خلال السنوات القليلة المُنصرمة، تصدرت “القفة الرمضانية” التي تُقدم للمحتاجين كمية من المواد الغذائية، النقاش، واستفاض الحديث عليها، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الآراء، بين موافق عليها بمبرر أنها نوع من المساعدة الفعلية لعدد من الأسر المُحتاجة، وبين من يستنكر الأمر ويعتبره إهانة لهم، فيُطالب بالمُقابل بحلول أكثر نجاعة لمُساندة هذه الفئة من المجتمع.
“أصبحنا نربط القفة بشهر رمضان، غير أنه كُلما حل موسم الانتخابات تزايد عددها، وارتفعت قيمتها، فبدلا عن ليتر زيت مثلا يُصبح هناك خمسة، وبدلا من علبة سكر واحدة قد تحصل على اثنين أو أكثر، وهو شيء يُحمس الفقراء على المُطالبة بها، لحاجتهم إليها في كل وقت وحين، وقد يدلون بصوتهم الانتخابي في مقابل الحصول عليها” بهذه الجمل عبرت جميلة، ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن رأيها.
وبحسب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن “القفة الرمضانية” التي كانت توزعها مؤسسة جود، المُقربة من حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال شهر رمضان الجاري باتت قليلة، وهو الشيء الذي أشار إليه كذلك، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، خلال رده على ما وصفها بـ”الاتهامات التي كالها عزيز أخنوش لحزب العدالة والتنمية في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب يوم الاثنين الفائت”..
وأضاف بنكيران، في تسجيل مَرئي بثته صفحته على فيسبوك، أمس الثلاثاء، بأن “قفف أخنوش توقفت خلال رمضان، وينبغي أن يتم توزيعها خلال هذه الظرفية، وليس أثناء الانتخابات، أو أنك تنتظر حلول عيد الفطر لإخراج الزكاة التي تبلغ قيمتها 12 درهما عن أفراد أسرتك”.
وزاد أمين عام حزب العدالة والتنمية، بأن على رئيس الحكومة الحالي العمل على كسب ود وتعاطف المواطنين من خلال توزيع القفف الرمضانية، مشيرا “إذا كنت تملك مليارين، أعطِ مليارا على الأقل لدعم المواطنين، وليس عليك القول إنك لا تملك عصا سحرية، لأن المواطنين اختاروك من أجل إيجاد حل لمشاكل المغرب”.
“إذا قمت بذلك سيستعيد الناس ثقتهم فيك، وسيحبونك يا السيد عزيز، وسيقال بأن رئيس حكومتنا معقول وجيد، ويقدم لنا المعونة بإمكانياته الشخصية في وقت لا تسمح له ميزانية الدولة بذلك”.
وأشار المتحدث نفسه، مخاطب أخنوش: “أنت رجل ثري، واليوم إن المغاربة “مقصحين”، إذن هذا هو وقت القفة، وليس وقت الحملة الانتخابية حيث قدمت إليهم وُعودا غير قابلة للتطبيق، وربما وزعت معها قليلا من المال والقفة”.
