“عارفاكم جيتوا تواسوني في فقد ولدي بس مافي حاجه حتواسيني أنا وانتو غير لما أشوف أحلامكم الثورية محققة وتصلوا للعايزنه”، هكذا خاطبت والدة الشهيد محمد عبده، الذي استشهد في مدينة ود مدني وسط السودان، الثوار الذين توافدوا لمنطق الجنيد بولاية الجزيرة لحضور تأبين ابنها.
الجنيد: التغيير: عبدالله برير
كشفت والدة محمد عبده، عن أنها تعمل معلمة، وأنها تتطلع لتربية الأجيال القادمة حتى يؤمنوا بقضيتهم ويستشهدوا إن ساقتهم الأقدار لنيل الشهادة.
وحضر إفطار الشهيد المشهور بـ (الدينمو)، جمع غفير من الثوار ردا للجميل الذي قدم خلاله روحه فداء للوطن وثورته.
أيقونة الجنيد محمد عبده، فاضت روحه قبل 10 أيام من حلول شهر رمضان في ود مدني بطلقة “سكسك” اخترقت جسده الغض وأردته شهيداً.
في وقت تسبب فيه السلاح القاتل في العديد من الإصابات لما لا يقل عن 7 ثوار كانوا بجانبه.
وكشف عم الشهيد عن ان الراحل بحسب الذين كانوا بجانبه في الموكب، تلقى مكالمة هاتفية من مجهول وسأله المتصل هل انت محمد عبده؟
وحينما رد بالإيجاب، لم يضع هاتفه النقال في جيبه حتى اخترقت الرصاصة رأسه، ما يعني انه كان مرصودا من قبل الأجهزة الأمنية.
وفور فراغ الثوار من صلاة المغرب، تعالت الهتافات الثورية المنددة بالحكومة الانقلابية والمنادية بالقصاص.
محمد عبداللطيف والشهير كذلك بـ (محمد عبده)، شاب في بداية العشرينيات من عمره، لم تكتمل أحلامه بإكمال المرحلة الجامعية بعد أن توقف في محطة المستوى الثاني بجامعة البطانة بمدينة رفاعة، قبل أن تغتاله أيادي الانقلابيين.
الشهيد المثقف
يقول عمه مهدي: “محمد كان مطلعا ومثقفا وعنيدا، مصادما وله إرادة قوية في تحقيق وتنفيذ ما يعتقد انه الصواب”.
وأضاف: “والده مزارع، والشهيد هو اكبر أشقائه، حيث ترك خلفه أخا وأخت”.
وتابع: “خبر رحيله كان فاجعة مرة، وكانت إفادة الطبيب الشرعي أن الرصاصة تسببت في انسداد القصبة الهوائية، وحدثت الوفاة في ذات يوم الإصابة فور وصوله إلى المشرحة”.
وكشف “مهدي” عن أن ابن أخيه كان يتوقع الشهادة وأنه كان يردد أنه سيقدم روحه فداء للوطن وان رحيله مسألة وقت.
حضور ثوري
يقول عنه أحد زملائه في الجامعة، والذي التقته (التغيير)، إن محمداً كان في لخطوط الأمامية في منابر الوعي والنضال في جامعة البطانة.
وأضاف: “الراحل كان مهذبا وهادئا، لصيقا بالعمل الطوعي والإنساني ولا يتأخر في تقديم المساعدة”.
وعرف عنه – بحسب حديث رفيق نضاله – ان (الدينمو) كان دائم الحضور في المواقف الثورية.
وتابع: “أول يوم التقيته فيه صادف محاكمة قتلة الشهيد احمد الخير، وكان الشهيد مصادما في المواكب وذو شخصية قيادية، مهموما بتنظيم الاحتجاجات وكان درعا للثوار”.
