للأزهر بكل قطاعاته دور مهم فى رعاية الطفولة والاهتمام بها؛ وذلك لاستشعاره أهمية الطفل، وأهمية المحافظة على حقوقه، فى ظل مجتمع آمِن، يهدف إلى تنشئة طفولة سوية تصبح درعا لوطنها فى المستقبل، ومن هذا المنطلق وهذا الاهتمام يبذل الأزهر كثيرا من الجهود فى رعاية الطفولة وحقوقها ليس فقط بالكلام، ولا بالبيانات، ولا بالشعارات، وإنما بالفعل المؤثر، والنزول إلى أرض الواقع، ومعالجة حقيقية لجروح المجتمع التى تؤثر على الطفولة.. تبرز هذا الجهد رشا كمال عبد المنعم، عضوة مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، والحاصلة على ماجستير فى العقيدة والفلسفة الإسلامية من جامعة الأزهر الشريف:
..........؟
تبذل كل مؤسسات الأزهر الشريف جهودا هائلة لدعم الدولة وسياستها فى رعاية الطفولة، وتفعيل حقوق الطفل، ومن أبرز هذه المؤسسات قطاع المعاهد الأزهرية؛ الذى يهتم بالتعليم، والتنشئة التربوية السليمة للطفل؛ بل والمحافظة على حقوق الطفل، وتفعيلها، وأهمها حق الطفل فى التعليم، مما يساعده على الإبداع والابتكار، وكذلك المشاركة فى كل المسابقات المحلية والدولية التى تنمى حب القراءة والتعلم، مثل المشاركة الفعالة فى المسابقة الدولية للقراءة (تحدى القراءة) والتى أحرز فيها طلاب الأزهر الشريف مراكز متقدمة بل المركز الأول لعدة سنوات على التوالى.
..........؟
هناك إدارة من أبرز إدارات الأزهر المستحدثة، وهى إدارة مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية؛ وهو مركز أُسس بتوجيه من فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث يعمل المركز على تقديم الفتوى من خلال أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة؛ بهدف القضاء على فوضى الفتاوى، كما يقوم المركز بدور مجتمعى مهم داعم لاستقرار المجتمع كله عامة والأسرة المصرية بخاصة، وذلك من خلال وحدة لم الشمل، فتتدخل فى الخلافات الأسرية لحلها بشكل يحقق التراضى بين الطرفين من باب (ولا تنسوا الفضل بينكم) بعيدا عن ساحات القضاء، وإيجاد حلول واقعية ملموسة، والتعاون على البر والتقوى، فى سبيل الحفاظ على الأسر لتنشئة الأطفال نشأة صحيحة؛ ليقدم للمجتمع كوادر نافعة فى كل التخصصات فيما بعد، ويحقق التنمية المستدامة التى تريدها الدولة المصرية.
..........؟
- بالطبع، ففى استقرار الأسرة والمجتمع استقرار للطفولة، والتنشئة التربوية، والدينية، والمجتمعية السليمة، ليتفرغ المجتمع للبناء والتقدم، فيشعر كل فرد فى المجتمع بحجم الرخاء والتنمية؛ فالمركز يقدم الدعم التربوى للأسرة بالتدخل فى المشاكل بين الآباء والأبناء، وكيفية التعامل مع المشكلات التى تواجه الأبناء، ومعالجة التحديات الأخلاقية والظواهر السلبية التى تظهر من حين لآخر، والتى تلعب فيها التكنولوجيا الحديثة دورا، ومن أمثلة ذلك: الفتاوى والبيانات التى يقدمها المركز لمواجهة السلبيات فى الألعاب الإلكترونية، ويبرز ذلك فى بيان المركز بشأن الألعاب الإلكترونية التى كانت سببا فى ظاهرة الانتحار بين الأطفال كلُعبة (الحوت الأزرق، وبابجي، وغيرهما)، وكذلك رفض التحديث فى لعبة بابجي، والتى كان من ضمن مراحلها، مرحلة السجود لصنم، وكان للمركز بيان مهم أحدث صدى عالميا كبيرا وتم إلغاء التحديث؛ بل وقدمت الشركة اعتذارا عن هذا الخطأ، وهذا التعدى على المعتقدات الدينية، وبهذا حمى المركز أبناءنا؛ بل والطفولة فى كل العالم من خطر يهدد الثوابت والمعتقدات الدينية.
..........؟
- نعم؛ لأن لوحدة لم الشمل دورًا مؤثرًا ظهر أثره فى المجتمع بحل الكثير من المشكلات التى تواجه الأسرة المصرية، والتأكيد على استقرار الطفل ومراعاة حقوقه فى أسرته؛ بل وفى مجتمعه كان من الأهمية بمكان توفير مقرات لوحدة لم الشمل فى كل المحافظات.
..........؟
- بالفعل للمركز حملات مستمرة، ومتزايدة، تهتم بالطفل ورعايته، وتعمل على حماية الأبناء؛ وكيفية تربيتهم، ومواجهة تحديات العصر بهم ومعهم، ومن هذه الحملات حملة (قرة عين) التى توجه الآباء فى تربية أبنائهم، وتركز الاهتمام على حقوق الطفل التى يجب أن يرعاها الآباء؛ بل والمجتمع كله كحق اللعب، وحق البيت المستقر، وحق التفاهم والتعاون، والتنشئة النفسية السليمة، كل ذلك مدعوما بمواقف دينية تعليمية من سيرة الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وسنته المطهرة المشرفة.
