وبحسب مقال لـ «إيشا جوبتا»، ففي مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد، قد لا يكون استخدام عائلة راجاباكسا لخطاب يستخدم ورقة الأمن القومي والقومية البوذية السنهالية كافيا لإبقائهم في السلطة. وأضافت الكاتبة: في مساء يوم 2 أبريل، أعلن الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسا حالة الطوارئ لمدة عطلة نهاية الأسبوع في الجزيرة بعد اندلاع الاحتجاجات خارج مقر إقامته في كولومبو.
وأردفت: في حين أن فترات حالة الطوارئ ليست غريبة على سريلانكا، حيث فُرضت آخر مرة في 2018 بسبب أعمال شغب معادية للمسلمين، إلا أن هذه المرة مختلفة.
ومضت تقول: جاءت الاحتجاجات المحيطة بمنزل راجاباكسا في أعقاب أسابيع من الاضطرابات بسبب النقص الهائل في الوقود والمواد الغذائية الأساسية وانقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات، التي تمثل المظاهر اليومية لأسوأ أزمة اقتصادية في سريلانكا منذ عقود.
وأضافت: سلطت أعباء الديون الهائلة في سريلانكا ونفاد الاحتياطيات الأجنبية، التي تفاقمت بسبب صناعة السياحة المتعثرة بسبب جائحة كورونا، الضوء على سوء الإدارة الاقتصادية من قبل حكومة راجاباكسا، بحلول اليوم الثالث من الاحتجاجات، استقال مجلس الوزراء السريلانكي بأكمله.
وتابعت: على الرغم من أن آل راجاباكسا قد حافظوا على شعبية ساحقة ونجاح انتخابي في السنوات الأخيرة، خاصة من الأغلبية البوذية السنهالية، إلا أن تعاملهم مع الأزمة الاقتصادية وطريقة الاستجابة للغضب العام، الذي أعقب ذلك قد حظي بإدانة واسعة النطاق.
ومضت تقول: تكشف الأزمة الاقتصادية في سريلانكا عن توطيد عائلة راجاباكسا المتزايد للسلطة، لا سيما لشرائح من السكان السريلانكيين، الذين دعموا سابقًا راجاباكسا تحت ذريعة الأمن القومي.
وأضافت: بالتالي، فإن سيطرة آل راجاباكسا على السياسة على مدى العقود الماضية معرضة للخطر.
وأوضحت أن كل الوعود الإصلاحية للعائلة في السنوات الأخيرة انهارت بالكامل، ما تسبب في أزمة دستورية، أعقبتها هجمات انتحارية في 2019.
وتابعت: أطلق انتحاريون متفجرات في ستة فنادق وكنائس في جميع أنحاء البلاد في عيد الفصح الأحد في 2019، مما أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي، التي خلقتها بالفعل الأزمة الدستورية.
ومضت تقول: أدت الإخفاقات الاستخباراتية، التي تم الإبلاغ عنها ومكنت التفجيرات إلى تغذية الروايات الشعبوية بأن الأمن القومي كان يتعرض للهجوم، وأدت تفجيرات عيد الفصح إلى تأجيج النزعة القومية البوذية السنهالية في فترة ما بعد الحرب، وجددت الدعوات إلى سلطة تنفيذية أكبر، مما مهد الطريق لعودة راجاباكسا إلى الرئاسة.
وتابعت: في أعقاب الهجمات، فاز راجاباكسا بالرئاسة بناءً على وعود باستعادة «الأمن القومي» والحفاظ على سلامة السريلانكيين، ومع ذلك، تجلى ذلك في الجهود المبذولة لتكديس المزيد من السلطة في السلطة التنفيذية من خلال تمرير التعديل العشرين للدستور، الذي سمح للرئيس بحل البرلمان مبكرًا، وتعيين رئيس الوزراء وفصله، وتعيين القضاة، وكذلك رؤساء هيئات الانتخابات، ومكافحة الفساد، وغيرها من اللجان التي يفترض استقلالها.
وأردفت: على الرغم من أن دعم العائلة كان في السابق مرسومًا على أسس عرقية ودينية، إلا أن المتظاهرين من جميع شرائح المجتمع السريلانكي، متحدون في غضبهم تجاه الحكومة الحالية.