المؤلف محمود حجاج: درست ملفات قضايا الفساد قضائية لإتقان حبكة فى «ملف سرى» (حوار)


العمل إطلالة على جهود رجال العدالة فى محاربة رجال الأعمال الفاسدين.. ومفاجآت خلال الحلقات المقبلة
هانى سلامة قال لى بعدما قرأ أول حلقتين: «أنا هنّجت».. والمنتج ريمون مقار «بختى فى الدنيا» لأنه آمن بموهبتى
عملت بـ«كشك» فى عمارة النجوم وتحججت بإرسال الطلبات لرؤية مريم فخر الدين


الكاتب محمود حجاج.. سيناريست ومؤلف من الطراز الرفيع، استطاع بموهبته وحضوره وثقافته العالية التألق وتحقيق النجاحات المختلفة فى أكثر من عمل، كان آخرها مسلسل «ملف سرى»، الذى يعرض حاليًا خلال موسم الدراما الرمضانى.
وفى حواره مع «الدستور»، قال «حجاج» إن «ملف سرى» يتناول لأول مرة الأحداث والتجاوزات التى حدثت فى فترة 2013، من وجهة نظر القضاء، مشيرًا إلى أنه استهدف من خلاله توعية الشعب بما كان يحدث، ولكى يقارن الناس بين تلك الأيام والوضع الحالى الذى يشهد حالة من الاستقرار على كل المستويات.
وتطرق «حجاج» إلى جوانب خاصة من بداياته فى عالم الكتابة، وأحلامه التى سعى لتحقيقها فى مجال التأليف، والمغامرات التى خاضها من أجل تثقيف نفسه فى كتابة السيناريو، وغيرها من التفاصيل. 
> تنافس بـ«ملف سرى» لأول مرة فى السباق الرمضانى.. كيف ترى ذلك؟
- دعينا نتفق على أننى لا أنافس أحدًا ولا أحب أن أطلق على دراما رمضان موسم منافسة، وأزعم دائمًا أنه موسم الزخم الدرامى المتنوع لإمتاع الجمهور فى العالم العربى كله.
كل صانع له منطقته وأسلوبه الخاص، ولو كل منّا وضع فى مخيلته أنه ينافس نفسه فقط، سيتميز ويصل بكل بساطة وحماسة للمشاهدين فى نفس الوقت، وأعتبر أننى أتحدى نفسى كى أصل إلى الهدف الذى وضعته لنفسى من البداية وهو التميز.
> ماذا عن ردود الأفعال التى تتلقاها على العمل؟
- ردود الأفعال إيجابية للغاية وأبهرتنى منذ طرح البوسترات وقبل عرض «التريلر» الخاص بالمسلسل، وتلقيت تهانى كثيرة وكأن العمل تم عرضه وتصدر المقدمة، وإن كنت أتوقع ذلك منذ التحضيرات ووضع الخطوط العريضة له لكن ليس بهذه الدرجة.
وأعد الجمهور بأنه سيتفاجأ بالأحداث التى ستبهره أكثر وأكثر، خاصة أنه يتناول قصصًا مشوقة وأحداثًا مستمدة من المجتمع فى فترة زمنية مليئة بالأحداث، وهى عام 2013.
> لماذا اخترت هذه الفترة تحديدًا؟
- لأنها كانت فترة عصيبة ومهمة جدًا ومليئة بالتجاوزات التى كانت تحدث، ونحتاج أن نوعى الشعب بما كان يحدث، والمقارنة بالوضع الحالى الذى يشهد حالة الاستقرار.
وهذا جانب يتم رصده وطرحه فى عالم الدراما لأول مرة خلال 30 حلقة، ويدور العمل حول حياة القاضى والصراع الذى كان يواجهه رجال القضاء بشكل عام، مع تسليط الضوء على عالم رجال الأعمال، وتأثير أعمالهم على كل شىء داخل البلاد، فالأحداث تدور فى أجواء واقعية، لكن الشخصيات كلها من وحى خيالى، و«ملف سرى» بوجه عام توليفة متكاملة العناصر بين الاجتماعى والسياسى والأكشن والرومانسى.
