات مغيرة للحياة للقصر الذين يعانون مرضا خطيرا.
ميسي يبدأ نشاطه الخيري بمؤسسة لدعم الأطفال
الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة السابق وباريس سان جيرمان الحالي الذى أخذه ناديه طفلا معيبا وتكفل بعلاجه باستخدام هرمون النمو باهظ التكلفة، للتخفيف من حالة نقص النمو لديه، ليصبح واحدا من أعظم من لعبوا كرة القدم.
أنشأ ميسي مؤسسة «ليو ميسي» الخيرية في عام 2017، لتسهم في تأمين التعليم والرعاية الصحية للأطفال، وتعمل على تشخيص الأطفال الأرجنتينيين الذين يعانون من ظروف صحية، من خلال تقديم العلاج في إسبانيا، كما اختارته منظمة اليونيسيف سفيرا للنوايا الحسنة في 11 مارس 2010، لدعم حقوق الطفل في شتى المجالات، وهو ما دعاه للتبرع بـ 4.5 مليون دولار لـ«يونيسيف الأرجنتين».
وتبرع ليو ميسي بـ 100 ألف يورو لأطفال سوريا المتضررين من الحرب، كما قام بإرسال قميصه محملا بتوقيعه الشخصي إلى إحدى المستشفيات في البوسنة، ليعرض القميص في مزاد علني ويُباع وتوفر بقيمته معدات للمستشفى.
أوزيل نجم في سباق الخير
النجم الألماني من أصل تركي، لاعب ريال مدريد وأرسنال السابق وفريق فنربهتشة، مسعود أوزيل، القادم من عائلة بسيطة من أصول تركية، كانت والدته تعمل في دوامين متصلين بمهنة التنظيف لضمان لقمة العيش، وهو ما جعله أعلم الناس بمرارة الحرمان وعدم التمتع بضروريات الحياة.
ويحتفظ النجم الألماني مسعود أوزيل بوجه آخر يختلف عن الصورة المعروفة للاعب المهاري الذي يبدع فوق المستطيل الأخضر بأهدافه وتمريراته السحرية، ويحرص لاعب أرسنال الإنجليزي على الوجود بشكل دائم في سباق الأعمال الخيرية.
الألماني أوزيل تبرع للجمعيات الخيرية في البرازيل أثناء مشاركته في كأس العالم 2014، كما شارك أوزيل بمبلغ 100 ألف يورو (نحو 119 ألف دولار) في حملة تبرعات للهلال الأحمر التركي، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
يذكر أن نجم ريال مدريد السابق يعلق على أحد جدران شقته رسالة بخط يد والدته كتب فيها: «مسعود، لا تنسَ أبدا أنك مجرد ضيف عابر على هذه الأرض مثلنا جميعا، منحك الله موهبة ممارسة كرة القدم، ولكن لم يمنحها لك كي تتمتع بها وحدك، إن لم تشارك ثروتك مع الأشخاص الذين هم بحاجة لذلك فلست ابني».
ريكي لامبرت وحلم العودة لـ ليفربول
الإنجليزي ريكي لامبرت لاعب ليفربول الذي بدأ طفلا في هذا النادي ولكن تم تسريحه وهو في العاشرة من عمره، ليتنقل بين نحو 10 أندية وصولا إلى أحد أندية الدرجة الثانية الذي قاده للصعود للدرجة الممتازة، وكان هدافا للفريق ثم اختير ليمثل بلاده في كأس العالم، وأخيرا حقق حلمه بالعودة بعد 15 عاما إلى ناديه الأصلي ليفربول ليختتم حياته به.
كانكافا اللاعب المنقذ
الجورجي جابا كانكافا لاعب فريق إف سي دنيبرو الذي أنقذ حياة خصمه من فريق ديناموكييف عندما اصطدم به، فقام بوضعه على ظهره بسرعة شديدة لمنعه من الاختناق بعد أن ابتلع لسانه.
موسيس اليتيم اللاجئ يتحول لأيقونة في إنجلترا
والنيجيري فيكتور موسيس الذي قُتل والداه صغيرا وسافر إلى إنجلترا لاجئا، وقبل به نادى كريستيال بالاس على ضمانة أحد أعضائه، ليبرز ويلعب في عدد من أهم أندية إنجلترا مثل تشيلسي وليفربول ووستهام، ورغم لعبه لصفوف منتخبات إنجلترا ناشئا وشابا تحت 16 و17 و19 و21 عاما، فإنه قرر أن يعود ليمثل منتخب بلاده الأصلي نيجيريا.
أوستن من الطبخ إلى عالم الرياضة
الإنجليزي تشارلي أوستن الذى تم تسريحه من ناديي ريدنج وبورتسموث صغيرا لضآلة جسده، ليعمل طباخا في الأخير، ويظل يمارس هوايته كرة القدم مع إحدى فرق الهواة، ليلتحق فيما بعد بفريق «ريديف بورتسموث» ومنه لنحو 12 فريقا من الدرجة الثانية، ساهم في صعودهم إلى الدرجة الأولى وبعضهم إلى الممتاز، وسجل أكثر من 300 هدف، ليعرف الدوري الممتاز لأول مرة في موسم (2014 / 2015)، بعد أن تجاوز عمره 24 عاما مع فريق كوينز بارك رينجرز، ويتم استدعاؤه لمنتخب بلاده.
ديديه دروجبا يتبرع بـ 3 ملايين جنيه إسترليني للجمعيات الخيرية في أفريقيا
لعب الإيفواري ديديه دروجبا لناديي تشيلسي الإنجليزي وجالطة سراي التركي، وختم حياته في الملاعب مع أريزونا يونايتد الأمريكي، حيث ظل يداوم على التبرع من أجل بلاده، وتبرعه أيضا بـ 3 ملايين جنيه إسترليني للجمعيات الخيرية في أفريقيا، وبناء مستشفى في مسقط رأسه.
ويمارس دروغبا شتى الأعمال الخيرية، وقد عُين من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كسفير للنوايا الحسنة في العام 2007.
وحقق ديدييه دروجبا مع نادي تشيلسي الإنجليزي 12 لقبا، تمثلت في: بطولة الدوري الإنجليزي 3 مرات، بطولة الكأس الإنجليزي 4 مرات، بطولة الكابيتال وان مرتين، بطولة دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، بطولة الدرع الخيرية مرتين.
بينما حقق مع نادي جالطة سراي التركي 3 ألقاب، تمثلت في: لقب الدوري التركي مرة واحدة، لقب الكأس التركي مرة واحدة، لقب السوبر التركي مرة واحدة.
ستيفن نيسميث يشتري تذاكر مباريات فريقه ويوزعها مجانا
الأسكتلندي ستيفن نيسميث لاعب نيوكاسل الإنجليزي السابق الذي كان يشتري تذاكر مباريات فريقه ويوزعها على الجمهور مجانا.
