«على بياض».. مبادرة شبابية لإنقاذ الغارمات من السجون
«على بياض».. مبادرة شبابية لإنقاذ الغارمات من السجون
في مشهد مأسوي يتكرر يوميًا داخل محكمة النقض نرى مجرمات في نظر القانون يُحاكمن على ما لم يقترفونه من ذنب، لكنهن مجني عليهن، دهستهن أعباء الحياة، واستدانوا من أجل لقمة العيش، وفي النهاية وقعن فريسة لإيصالات الأمانة الموقعة على بياض.
تعثرن عن سداد المديونات التي لم يقترضنها من الأساس ليصطففن بعد ذلك خلف جدران المحاكم، رغم قلة الحيلة التي تمنعهن من ارتكاب أي جريمة، فهن لم يعرفن سوى الحسرة والدموع على ما ضاع من حياتهن.
الأمر الذي دفع مجموعة من طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة، لتدشين مبادرة شبابية تختص هذا النوع من القضايا، تحت عنوان "على بياض.. متمضيش علشان البيت يعيش"، والهدف منها توعية النساء بضرورة عدم الإمضاء على أي إيصالات أمانة "على بياض".
قال أحمد هشام طالب بالفرقة الرابعة في كلية الإعلام قسم علاقات عامة، أحد المشاركين في حملة "على بياض"، إن المجموعة المسؤولة عن إطلاق المبادرة كانت قد قررت تخصيص مشروع تخرجها عن مواجهة ظاهرة الغارمات في مصر.
أضاف: "المبادرة عبارة عن حملة توعوية اجتماعية للنساء اللاتي يقعن فريسة للمديونات، ويصبحن غارمات بين ليلة وضحاها، ولا يجدن سبيل للهروب من الورطة التي وقعن فيها، لذا نستهدف في هذه المبادرة النساء من عمر 18 لـ65 عامًا، وهدفنا الرئيسي هو عدم الإمضاء على بياض نهائيًا".
أوضح هشام، لـ"الدستور"، أن المجموعة تقوم بالتواصل مع النساء الغارمات، ليتم توضيح جميع الإجراءات القانونية التي يجب اتخاذها إذ اضطرت سيدة للإمضاء على إيصال أمانة، وكان اختيار هذه الفكرة ضروريًا في التوقيت الحالي، خاصة بعد انتشار معدل الغارمات خلال الفترة الأخيرة، وأيضًا المبادرات التي أطلقها الرئيس السيسي لإنقاذهنّ من السجون.
أما عن الفعاليات التي قامت بها الحملة، أكد هشام أن المجموعة نالت دعمًا من قبل جمعية رعاية أطفال السجينات المختصة بمساعدة الغارمات، وحصلوا على المعلومات والإحصاءات التي احتاجوها قبل التوجه إلى السيدات والحديث معهن، كما شاركوا معهم في فاعلية عن المرأة.
واختتم الطالب حديثه، موجهًا الشكر إلى وزارة التضامن الاجتماعي، التي استقبلت المجموعة الشبابية المسؤولة عن المبادرة في الآونة الأخيرة، وأجرى مستشار الوزيرة مقابلة معهم، حتى يتم حصولهم على الدعم الكامل من قبل الوزارة خلال الفترة المقبلة، آملًا أن يكون هناك حلول واقعية لأزمة الغارمات في مصر بشكل نهائي.