> كيف جاءتك الفكرة؟ وما المدة التى استغرقتها فى الكتابة؟
- الفكرة موجودة منذ سنوات وتحديدًا فى عام 2013، واستوقفتنى الحالة الاجتماعية والسياسية، خاصة المشهد القضائى، وكان يجب علىّ ككاتب أن أرصد ذلك مع إيجاد المعالجة والحلول الكافية المستوفية للتصدى للعديد من المشاكل الخفية التى لم يشاهدها الشعب بعينه حول هذه المنطقة، خاصة عالم القضاء.
وتمت الخطوات الحقيقية لتقديم الفكرة والقصة كعمل درامى بالمشاركة مع المنتج ريمون مقار، الذى لا أبالغ عندما أقول إنه «بختى فى الدنيا» لأنه آمن بموهبتى، وأعتبره بوصلة نجاح أى عمل فنى.
اتفقنا على تقديم فكرة عمل هادف بمنظور درامى جديد كعادة مجموعة «فنون مصر» فى تقديم الأعمال الراقية الهادفة التى تعيش فى الأذهان، وهذا ما لمسته منذ أن أتيحت لى الفرصة فى أن أكون جزءًا من نجاح مسلسل «الأب الروحى»، خاصة أننى شاركت فى كتابة العمل الذى حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه، وما زال يتساءل الجمهور عن باقى أجزائه.
وقدمنا «ملف سرى» الذى تدور وقائعه فى فترة غنية بالأحداث بطريقة مختلفة، وتحديدًا من وجهة نظر القضاء، وهى وجهة النظر التى لم يتم التركيز عليها أو- كما قلت لك- لم يتم تقديمها من قبل، وحين بدأت فيها وضعت الخطوط العريضة واستغرقت نحو عامٍ ونصف العام تقريبًا.
> ألم تشعر بصعوبة فى توثيق هذا الجانب؟
- شعرت بأن هذا هو التحدى الجديد الذى يجب أن أخوضه بعد نجاح تجربتى التى أعتز بها وهى فيلمى الوثائقى «احتيال»، الذى رصدت خلاله تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية الدموى، وأسلوب الإخوان فى صنع العنف ثم التبرؤ منه، وسلط الفيلم الضوء على الحركات المسلحة التى خرجت من رحم الإخوان ورفعت السلاح ضد الشعب المصرى، وكذلك تاريخ تلك الجماعات فى اغتيال شخصيات سياسية وقضائية.
لقد بدأ الفيلم بعملية اغتيال الإخوان للمستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، عبر استهدافه بسيارة مفخخة، كما عرض أبرز العمليات الإرهابية التى تبنتها ميليشيات الإخوان، وكان من أبرز المتحدثين فيه حافظ أبوسعدة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان السابق، والعميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، والدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية.
كل هذه الأمور جعلتنى مُلمًا بتفاصيل كثيرة شجعتنى على تقديم «ملف سرى»، فهذا النوع يعتبر التطور الطبيعى لما سبقه؛ وذلك من خلال منظور قاضٍ مُلتزم نزيه، وهو المستشار «يحيى عزالدين»، الذى يجسده النجم هانى سلامة، ويعمل على إحدى القضايا المهمة، ويتمسك بمبادئ وقيم يرثها عن أبيه، ويحرص على تحقيق العدالة رغم ما يواجهه من صعاب وتهديدات من رجال الأعمال الفاسدين، ومن ثم يتعرض لأزمات كبيرة جدًا من أجل الحفاظ على دولة القانون، وكشف الصفقات المشبوهة لرجال الأعمال الفاسدين وتعاملهم فى التهريب وغسل الأموال وغيرها من القضايا.
> ما المرجع الأساسى الذى استندت إليه فى كتابة السيناريو؟
- هناك خطوات عديدة وتحضيرات من نوع خاص لجأت إليها؛ فقد شاهدت أعمالًا وثائقية كثيرة عن عالم رجال الأعمال وقضايا الفساد، وأجريت العديد من الأبحاث والدراسات حتى أطلع على قضاياهم بشكل كامل، فضلًا عن التحدث مع أصدقاء ومعارف فى دائرة القضاء ورجال القانون؛ للدخول فى التفاصيل والمواقف الحياتية والإنسانية والمهنية لهؤلاء.
كنت أحاول التنقيب عن المعلومات والأفكار بشكل كبير، وكل هذه الأمور جعلتنى أتوحد مع الشخصيات التى يتم تقديمها خلال العمل، والتى تصل لما يقرب من 25 شخصية خلال الأحداث، كما تمت الاستعانة بـ«مراجع قانونى» أصبح يلازمنى ويلازم فريق العمل طوال وقت التحضيرات والتصوير؛ لتقديم الأحداث والمشاهد بشكل احترافى حتى لا يتعرض أحد منّا للانتقاد، خاصة أننا نناقش حياة القضاة، وهو أمر يضع مسئولية علينا فى الالتزام بمعايير المراجعة ونطق الأحكام بطريقة صحيحة، وقواعد سلوك وآداب المهنة ومعايير الرقابة النوعية والأنظمة المختلفة ذات الصلة.
> كيف كان التعاون مع النجم هانى سلامة؟.. وماذا كان تعليقه الأول عندما قرأ السيناريو؟
- أشعر بفخر كبير بأن يؤدى هانى سلامة بطولة أول أعمالى الدرامية الرمضانية، فهو نجم متألق ومتجدد ومتنوع فى شخصياته دائمًا، وأرى أنه قادر على تمثيل أى شىء ولديه أعمال ومشوار حافل بالأعمال المميزة.
وبمجرد قراءة هانى سلامة أحداث أول حلقتين قال لى: «أنا بنهج، الأحداث دى تتفرد على 30 حلقة».
ومن هنا أود أن أعبّر عن فخرى واعتزازى أيضًا بمشاركة نجوم وفريق العمل الذى يضم نخبة من الفنانين الكبار، أمثال محسن محيى الدين وماجد المصرى ومحمد محمود عبدالعزيز ولبنى ونس ومادلين طبر وإيهاب فهمى ودينا ونضال الشافعى ودنيا عبدالعزيز وإدوارد وكارولين عزمى، وكل الشباب، كل منهم نجم فى منطقته.
وهنا يعود الفضل لمالكى مجموعة «فنون مصر» الذين يحرصون دائمًا على الارتقاء بمستوى الدراما واكتشاف مواهب جديدة من الشباب فى المجالات الفنية، فهم أبدعوا فى إنتاج أعمال سريعة الإيقاع تواكب ما يفضله المشاهد وتسمح بظهور مواهب من الأجيال الجديدة تأليفًا وتمثيلًا وإخراجًا لتأخذ فرصها؛ لذلك أراهن على نجاح «ملف سرى» لأن العناصر كلها على مستوى فنى عالٍ.
> المسلسل يسجل التعاون الأول بينك والمخرج حسن البلاسى، كيف وجدت العمل معه؟
- فى الحقيقة أنا مندهش بعبقرية المخرج حسن البلاسى، الذى وجدته يتعامل بتكنيك وأسلوب مختلف، هو يبحر فى سيناريو العمل ليخرج بأفضل صورة وتتسع لديه روح التعاون، ويركز ويحرص على الدقة فى كل تفصيلة، من خلال خطة محكمة وضعها معى ومع كل شخص فى المسلسل أمام وخلف الكاميرا، وأتمنى أن تجمعنا مشاريع أخرى فى المستقبل القريب.
> «ملف سرى» يحقق نسبة مشاهدة عالية على «WATCH IT».. كيف رأيت تطور العرض الدرامى الرمضانى على المنصة؟
- أعتقد أن منصات المشاهدة الرقمية هى مستقبل الدراما التليفزيونية، وقد أصبحت أمرًا واقعًا وتتيح سهولة وصول المشاهد لجميع الأعمال، فقد فتحت المنصات الدرامية نافذة مهمة لعرض المسلسلات، وأسهمت فى ارتباطنا بالمشاهدين، وأعطت مساحة أكبر من الوجود مع الجمهور لأنه يشاهدها فى الوقت المناسب له ودون إعلانات.
وقد نجحت المنصات الرقمية للدراما المصرية فى كل أنحاء الوطن العربى، وأسهمت فى الارتقاء بمستوى الدراما، بحرفية وخبرة الفنانين والمخرجين والإنتاج المحترف، وأتمنى أن تترجم الدراما المصرية المعروضة على المنصات بلغات عديدة حتى تكون المشاهدات عربية وعالمية.
> نعود للبدايات.. متى بدأ شغفك بكتابة السيناريو؟
- منذ نعومة أظافرى وأنا أحلم بأن أكون مؤلفًا وكاتبًا، وأهتم جدًا بالسيناريو، ففى طفولتى كان أهلى وأصدقائى يتعجبون عندما نجلس لمشاهدة عمل درامى أو سينمائى وفى كل مرة أفاجئهم برد الأبطال فى الحوار قبل أن ينطق أحدهم.
كما كنت أتوقع الأحداث ودائمًا كانت توقعاتى صائبة، وحين عرض مسلسل «حديث الصباح والمساء» كنت أوافيهم يوميًا بكل الأحداث والتفاصيل، ما أثار انتباه أهلى بشدة، ولم يكن أحد يعلم حينها أننى كنت أستكشف المعلومات عن المسلسل من صديق الطفولة «وحيد أسامة» الذى أدى شخصية الشيخ قاسم فى المسلسل، ومن هنا بدأت أسأله: «إنتوا بتقولوا الكلام ده إزاى فى المسلسل وبتحفظوا إزاى ومين بيعطيك هذا الكلام؟»، وقتها عرفت يعنى إيه مؤلف، وفوجئت إن كل الشخصيات دى بيحركهم «كاتب»، وبدأ حبى للتأليف وتكوين الجمل وكتابة الحوارات الغرامية.
وحين وصلت سنى لـ13 عامًا ذهبت من وراء أهلى للعمل فى سوبر ماركت فى شارع مراد بالجيزة، ليس لهدف مادى وإنما لشغفى للكتابة والدخول فى عالم الفن، فقد كانت تسكن فى نفس العقار الذى به «الكشك» الفنانة «شادية»، والفنانة شيرين سيف النصر، وفى آخر الشارع وتحديدًا فى عمارة «والى» كانت تسكن العظيمة مريم فخر الدين، التى أدين لها بفضل كبير فى مشوارى.
> حدثنا أكثر.. ماذا فعلت معك مريم فخر الدين؟
- لا يمكن أن أنسى وقوفها بجانبى وسعة صدرها واستضافتها لى عندما أخبرتها عن حبى للتأليف وأننى أعمل بالسوبر ماركت من أجل رؤيتها بحجة توصيل الطلبات، وقتها قالت لى: «أنا مصدقاك وهساعدك علشان مفيش حد بيقول أنا بحب الكتابة، كله بيجرى وراء الأضواء»، ونصحتنى بالقراءة الكثيرة وتحديدًا للأديب والكاتب الكبير يوسف إدريس، وفى الحقيقة أنا كنت أستمع جيدًا لها ولنصائحها إلى أن كسبت ثقتها بدرجة كبيرة لدرجة أننى كنت أطلب منها الاطلاع على سيناريوهات أعمالها التى قدمتها من قبل، «وكنت أول مرة أعرف منها يعنى إيه خط الصوت والأحداث» وغيرها الكثير، والذى كانت تفسره لى، ومن ثم كتبت أول فيلم لى وكان عمرى 16 عامًا ودخلت مسابقه به فى مجلة «همسة»، وحصلت على جائزة المركز الثالث، وبدأت المشوار وكتبت الكثير إلى أن قدمت أولى تجاربى الحقيقية فى برنامج «الفرنجة»، ومن ثم بدأت أحقق حلمى بأول عمل درامى رمضان لى، ولا أخفى عليكِ سرًا أننى بكيت عندما شاهدت بوسترات مسلسل «ملف سرى» تملأ الشوارع وعليها اسمى.   
> ماذا عن طقوسك فى الكتابة؟
- الوقت المثالى للكتابة بالنسبة لى هو فى الصباح، لكننى أحاول التكيف مع بقية الأوقات، عمومًا أحاول التعامل مع الكتابة كتجربة احترافية لا أخضعها للمزاج، لكن أثناء الكتابة أفضّل الهدوء التام كى أتوحد مع الموضوع والشخصيات والأفكار التى أتناولها.

 

تاريخ الخبر: 2022-04-18 21:21:10
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية